قال الدكتور أحمد البرعى، وزير التضامن الاجتماعى، إن سياسات الغدر والتخريب والاغتيالات، التى تقوم بها جماعة الإخوان على مدى 83 عاما لن تثنى الحكومة عن موقفها فى الدفاع عن هذا الوطن، مشيرا إلى أن المواقف الدولية المؤيدة أو المعارضة لإعلان الإخوان جماعة إرهابية لا قيمة لها أمام محاولات الجماعة المستمرة إسقاط الدولة. وأضاف فى حواره مع «المصرى اليوم» عقب ساعات من تصنيف الحكومة الإخوان جماعة إرهابية أنه واهم من يعتقد أن الإخوان يمكن أن تعود للحكم مرة ثانية، مؤكدا أن الحكومة والجيش والشرطة ليسوا هم الحائل دون ذلك، ولكن الشعب هو الذى لفظ هذه الجماعة لأفعالها، وإلى نص الحوار:
■ هل استعدت الحكومة لمواجهة ردود الفعل الدولية المعارضة تجاه إعلان الإخوان جماعة إرهابية؟
- ردود الفعل الدولية أو الداخلية المعارضة لهذا القرار لا قيمة لها، ولن ترهبنا أمام الرغبة فى الحفاظ على هذا البلد، وحماية المواطنين الأبرياء من إرهاب هذه الجماعة، كما أننا لا يمكن أن نظل صامتين حتى إسقاط الدولة، خوفا من الضغوط الدولية، ولا بد أن يعلم الجميع أنه لا يصح تحت أى مقام إلا الصحيح، والإخوان جماعة تريد تخريب البلاد، والحكومة لم يكن أمامها خيار ثانٍ سوى اللجوء لهذا الإجراء، خاصة مع تزايد وتيرة العنف من قبل هذه الجماعة الإرهابية، كما أن هناك العديد من الدول مثل فرنسا وروسيا وإنجلترا، التى ترى ما يفعلونه من إرهاب، ويلقى معارضة شديدة، وإدانة دولية خاصة بعد حادث المنصورة.
■ ماذا عن الموقف الأمريكى؟
- عندما يتعلق الأمر بأمن المواطن وأمن الدولة لا يجب أن تنظر لأى حسابات، وأمريكا تعتقد أنها بدعم الإخوان يمكن أن تسترد الأموال التى دفعتها لقيادات التنظيم المحظور، أو على الأقل تستطيع أن تنفذ مخططها بشأن توطين الفلسطينيين فى سيناء، إلا أننا نقول لهم واهم من يعتقد أن هذه الجماعة الإرهابية يمكن أن تعود يوما، خاصة أن الشعب المصرى هو الذى لفظها، ويحول دون عودتها، وليس الحكومة، أو الجيش والشرطة، ومن قام بثورة ضد نظام المرشد لن يسمح بأن يعود يوما، والدليل المظاهرات التى خرجت فى المنصورة والمحلة وغيرهما من المناطق رافعة شعارات «48 ساعة للمغادرة والإعدام هو الحل» وغيرها.. هل ننتظر حتى يتحول الأمر إلى حرب أهلية، ونقول علينا أن ننتظر لأن الحسابات تقول ذلك؟!
■ لماذا تأخرت إذن الحكومة فى إعلان الإخوان جماعة إرهابية رغم ممارساتها ضد الشعب المصرى منذ قيام ثورة 30 يونيو؟
- الحكومة لم تتأخر فى هذا الإجراء، وإنما كان القرار قيد الدراسة منذ حكم القضاء بشأن حظر جماعة الإخوان، وتجميد كل أنشطتها والأجهزة التابعة لها، والتحفظ على أموالها ومقارها، وما يتصل بها من جمعيات، إلى جانب دراسة كل قرارات الإحالة الخاصة بأعضاء جماعة الإخوان والمتهمين فيها بالتحريض على العنف والقتل، ومن بينها أحداث المقطم، إلى جانب قضايا التخابر مع حماس، وعندما وجدت الحكومة اكتفاء الأسانيد القانونية لديها اتخذت القرار المتوافق مع أحكام القضاء، وأعلنت أن الإخوان جماعة إرهابية.
■ هل الحكومة على استعداد لمواجهة العنف المحتمل بعد هذا القرار؟
- نعرف أن الإخوان تهدف لإسقاط الدولة، وأساليبهم وسياساتهم على مدى 83 عاما فى التعامل مع الشعب المصرى لم ولن تتغير، فهم لا سبيل لهم سوى «الغدر والتخريب والاغتيالات»، ونحن على دراية تامة بكل مخططاتهم، والأجهزة الأمنية مستعدة لهم مهما كلفها ذلك من تضحيات.
■ ألا يخشى أعضاء الحكومة من سياسة الاغتيالات الشخصية؟
- لن أقول إننا لا نخشى الموت، ولكن أرواحنا ليست أغلى من الذين ضحوا لأجل هذا الوطن، كما أننا نعرف أبعاد معركتنا مع الإرهاب، ولا بد يوما أن ينكسر، خاصة أن المعركة مستمرة إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
■ هل كان فى مجلس الوزراء من يقف ضد هذا الإعلان، ويرى أنه غير مناسب فى الوقت الراهن؟
- هذا القرار صدر بتوافق بين أعضاء المجلس، ولا توجد معارضة بشأنه خاصة، وتباحث الجميع، ولم يكن هناك من يرى عكس ما تم إعلانه.
