توقّعت شركة «كاسبر سكي لاب» الروسية للحلول الأمنية زيادة شعبية الشبكات الافتراضية الخاصة، إلى جانب زيادة الطلب على أدوات التشفير المحلي عبر حماية البيانات المخزنة على الحواسب والأجهزة وضمان سرية سلوكها في الإنترنت في 2014، خاصة بعد الاعترافات التي أدلى بها «سنودن» في عام 2013، التي كشفت النشاط المتزايد للهيئات الاستخباراتية حول العالم.
وذكر تقرير الشركة أن عدة دول تنوي تبني قوانين تمنع استخدام الخدمات الأجنبية، حيث أعلنت ألمانيا في شهر نوفمبر الماضي أن جميع الاتصالات بين السلطات الألمانية لن تخرج عن نطاق البلاد، وأعلنت البرازيل نيتها إنشاء قناة إنترنت بديلة تغنيها عن استخدام خط الإنترنت العابر لولاية فلوريدا الأمريكية، بجانب إيران والصين اللتين لديهما خطط بديلة وحجب لعدد من الشبكات العالمية محليا، ما سيؤثر على شكل الإنترنت في المستقبل كجزر منعزلة، ومزيد من عزلة عدد من الدول.
كما توقّعت الشركة في تقريرها استمرار تطوّر أدوات الاحتيال بشكل مباشر أو غير مباشر، لسرقة الأموال مباشرة من المحافظ الإلكترونية، وسيعمل المحتالون على تحسين أدواتهم المخصصة للوصول إلى الحسابات المصرفية لأصحاب الأجهزة المحمولة.
وقالت الشركة: «سنشهد عمليات شراء وبيع لروبوتات الإنترنت البرمجية، التي ستستخدم أيضا في نشر المرفقات الخبيثة باسم أطراف ثالثة، فيما يتعلق بدعم عمليات السرقة غير المباشرة، على الأرجح أننا سنرى المزيد من النسخ الأكثر دقة من أحصنة طروادة، التي ستعمل على تشفير البيانات على الأجهزة المحمولة مع حجب الوصول إلى الصور، جهات الاتصال والمراسلات إلى أن يتم دفع مقابل مالي لفك الشفرة، ولا شك أن الهواتف الذكية المعتمدة على منصة Android ستكون أول الأهداف».
وأضاف: «سرقة مصادر المنتجات الرائجة من قطاع الألعاب تمنح المخترقين إمكانية إيجاد الثغرات في المنتجات واستخدامها فيما بعد في أغراض خبيثة، بالإضافة إلى ذلك في حال تمكن المجرمون الإلكترونيون من الوصول إلى جهاز المستخدم، فإن بإمكانهم تغيير شفرة المصدر في البرامج، ودمج البرمجيات الخبيثة من طراز backdoor فيها».
وقال ألكسندر جوستيف، مدير خبراء الأمن في فريق البحث والتحليل العالمي بـ«كاسبرسكي لاب»: «بدأ الإنترنت في الانقسام إلى وحدات محلية خاصة بكل دولة، لقد زادت اعترافات سنودن من الطلب على وضع قوانين تحظر استخدام الخدمات الأجنبية، ولم تعد دول منفردة ترغب في إطلاق، ولو (بايت) واحدا من المعلومات لديها خارج شبكاتها».
وأضاف: «ستزداد المطالب قوة كما ستتحول التقييدات القانونية إلى حجب تقني للمواقع، والخطوة التالية ستكون أشبه بمحاولة تقييد إمكانية الوصول الأجنبي إلى البيانات داخل بلد ما، وقد يؤدي تطور هذه النزعة إلى انهيار الإنترنت بشكله الحالي، وسينقسم إلى عشرات من الشبكات المحلية. ستكون Darknet الشبكة العالمية الحقيقية الوحيدة».