قال اللواء فاروق حمدان، مساعد وزير الداخلية السابق، إن حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية إرهابى يتميز بالحرفية والفُجْر والعُهْر، وإنه تم من عناصر مدربة، تنفيذا لتعليمات التنظيم الدولى للإخوان ومَنْ تبقَّى من جماعات الإسلام السياسى. وأضاف «حمدان»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، أنه يجب على وزارة الداخلية أن تعترف وتقتنع بأن تلك الجماعات هى العدو الأول لها، وأنها فى حالة حرب عليها.
■ كيف ترى حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية فى ضوء العمليات الإرهابية التى تقوم بها الجماعات الإسلامية فى أكثر من موقع؟
- حادث إرهابى يتميز بالحرفية والفُجْر والعُهْر، وتم هذا الحادث الإرهابى المفاجئ من عناصر مدربة تنفيذا لتعليمات التنظيم الدولى ومن تبقَّى من جماعات الإسلام السياسى التى تقوم بتمويل تلك العمليات الإرهابية، ويجب على وزارة الداخلية أن تعترف وتقتنع أن تلك الجماعات هى العدو الأول لها، وأنها فى حالة حرب على تلك الجماعات، ولابد من القيام بعمليات إجهاض مبكر وضربات استباقية لتفكيك تلك التنظيمات الإرهابية وتجفيف عمليات التمويل، ولابد من إعادة النظر فى المنظومة الأمنية، وتنقية محيط المنشآت الأمنية وخاصة مديريات الأمن وأقسام الشرطة وقوات الأمن من وجود أى سيارات فى محيطها نهائياً.
■ هل يمكن أن نربط هذا الحادث بلجوء جماعة الإخوان للعنف فى أكثر من مظاهرة؟
- طبعاً.. فجماعة الإخوان الآن فى حالة سعار وهوس، خاصة أننا على أعتاب استحقاقات خارطة الطريق التى تبدأ بالاستفتاء على الدستور، إضافة إلى أعياد الإخوة المسيحيين التى هى على الأبواب، فلابد من استنفار كل الأجهزة الأمنية بجميع قطاعاتها، ويجب استخدام الكلاب البوليسية المدربة وتواجدها بصفة دائمة فى الفترة الحالية لتمشيط تلك المنشآت الأمنية والمنشآت الحيوية، ويجب إعادة فحص جميع أفراد جهاز الشرطة لأننا لابد أن نعترف بأن هناك اختراقاً لهذه الأجهزة الأمنية لاسيما وقد تردد أن هناك قنبلة انفجرت داخل مديرية أمن الدقهلية بخلاف التى انفجرت خارج المديرية.
■ البعض يعتبر التفجيرات الانتحارية خطة منظمة لحركات إسلامية داعمة للإخوان لعودة الجماعة للحكم.. ما مدى صحة ذلك؟
- هذا صحيح، وتلك الجماعات داعمة للإخوان ومخططاتها الإرهابية، وتنفذ تلك المخططات وتوجه الدعم المهول من الأموال والمعدات والمواد المتفجرة، وتستخدم السيارات المسروقة، والشباب المغيب وتستعين ببعض البلطجية لتنفيذ تلك الأهداف لترويع أمن المواطن وإسقاط الدولة.
■ هل ينفى هذا مسؤولية الإخوان المباشرة عن مثل هذه التفجيرات؟
- كافة تلك الجماعات هى من عباءة الإخوان المسلمين، ولابد من التصدى لتلك الجماعات الإرهابية، خاصة أنهم يستخدمون النساء والطلبة والطالبات فى تنفيذ مخططاتهم فى جامعات مصر، وأتمنى أن يتفهم من يدَّعون أنهم نشطاء سياسيون أو ثوريون وأعضاء بعض الجماعات والحركات مثل 6 إبريل والحركات الثورية التى تسمى نفسها بمسميات غريبة- أنهم أصبحوا يمثلون خطراً على أمن المواطنين، ويجب على الجهات الأمنية المختصة، وأخص بالذكر الأمن الوطنى، إعادة فحص المنتمين لتلك الحركات والجماعات وتطبيق القانون عليهم.