■ ماذا عن استعدادات الحكومة بشكل جيد لقرار تجميد أرصدة جمعيات الإخوان؟
- نحن على استعداد تام، ولكن الأمر يتطلب منا بعض الوقت، الذى نطالب فيه الناس بالصبر علينا، حتى يتم تنفيذ القرار بشكل صحيح، خاصة أن كل أرصدة الجمعيات، التى تم تجميدها حاليا متحفظ عليها، ولا يمكن التصرف فيها بعد أن قام البنك المركزى بإخطار 44 بنكا فى مصر بالتحفظ على هذه الأموال، وتجميد حسابتها.
■ ما آخر الإجراءات التى اتخذت فى هذا الشأن؟
- نحن حاليا نحاول تنفيذ أكثر الأشياء استفادة، وأقلها ضررا، خاصة أن البنوك لا بد أن تخطرنا بطبيعة الحسابات وأرقامها، للتعامل عليها، ونحن نعد قائمة بأسماء المصفين والمراقبين الماليين لإدارة هذه الجمعيات، ومراقبة حساباتها، وقد نسند للمصفى الواحد 3 جمعيات للإشراف عليها، ومراقبة حساباتها.
■ لكن هناك جمعيات كبيرة تعتمد عليها فئة عريضة من المواطنين لمساعدتها، فكيف سيتم التصرف معها حتى لا تستغل حاجات هؤلاء المواطنين؟
- سوف نبدأ على الفور باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن هذه الجمعيات، وهى معروفة لدينا، والمستفيدون منها معروفون أيضا، ونحن لن نسمح بأن تعطل مساعدة شهرية، أو خدمة كان يحصل علها مواطن، كما أننا لن نسمح بأن تستغل احتياجات البسطاء والفقراء من أبناء هذا الوطن فى التدمير.
■ هل ترى أن قرار التجميد قد يكون له تأثير اقتصادى فى المستقبل؟
- على العكس، والدليل أن البورصة لم تتأثر بهذا القرار، الإقبال على الشراء مستمر، نتيجة إحساس المستثمرين بأن الأمور فى مصر تسير نحو الطريق الصيح، والمستقبل سيكون أفضل.
■ هل تعتقد أن محاولات الإخوان إفساد التصويت على الدستور سيكون لها تأثير على نسبة التصويت؟
- كل محاولات الإخوان إفساد عملية التصويت على الدستور لن يكون لها أدنى تأثير، خاصة أن الحكومة على دراية تامة بمخططاتهم وتحركاتهم والإجراءات، التى يفكرون فى القيام بها، وسوف يتم التصدى لها على أكمل وجه.
■ ما هذه الإجراءات؟
- فى مجملها إجراءات أمنية خاصة بوزارة الداخلية، ولا يمكن الإفصاح عنها.
■ هل تعتقد أن نسبة المشاركة فى التصويت على الدستور ستكون عالية؟
- بكل تأكيد جموع الشعب المصرى ستنزل للجان الاقتراع لتأييد دستور ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ونسبة المشاركة والتصويت بـ«نعم» ستكون أعلى من كل التوقعات، خاصة أن من بين الأسباب التى ستدفع المواطنين للنزول تأكيدهم أنهم لا يخافون ولا يخشون إرهاب الجماعة، ويلفظون كل تصرفاتهم، التى تتنافى مع كل الأعراف، والديانات السماوية، إضافة إلى إعلان تمسكهم وتأييدهم استكمال خارطة الطريق، التى تسعى جهات عديدة محلية ودولية لعرقلتها لأغراض خاصة.
■ هل تؤيد الانتخابات الرئاسية أولا أم البرلمانية؟
- أنا مع الرئاسية أولا، لكنى سأدعم ما سيتوصل إليه حوار الرئيس عدلى منصور مع القوى السياسية والثورية فى هذا الصدد، خاصة أن كل ما يعنينى هو الوصول فى النهاية لاستكمال خارطة الطريق.
■ ما تعليقك على إعلان حمدين صباحى عزمه الترشح للرئاسة؟
- حمدين صباحى من الشخصيات الوطنية، التى تحظى بقبول واحترام.
■ «صباحى» حظى فى الانتخابات الماضية بتأييد فئة كبيرة.. لكن هل تؤيده؟
- الأمر سابق لأوانه، ولا بد أن نعرف باقى المرشحين، حتى يكون الاختيار النهائى من بينهم.
■ ما الموقف داخل جبهة الإنقاذ من هذا الإعلان؟
- فى كل الأحوال الجبهة لا بد أن تجتمع لاختيار مرشح تتوافق عليه للانتخابات الرئاسية، خاصة أنه من غير المعقول أن يحدث انشقاق كما حدث فى الانتخابات السابقة، التى أودت بنا لما نحن فيه الآن، وأنا أدعو الجميع للانتظار لحين حسم الموقف من الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أولا، خاصة أن الأمر فى حالة إجراء الانتخابات البرلمانية أولا يتطلب من الجميع التكاتف.
■ ماذا لو ترشح الفريق أول السيسى لانتخابات الرئاسة؟
- الفريق أول السيسى بكل تأكيد إذا قرر خوض سباق الانتخابات الرئاسية سيكون من أفضل الناس التى يمكن أن تترشح للانتخابات، ومن هنا أرى أنه لا بد من الانتظار، حتى نرى كل المرشحين والاختيار من بينهم.
■ هل ستدعم جبهة الإنقاذ الفريق أول السيسى؟
- لا يمكن أن أتحدث بلسان جبهة الإنقاذ، ولكن بالتأكيد سيكون لها رأى فى هذا الشأن.