حصلت «المصري اليوم» على نص تحريات الأمن الوطني والمخابرات العامة في قضية «وادي النطرون»، التي تمت إحالتها إلى محكمة الجنايات، السبت، وقال أحد التقارير إن عناصر من حماس تمكنت، بمساعدة عناصر من بدو سيناء والإخوان، من اقتحام السجون في 28 يناير 2011، لتهريب سجناء متهمين في قضية «حزب الله»، وقيادات الإخوان، الذين تم حبسهم في سجن وادي النطرون.
وجاء التقرير الأول في 7 صفحات، روى فيها ضباط ومسؤولون في وزارة الداخلية ما حدث، وأرجع التقرير اقتحام السجون إلى وصول 65 سيارة نصف نقل لا تحمل لوحات معدنية، و٣ لوادر كبيرة الحجم، و٢ صغيرة، وأفاد بأن عناصر حماس أدخلوا السلاح عبر الأنفاق، ووفر لهم أحد الإخوان في البحيرة معدات الاقتحام.
وأكد التقرير، الذي حمل خاتم «سرى للغاية»، أن ضابطًا في سجن وادي النطرون أزاح قناعًا كان يرتديه أحد أفراد حماس وقت اقتحام السجن، ما دفع المتهم إلى قتل الضابط بـ12 طلقة.
وذكر أن المخططين لاقتحام السجن وضعوا خطة للتنفيذ، وخدعوا أفراد التأمين، مشيرًا إلى أن الاعتداء بدأ عندما قام مواطنون كانوا يرتدون ملابس بدوية، ويتحدثون بلهجة بدوية، بينهم ٣ أشخاص لكنتهم فلسطينية بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي على سرية الأمن المكلفة بتأمين السجن من المنطقة الخلفية المطلة على الصحراء، ما اضطر أفراد الأمن الموجودين أمام السجن على الطريق الصحراوي إلى التحرك للخلف لمواجهتهم.
وقال إن القوات فوجئت بهجوم اللوادر في المنطقة الأمامية للسجن، التي كان متواجداً بها عدد قليل من أفراد التأمين بعد تحرك السرية المساعدة إلى مصدر إطلاق النيران بالخلف، مشيرا إلى أن المهاجمين قتلوا ١٤ من قوات التأمين.
وتضمن التقرير شهادات الضباط، الذين كانوا متواجدين داخل السجن وأمامه، فضلا عن شهادات قيادات قطاع السجون وقت الأحداث، ومن بينهم اللواء محمد ناجي، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، واللواء عصام القوصي، مأمور سجن وادي النطرون سابقا.
وشملت المذكرة سرداً لأحداث الثورة، والأسباب التي خرج من أجلها المتظاهرون في ٢٥ يناير، وشددت على أن مجموعات كبيرة ترتدي زي الأعراب شنت منذ مساء الجمعة ٢٨ يناير ٢٠١١ هجوماً مسلحاً على بعض السجون والليمانات، وأطلقت نيراناً كثيفة من أسلحة آلية مختلفة الأنواع والعيارات باتجاه قوات التأمين وحطمت الأبواب وأجزاء من الأسوار مستعينة بمعدات ثقيلة، ما أدى إلى هروب السجناء بتلك السجون والاستيلاء على العديد من الأسلحة النارية التي كانت في كتائب التأمين، وإتلاف وتدمير أغلب مرافقها، وسرقة تجهيزاتها المختلفة، وفور انتشار أنباء تلك الوقائع تولدت أحداث الشغب، والتمرد الجماعي بين نزلاء السجون الأخرى، محاولين الهروب، والتعدي على القوات، وإحراق وتدمير المنشآت والمرافق.
وأفاد التقرير بأن مقتحمى السجن كانوا يقصدون العنبر، الذي يتواجد به المعتقلون السياسيون، لكن نظرا لوضع هذا العنبر تحت حراسة مشددة فقد لجأ المخططون إلى الهجوم على باقي العنابر، ونجحوا فى ذلك، وبعدها تمكنوا من فتح عنبر المعتقلين بمساعدة مساجين في الداخل.
وروى التقرير أن المساجين استولوا على أسلحة أفراد الأمن بعد استشهادهم، وهاجموا باقي قوات التأمين الداخلية، وأن المقتحمين كانوا يحملون أسلحة ثقيلة أدت إلى هدم أجزاء من أحد العنابر.
وأفاد بأن الهجوم المسلح على منطقة وادى النطرون أسفر عن إتلاف، وتدمير أغلب مرافق السجون بالمنطقة، وسرقة جميع التجهيزات بها، وحرق وإتلاف جميع الملفات والأجهزة والمعدات الخاصة بتلك السجون، ما نتج عنه هروب جميع المسجونين بالمنطقة بإجمالي ١١ ألفًا و١٦١ سجيناً، ووفاة ١٤ آخرين.
وتضمن التقرير إحصاءات عن عدد المساجين، الذين هربوا على مستوى الجمهورية من السجون، التي تم اقتحامها، وبلغ العدد ٢٣ ألفًا و٦٣٦ سجيناً، وقال إن من قاموا بتسليم أنفسهم حتى ١٥ إبريل ٢٠١٣ وصل عددهم إلى ٢٠ ألفًا و٩٠١ هارب، والمتبقي ٢٨٧٩ سجيناً.