x

سفاح الثورة الفرنسية كان مصابًا بمرض نادر جدًا

الأحد 22-12-2013 13:51 |
سفاح الثورة الفرنسية كان مصاباً بمرض نادر جداً سفاح الثورة الفرنسية كان مصاباً بمرض نادر جداً تصوير : وكالات

يبدو أن «ماكسميليان روبسبير» أحد أكبر السفاحين الذين مروا على وجه الكرة الأرضية تاريخيًا، كان مصابًا بمرض مناعي نادر جدًا، بحسب ما يشخص أطباء اليوم، قاموا بمراجعة تاريخية لما تذكره المراجع عنه، وبفحص التماثيل والرسومات التي صورته، ونشروا نتائج أبحاثهم في «ذا لانست» كبرى المجلات الطبية العالمية.

كان «روبسبير» محاميًا معروفًا بفصاحته وبلاغته، واكتسب شعبية كعدو للملكية وحليف للديمقراطية أثناء الثورة الفرنسية، حتى تولى مناصب عليا في مجلس الطبقات والجمعية التأسيسية والهيئة التنفيذية وغيرها من الكيانات السياسية التي انبثقت إبان الثورة الفرنسية، وكان من أقوى المطالبين بإعدام الملك «لويس السادس عشر» وهو ما تحقق فعلاً عام 1793.

واستمرت سطوة وشعبية هذا الرجل بارتفاع حتى سيطر فعلياً على الحكومة الفرنسية، وبدأ بعدها بانقلاب على منافسيه من الثوار وأطلق عليهم لقب «أعداء الثورة»، وبدأ حملة إعدامات جماعية لقيادات الثورة، بحيث إنّه قضى على أكثر من ستة آلاف شخص منهم في أقل من شهر ونصف الشهر، واقتادهم جميعاً إلى «المقصلة» التي فصلت رؤوسهم عن أجسادهم.

وبحسب ما ورد في مصادر تاريخية مختلفة استند إليها الباحثون، كان «روبسبير» أصفر البشرة والعينين، تلتحف وسادته بالدماء في كل مساء، ترتعش عيناه وفمه بشكل دائم، ويعاني من إرهاق مزمن ويومي، وتتكاثر القرحات على ساقيه بين الفينة والأخرى، كما يمتلئ وجهه بالندوب، وقد تصاعدت هذه الأعراض جميعها في السنوات الأربع الأخيرة من حياته.

ويعتقد العلماء أنّ هذه الأعراض جميعها توحي بشكل كبير بإصابة «روبسبير» بمرض مناعي نادر جداً اسمه «ساركويدوزز» (تعرّب القواميس اسم المرض بـ: الغرناوية أو داء الساركويد)، ويقوم الجهاز المناعي في هذا المرض، ولسبب غير معروف علمياً، بمهاجمة أعضاء الإنسان واحداً تلو الآخر، فيتسبّب بمشاكل في الجهاز التنفسي تشتمل على نزيف دائم من الأنف، كما تتم مهاجمة البنكرياس والكبد، بحيث يصاب باليرقان و«الاصفرار في جسده وعينيه»، إضافة للمشاكل الجلدية والإرهاق الدائم وغيرها من الأعراض التي تلاءمت مع سيرة «روبسبير».

ولا يعلم العلماء ما هو نوع العلاج الذي كان يصفه الطبيب الشخصي لـ«روبسبير»، لكن تشير المراجع التاريخية إلى أنه كان مستهلكاً نهماً لـ«البرتقال»، وهو ما قد يعني أن الطبيب قد نصحه بالإكثار من تناول الفواكه.

يُشفى العديد من المرضى بشكل عفوي من هذا المرض، ويتطور عند بعضهم الآخر بشكل متصاعد حتى الموت، أما الأكيد أنّه لا يمكن لنا أن نعلم يوماً مصير تطوّر المرض عند «ماكسميليان روسبير» طالما أنّ ثوّار فرنسا ضاقوا ذرعاً بجرائمه وبالمجازر التي تسبّب بها، فتسلّلوا إلى «دار البلدية» مع قوة عسكرية، بينما كان «روبسبير» يخطب بالناس يبرر جرائمه ويدعو إلى انتقام أكبر من «أعداء الثورة»، وأصابوه برصاصة في فكّه، ثمّ اقتادوه إلى المقصلة مع أنصاره، وأعدموه بذات الطريقة التي أعدم فيها «روبسبير» سابقاً ستة آلاف ثائر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية