قالت مصادر داخل جماعة الإخوان المسلمين، الصادر بشأنها قرار حكومي بتصنيفها ضمن الحركات «الإرهابية»، إن «التنظيم الدولي للجماعة يكثف منذ، الأربعاء، اتصالات مع عدد كبير من الدول العربية والأجنبية، لإقناعهم بعدم الاعتراف بقرار الحكومة باعتبار الإخوان جماعة إرهابية».
وأضافت المصادر لـ«المصري اليوم» أن «التنظيم لديه قناعة بأن هناك دولًا عربية لن تعترف بالقرار، مثل تونس والمغرب وليبيا والأردن واليمن والكويت، لوجود أعضاء ينتمون لجماعة الإخوان ضمن حكوماتها أو مجالس نوابها». وأشارت إلى أن «هذه الدول تخشى من حدوث أزمات داخلية في حالة الاعتراف بقرار الحكومة المصرية».
وذكرت أن «هناك دولًا أجنبية لن تعترف بالقرار وفى مقدمتها، ألمانيا وفرنسا وأمريكا وتركيا، لوجود موقف سابق من عزل مرسي»، موضحة أن «قرار الحكومة لن يكون له واقع على الأرض، ولن تتم ملاحقة الإخوان المسلمين إلا فى دولتين فقط، هما السعودية والإمارات».
من جانبه، قال إبراهيم منير، عضو مكتب الإرشاد الموجود في الخارج حاليًا في تصريحات له، الخميس، إن «الجماعة لن تضع قرار الحكومة في الحسبان»، مشيرا إلى أن «المظاهرات مستمرة وفعاليات التصعيد ضد السلطة الحالية ستظل كما هي».
وأوضح أشرف بدرالدين، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، أن «جماعة الإخوان ستمارس عملها على الأرض، ولم تستطع الحكومات السابقة في عهد عبدالناصر والسادات ومبارك أن تمنع الإخوان عن التواجد فى الشارع المصري».
وأضاف «بدرالدين»، في تصريحات صحفية، أن «هذا القرار دعوة للبلطجية للاعتداء على ممتلكات وأشخاص الإخوان»، محملًا الحكومة مسؤولية سلامة أعضاء وممتلكات الإخوان. وذكر أن «جماعة أنصار بيت المقدس أعلنت مسؤوليتها عن الحادث، ولم تعلنها الحكومة جماعة إرهابية»، متسائلًا: «هل يمكن لطرف سياسي إقصاء طرف آخر حصل على 47% في الانتخابات البرلمانية وعلى 75% من انتخابات مجلس الشورى، وأصبح رئيس الحزب، الذي يمثل الذراع السياسية لها رئيسًا للجمهورية بأصوات الشعب في انتخابات حرة ونزيهة».
فى سياق متصل، أكدت جماعة «الإخوان» في ليبيا وسوريا والأردن والجزائر، رفضهم قرار الحكومة المصرية باعتبار الجماعة «الأم» في القاهرة منظمة «إرهابية»، ووصفوه بـ«الظالم». ورفض حزب النهضة في تونس التعقيب على القرار، وأكد مسؤول بالحزب أنهم مهتمون بالشأن التونسي فقط.
واعتبر بشير الكبتي، المراقب العام لـ«إخوان ليبيا»، أن «القرار ظالم ولا يمت للواقع بصلة»، موضحًا أن «الإخوان كتنظيم وحركة وفكر، يرفضون العنف شكلًا وموضوعًا، وأن القرار يرجع إلى طبيعة الحكم العسكرى في مصر». وقال رياض الشقفة، المراقب العام لجماعة «الإخوان» في سوريا، إن «متخذ القرار هو الإرهابي، لأنه ثبت عبر التاريخ كله أن الإخوان هو التنظيم المعتدل، الذي لا يعمل بالإرهاب».
وِأشار حمزة منصور، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان» في الأردن، إلى أن «الانقلاب يتخبط وعلى وشك الإفلاس، حيث يحاول افتعال مسرحيات مكشوفة لتجريم أكبر حركة شعبية فى مصر التزمت بالسلمية على الدوام».
وقال عبدالرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم «حمس»، المحسوبة على جماعة «الإخوان» بالجزائر، إن «القرار يندرج ضمن الاستراتيجية الانقلابية الدموية، ويهدف إلى تبرير المزيد من القتل والقمع، واجتثاث الإخوان حتى ينجح الانقلاب أو ترضخ الجماعة وتقبل به».
فى الوقت نفسه، رحبت الصحف الخليجية الصادرة، الخميس، بإعلان «الإخوان» جماعة «إرهابية»، داعية السلطات المصرية إلى «فضح» المتورطين بالخارج في «أحداث الإرهاب»، التي تشهدها البلاد دون النظر إلى أى اعتبارات.
وذكرت صحيفة الشرق السعودية أن «قرار الحكومة المصرية سيعيد الاعتبار للنشاط الدعوي الإسلامي الصحيح». وفي لبنان، تباينت ردود الفعل حول القرار، حيث اعتبرت «الجماعة الإسلامية» أنه سيساهم في «موجة ثورية جديدة»، فيما وصفه نائب عن كتلة حزب الله النيابية بـ«المتسرع والظالم»،
واعتبره القيادي اليساري، نجاح واكيم، رئيس حركة الشعب النائب البرلماني السابق، «صائبًا».
ودعت حركة التحرير الوطنى الفلسطيني «فتح»، حركة «حماس» إلى فك ارتباطها بجماعة «الإخوان»، لـ«تجنيب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ويلات الانتماء لهذه الجماعة، التي أصبحت حسب القانون المصري جماعة إرهابية، وكذلك كل من يمت لها بصلة».
وقال الناطق باسم «حماس»، سامي أبوزهري، معقبًا على ما صدر من تحذير أمني مصري للحركة بضرورة إعلان انفصالها عن جماعة «الإخوان» حتى لا يتم إعلانها بالمثل: «ليس من حق السلطات الحالية في مصر أن تعاقبنا على أفكارنا السياسية، وهذه الاتهامات والتحذيرات الموجهة لحماس بمثابة تصدير أزمات داخلية لمصر، وتوظيف ورقة حماس لتصفية حسابات داخلية».
ودوليًّا، أكدت فرنسا موقفها الرافض لـ«الإرهاب» بكل أشكاله، وذلك في ضوء الاعتداءات «الإرهابية»، التي تشهدها مصر حاليًا، مشددة على أهمية مشاركة جميع القوى فى العملية السياسية «طالما تنبذ العنف».