كشفت التحريات التى أجراها الضابط محمد مبروك قبل استشهاده في القضية المعروفة بـ«وادي النطرون»، أنه رصد من خلال مصادره السريّة لقاءات بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وحزب الله اللبنانى، والحرس الثورى الإيرانى فى بيروت ودمشق، للاتفاق على العمل فى مصر لتولى الإخوان نظام الحكم فى البلاد بعد إسقاط الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وأفادت التحريات التى قدمها محمد مبروك إلى المستشار حسن سمير، قاضى التحقيق، بأن التحقيقات فى حادث كنيسة القديسين أشارت إلى تورط عناصر من جيش الإسلام، بمعاونة عناصر متطرفة مصرية، إضافة إلى تورطهم فى حادث تفجير المشهد الحسينى، وكانوا على علم بعناصر من الإخوان فى مصر، كما رصدت التحريات اتصالات بين الرئيس المعزول محمد مرسى وأحمد عبدالعاطي، مدير مكتبه، واتفاقهما على الاستعانة بأجهزة استخبارات من تركيا وقطر وسوريا حتى يتمكنوا من اختراق الأمن المصري.
وقالت التحريات إن «عبدالعاطى» التقى مع رجب طيب أردوجان، رئيس الوزراء التركى، الذى أبدى استعداده لمساعدة مرسى للفوز بالانتخابات الرئاسية من خلال إمداد الإخوان بأموال كثيرة، كما رصدت التحريات وجود اتصالات بين «عبدالعاطى» ومرسى قبل توليه الرئاسة براشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة التونسية، وإجراء تنسيق فيما بينهم لتجهيز خطط أمنية لإنجاح ثورة مصر بعد أن ثار معارضو تونس والإخوان هناك ضد نظامهم.
وأكدت التحريات أن أجهزة الأمن رصدت لقاءات بين تلك العناصر فى تركيا ولبنان، كما اتفقت الأطراف على إجراء تحريات عن الوضع الداخلى فى مصر ومستقبل النظام السياسى القائم، «يقصد نظام مبارك»، ومدى احتمالات ترشيح عمر سليمان لتولى رئاسة الجمهورية بعد الإطاحة بمبارك، ومدى قدرة الجماعة على زعزعة الاستقرار القائم، ومدى حجم وثقة وزير الدفاع وقتها المشير حسين طنطاوى، ومدى إمكانية فتح قنوات اتصال مع بعض الباحثين فى مركز الأهرام الاستراتيجى لتحليل الموقف الراهن فى البلاد.
وأوضحت التحريات أن قيادات حماس طلبوا من الإخوان دراسة كيفية وجود تأثير إعلامى لحركة حماس على الساحة المصرية وأفضل العناصر الصحفية والإعلامية الذين يمكن للحركة الاتصال بهم، وضم هذا الوفد من الإخوان كلا من صلاح عبدالمقصود، وسعد الكتاتنى، وحازم فاروق، وحسين إبراهيم، ومحمد البلتاجى، وإبراهيم أبوعوف، وأسامة جادو، وقالت تحريات الضابط الشهيد إنه رصد سفر عصام العريان فى يونيو 2011 إلى بيروت والتقى بزعيم حزب الله حسن نصر الله، وطلب منه مساعدتهم أثناء الثورة، كما التقى بعدها بإسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة حماس المقال، لتوجيه دعم للإخوان فى مصر للوصول إلى السلطة.
وأضافت التحريات أنه سبق أن تم ضبط عناصر من الإخوان فى قضايا أمن دولة فى وقت نظام مبارك، وحكم عليهم وتبين من خلال تلك القضايا وأوراقها أن عناصر الإخوان كانوا يعملون بشكل مستتر مع قيادات حماس.
وفيما يتعلق بواقعة اقتحام السجون، قال الضابط الشهيد فى تحرياته: إن الإخوان خططوا لاقتحام مبانى الليمانات والسجون، بدءا من منتصف ليلة 28 يناير «جمعة الغضب» بهدف تهريب عناصر حماس وحزب الله والعناصر البدوية من سيناء المحكوم عليهم فى قضايا إرهابية ومخدرات، واتفقوا على التواجد فى ميدان التحرير وبعض الميادين فى المحافظات لإطلاق النيران على بعض المتظاهرين والادعاء بأن قوات الشرطة تطلق النيران على المتظاهرين السلميين، وأسند الإخوان مسؤولية تدبير وسائل الإعاشة والسيارات لعناصر حماس وحزب الله اللبنانى، وعناصر الحرس الثورى الإيرانى الذين كانوا ينفذون العمليات داخل البلاد لمكتب رعاية الأعمال الإيرانى الموجود بشارع الدقى بالتنسيق مع هيئة مكتب الإرشاد.
وأفادت التحريات بأن عناصر الإخوان كونوا مجموعات لمهام محددة، حيث تولت مجموعة توفير السيارات والدراجات النارية وأخرى الاتفاق مع العناصر الجنائية ومجموعات الألتراس وإمدادهم بالأسلحة النارية، فيما تولى أعضاء من التنظيم مسؤولية عقد لقاءات مع مسؤولى عناصر التنظيم فى مختلف المحافظات لشرح خطط تحركهم عقب حدوث حالة الفوضى، فيما تولت مجموعة ثالثة، ومن بينهم البلتاجى والقرضاوى مسؤولية السفر خارج البلاد إلى عدة دول للالتقاء مع عناصر التنظيم الدولى لوضع بنود خطة التحرك.