■ إلى أى مدى يمكن اعتبار هذا التفجير تصعيداً للعمليات الإرهابية التى تحدث فى سيناء؟
- هذه العملية المفاجئة كانت- فى اعتقادى- قمة الإرهاب، فقد تم اختيار الموقع الذى تمت فيه بعناية شديدة ما أدى إلى ارتباك لدى كل أجهزة الدولة، الأمر الذى يستوجب على أساسه أن يقوم الدكتور حازم الببلاوى، رئيس الوزراء «المرتعش»، بإعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية حتى تتسنى مواجهتها بالشكل المفروض أن يتم، فلابد أن نعترف بأننا فى حالة حرب حقيقية، ونناشد المستشار عدلى منصور، الرئيس المؤقت، أن تكون هناك وزارة حرب تواجه تلك المخططات الإرهابية.
■ كيف يمكن أن تواجه الدولة مثل هذا الإرهاب.. وهل منظومة القوانين الحالية كافية؟
- إننا نحتاج إلى أفعال وليس أقوال، ولابد أن يشترك فى تلك الأفعال الشعب والجيش والشرطة والقضاء، ويؤدى كل منهم فى مجاله، فالشرطة والجيش عليهما تأمين الشعب جيدا، وتوفير أقصى درجات الأمن والحماية للمواطن وللمنشآت الحيوية، أما الشعب فعليه أن يعترف بأننا فى حالة حرب تحتاج منا الإبلاغ عن أى ظواهر إجرامية أو أشخاص تمكنوا من التسلل داخل البلاد عبر المنافذ والحدود، أما عن منظومة القوانين وهل هى كافية فإننى أؤكد أن مواد القانون كافية، والمطلوب هو سرعة الإنجاز والفصل فى تلك القضايا، وأن تقوم وزارة العدل بتحديد دوائر خاصة تكون مهمتها الفصل فى قضايا الإرهاب والأعمال الإرهابية.
■ البعض يعتبر الحل الأمنى غير كاف لمواجهة هذه العمليات الإرهابية ويدعو لاستخدام حلول سياسية.. ما رأيك؟
- أعتقد أن الحلول السياسية لا مجال لها الآن، لأن كلمة الحل السياسى معناها التفاوض، فمع من نتفاوض؟ هل نتفاوض مع من تلطخت أيديهم بدماء المصريين أم من باعوا وطنهم نظير مبالغ مالية أو منفعة شخصية، فلا حل سياسياً مع هذه الجماعات نهائياً.
■ هل الحوار مع الجماعات الإرهابية المتطرفة وجماعة الإخوان ما زال ممكناً؟
- الحوار مرفوض تماما الآن، فلا يمكن التفاوض أو الحوار مع هذه الجماعات بعد الدم الذى سال فى جميع ربوع الوطن سواء من الشرطة أو الجيش أو المواطنين، وكل من ينادى بالحوار مع جماعات الإرهاب هو آثم وشريك لهذه الجماعات، ويجب أن يطبق القانون عليه، فهيبة الدولة لا تحتمل وحجم الترويع الحاصل فى الشارع غير مقبول، ومصر لن تضيع.
■ هل الجهود الأمنية وحدها كافية لدحر الإرهاب أم أن الأمر يتطلب تكاتف الأمن مع الأهالى؟
- الجهود الأمنية وحدها غير كافية، والشعب والجيش والشرطة يجب أن يكونوا يداً واحدة، ونحتاج إلى أفعال وليس أقوال، فكما يقوم أعضاء تلك الجماعة الإرهابية بترويع المواطنين يجب على المصريين الكشف عن العين الحمراء لكل من ينتمى لتلك الجماعات، وهم معروفون فى جميع المحافظات والمراكز والمدن حتى يتم توجيه ضربات استباقية لهم.
■ ما رأيك فى التوجه لاعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية، وهل يمكن أن يكون له رد فعل عنيف يؤدى لتفجيرات أخرى مثلاً؟
- جماعة الإخوان المسلمين ومن خرج من رحمها والمنتمون لها إرهابيون بلا شك، ويجب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة ضدها لمواجهتها وإنقاذ مصر من الضياع فى طرقات الإرهاب، هذا على المستوى الداخلى، أما على المستوى الخارجى فلابد من تحركات نصل فى نهايتها إلى اعتراف المجتمع الدولى بأن تلك الجماعات إرهابية، حتى تتسنى مواجهتها، خاصة فى ظل أن السفارتين الأمريكية والإنجليزية قد أصدرتا بيانات أدانتا فيها العملية الإرهابية، ونحن نحتاج إلى هذا الاعتراف الدولى حتى يتسنى لنا اتخاذ إجراءات استثنائية نواجه بها جماعات الإرهاب، ونحن لا نخشى مواجهتها، فقد سبق أن واجهنا من هم أقوى منها فى فترة الثمانينيات والتسعينيات، وقادرون على مواجهتها الآن.