الشهيد عبدالمنعم رياض «22/10/1919- 9/3/1969» من أشهر وأمهر القادة العرب العسكريين فى النصف الثانى من القرن العشرين.. ومن المشهود لهم بالقدرة والسيطرة والكفاءة والمهارة فى كيفية إدارة العمليات العسكرية على جميع الأصعدة الميدانية التكتيكية والاستراتيجية والتعبوية.. فهو موسوعة عسكرية استمدت معالمها وملامحها من خلال حروب خاض غمارها ومن أبحاث ودراسات وبعثات ودورات وبجدارة اجتازها ولغات خمس «الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والعبرية» أتقنها وأجادها.. وقد توجت مسيرته بأوسمة ونياشين وأنواط وقلائد استحقها ونالها..
ومن هنا كان أهلاً لرئاسة أركان القيادة العربية الموحدة فى عام 1964.. وبمباركة من الملك حسين اعتلى قيادة الجبهة الأردنية فى عام 1967.. وفى 11 يونيو عام 1967 وبتزكية من الزعيم عبدالناصر تولى رئاسة أركان القوات المصرية بعد أن هبت عليها رياح النكسة وبعثرت أوراقها وبددت شملها وشقت صفها وهزت أركانها.. وهنا انطلق الفريق رياض بوطنيته لأداء مهمته مجنداً خبرته وحنكته وحكمته ومهاراته لإعادة ترتيب أوراقها وترميم وتطوير وتحديث معداتها ورفع الكفاءة القتالية والروح المعنوية لأفرادها..
وكان عند حسن ظن من اختاره رئيساً لأركانها.. ففى 21/10/1967 انطلقت الصواريخ البحرية ودمرت المدمرة الإسرائيلية «إيلات» فى عقر دارها.. وانطلقت الصواريخ الجوية وأسقطت طائراتها ولجمت وحجمت غاراتها.. وانطلقت القوات البرية إلى «رأس العش» وحررتها من سيطرة اليهود.. ناهيك عن العمليات الخاصة خلف الخطوط.. وبذلك وعلى يديه خرجت القوات المسلحة من كبوتها ونفضت غبار النكسة عن كاهلها.
سيدى الفريق.. إذا كانت فلسطين قد منحتك وسام الجدارة الذهبى.. وأطلقت عليك روسيا لقب الجنرال الذهبى.. ومنحك لبنان ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ووسام الأرز الوطنى.. ووهبك الأردن وسام نجمة الشرف والكوكب الأردنى.. ومنحتك مصر نجمة الشرف العسكرية.
فقد وهبتك إسرائيل وسام الشهادة وهى لا تدرى أنه أشرف وأرفع وأسمى وأزهى وأبقى وأقنى وسام وكان ذلك فى صبيحة يوم الأحد 9/3/1969 وذلك عندما انهالت عليك نيران المدفعية الإسرائيلية وانت تتفقد جنودك فى الإسماعيلية.. ولا أجد ختاماً لمقالى هذا قولاً أصدق من قول ربى.. (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً)، فيا شباب مصر.. هلا اتخذتم من عبدالمنعم رياض قدوة ونبراساً.
عميد مهندس متقاعد محمد محمود سلامة