x

سمير فريد الثقافة: أقل ميزانية وآخر الدول سمير فريد الإثنين 23-12-2013 21:14


قال صابر عرب، وزير الثقافة، فى كلمته فى افتتاح حفل منح الفائزين بجوائز الدولة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى برئاسة الجمهورية- إن ميزانية وزارة الثقافة أقل ميزانية بين وزارات الحكومة المصرية وأقل ميزانية بين دول العالم.

فى الحفل نفسه قال الرئيس عدلى منصور فى كلمته إن مصر فى حاجة إلى نهضة ثقافية تقضى على التعصب والاستقطاب، والتناقض واضح بين التطلع إلى نهضة ثقافية وحصول وزارة الثقافة على أقل ميزانية بين الوزارات.

لقد قال الرئيس فى كلمته أيضاً إن حكومة ثورة يونيو التى استعادت ثورة يناير بعد أن سرقها الإخوان- شكلت لجنة وزارية من وزراء الثقافة والإعلام والتعليم والتعليم العالى والأوقاف والشباب لتنسيق العمل الثقافى، ولعلى كنت أول من طالب منذ نحو ربع قرن بأن تكون هناك مجموعة ثقافية من الوزارات مثل المجموعة السيادية والمجموعة الاقتصادية لأن تحميل وزارة الثقافة مسؤولية الحالة الثقافية خطأ كبير، لأن هذه الحالة مسؤولية كل وسائل الوعى من المدرسة إلى المسجد والكنيسة. ومنذ سنوات طويلة أيضاً طالبت بتغيير اسم وزارة الثقافة إلى وزارة الفنون، ووزارة الآثار إلى وزارة التراث الوطنى، وعدت للمطالبة بعد ثورة يناير على أمل أن تصحح الثورة المفاهيم، ويسمى كل شىء باسمه.

كانت ثورة يوليو 1952 تعبر عن مفاهيم صحيحة عندما أنشأت المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وبدأت المشكلة عندما أنشأت وزارة باسم الثقافة، ودمج مسؤولية حماية التراث الوطنى فى هذه الوزارة، ودمجها مع الإعلام تارة وفصلها عنه تارة أخرى. ولاشك أن الحالة الثقافية التى أدت إلى وجود ملايين من المتعصبين دينياً فى مصر حالة بائسة تعود بالبلاد إلى عصور وسطى جديدة، ولاشك أن تغيير هذه الحالة يحتاج إلى نهضة ثقافية كما قال الرئيس عدلى منصور، ولكن لاشك أيضاً أن الخطوة الأولى لتحقيق هذه النهضة هى تغيير المفاهيم وتحديدها بوضوح. ولعل أكبر دليل على اضطراب المفاهيم الذى تعكسه المسميات أن هناك من يفكر حتى الآن فى دمج الثقافة مع الإعلام أو مع حماية التراث الوطنى.

الثورة تعنى التغيير الجذرى فى كل المجالات، وإن لم يكن التغيير جذرياً تكن الثورة قد فشلت وكل التضحيات ذهبت هباءً.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية