x

أطفال شوارع فى سيارات خردة: ظاظا بيشم «كلة» وأحمد بيعمل «دماغ نمل».. وبلبل بيقابل صاحبته

السبت 07-08-2010 09:00 | كتب: محافظات |
تصوير : أحمد هيمن

مطاردة رجال الشرطة لهم حول ساحات المساجد وتحت الكبارى وفى الأماكن المهجورة، جعلت أطفال الشوارع يبحثون عن أماكن أخرى يختبئون فيها، بعيدا عن أعين رجال الشرطة والمارة، ليتمتعوا بحرية أكبر فى ممارسة عاداتهم السيئة والمنافية للأخلاق، وهذه الأماكن هى سيارات الخردة المنتشرة فى شوارع بعض المناطق الشعبية مثل المنيب وإمبابة وشبرا وروض الفرج والدويقة ومصر القديمة والسيدة عائشة والإمام الشافعى.

7 آلاف سيارة خردة منتشرة فى شوارع القاهرة الكبرى –حسب دراسة أجرتها د.عزة كريم أستاذة فى مركز البحوث الاجتماعية والجنائية- أصبحت وكرا لهؤلاء الأطفال، وهذا ما رفضه سكان هذه المناطق خاصة سكان الشوارع التى تقف فيها هذه السيارات بشكل دائم، وهو ما دفع بعضهم إلى تحرير محاضر فى أقسام الشرطة التابعين لها، أثبتوا فيها الجرائم التى يرتكبها أطفال الشوارع داخل هذه السيارات، وهو ما يشكل خطرا عليهم وعلى أبنائهم، ومنهم سكان العقار رقم 1 من شارع حلوان الذين تقدموا ببلاغ لقسم شرطة حلوان ضد 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عاماً، يتعاطون مخدرات ومسكرات داخل سيارة خردة، وتمكن رجال الشرطة من القبض عليهم، وتبين أن أحدهم هارب من أهله، والآخر لا يعلم شيئاً عن أهله والآخرين رفضوا الإفصاح عن مكان عائلتهم، وتحرر لهم المحضر اللازم وتم عرضهم على النيابة.

فى شارع محرم فى «دوران شبرا مصر»، رصدت «المصرى اليوم» خمسة من أطفال الشوارع يقيمون داخل 6 سيارات خردة مركونة أمام منزل ميكانيكى، يعيشون فيها بحرية دون أن تلاحقهم أنظار المارة. محمد (11 سنة) وشهرته (ظاظا) أحد هؤلاء الأطفال، ترك مدرسته ليعول أمه وأشقاءه، ولا يشعر بوجود أى مأساة فى حياته، لكنه فسر إدمانه قائلا: «من همى بشم كلة.. عشان أنام من غير ما أفكر فى أى حاجة».

أحمد (14 سنة) هو طفل وسيم، تنظر إليه من الوهلة الأولى فلا تصدق أنه طفل شارع، ولكن بعد أن تدقق النظر فى ملامحه وتلمح عينيه الزائغتين اللتين تفتقدان الأمان تتأكد أنه مثل كل الأطفال الذين يعيشون فى الشارع، ولا يختلف عنهم سوى فى شكله فقط، أحمد اعتاد أن يدمن شم النمل، فهى الوسيلة التى تريحه من عناء الدنيا: «بجمع عدد كبير قوى من النمل الفارسى الكبير وبحرقه، وبعدين أشم دخانه.. ده بيعملى دماغ عالية قوى.. وعشان كده بحب أربى النمل بجمعه داخل علبة كبيرة مع خشب مشرب بميه، وبحطه فى العربية وكل ما أعوز أعمل دماغ أحرقلى شوية».

حال محمود (12 سنة) وشهرته «بلبل» لا يختلف كثيرا، لكنه روى قصة تحوله من طفل عامل فى سن مبكرة إلى طفل شارع قائلا: «السبب فى الحال اللى وصلتله هو الأسطى سيد السمكرى اللى كان بيعذبنى بالكوى بالنار، فسبتله الورشة وهربت، ومالقتش قدامى غير العربيات دى استخبى فيها وأعمل اللى أنا عايزه.. وكل واحد فينا بياخد صاحبته فى عربية ويقعد يحب فيها طول الليل براحته»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية