كشفت وثائق سرية أمريكية، سربها موظف الأمن القومي الأمريكي السابق، إدوارد سنودن، أن وكالة الأمن القومي الأمريكي استهدفت أكثر من ألف هدف للمراقبة خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك مكتب رئيس وزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، ورؤساء منظمات المساعدات الدولية وشركات الطاقة الأجنبية ومسؤول بالاتحاد الأوروبي شارك في معارك مكافحة الاحتكار ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية.
ونشرت صحيفتا «نيويورك تايمز» الأمريكية و«جارديان» البريطانية، على موقعهما الإلكتروني، الجمعة، أنه في حين أن أسماء بعض القادة السياسيين والدبلوماسيين ظهرت سابقًا كأهداف للتجسس، إلا أن الوثائق الاستخباراتية قدمت صورة أشمل بكثير لانتشار الجواسيس الساحق في أكثر من 60 دولة.
وذكرت الصحيفتان أن مقر الاتصالات العامة في بريطانيا عمل بشكل وثيق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية في مراقبة الاتصالات لكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي والزعماء الأجانب، بما في ذلك رؤساء دول أفريقية، وأحيانًا أفراد أسرهم والمديرين بالأمم المتحدة وبرامج الإغاثة الأخرى، والمسؤولين بوزارات النفط والمالية، ووفقا للوثائق فإنه بالإضافة إلى إسرائيل، بعض الأهداف تشمل الحلفاء المقربين مثل فرنسا وألمانيا.
وأشارتا إلى أن التسريبات كشفت عن تلك القوائم بالإضافة إلى التقارير التى تشير إلى عمل الجواسيس من مواقع الاستخبارات البريطانية، والتنصت بالشكل المنهجي مرة بعد أخرى على الاتصالات الدولية، مع التركيز خصوصًا على البث عبر الأقمار الصناعية.
وأضافتا أن قيمة كل اتصال تقاس من أحد الجوانب بعدد الأهداف المراقبة واستخدامها لرسائل البريد الإلكتروني، الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية، حيث وجد أنه تمت مراقبة أكثر من ألف هدف من بينهم «إرهابيون» مشتبه بهم أو«متشددون».
وأظهرت التقارير أن جواسيس وكالة الأمن القومي الأمريكية تعقبوا حركة البريد الإلكتروني لعدد من المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك هدف واحد تم ورود ذكره بأنه «رئيس الوزراء الإسرائيلي وبجواره عنوان البريد الإلكتروني الخاص به».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال وقت اعتراض رسائله، في يناير 2009، هو إيهود أولمرت، والذي في الشهر التالي، اعترض الجواسيس حركة البريد الإلكتروني لوزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت، إيهود باراك، وذلك وفقًا لتقرير آخر.
وأشارت «نيورك تايمز» و«جارديان» إلى أنه على الرغم من العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ، لايزال سجل التجسس بين الدولتين حافلًا، فهناك جواسيس لإسرائيل غالبًا ما يعملون بالولايات المتحدة، بما في ذلك جوناثان بولارد جاي، الذي حكم عليه في 1987 بالسجن مدى الحياة لتمرير المعلومات الاستخباراتية لإسرائيل، والولايات المتحدة في كثير من الأحيان تحول قدرات وكالة الأمن القومي الأمريكية ضد إسرائيل.