x

زي النهاردة.. وفاة ألكسي كوسيجن رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي 18 ديسمبر 1980

الأربعاء 18-12-2013 11:09 |
ألكسي كوسيغين أحد روؤساء مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي ألكسي كوسيغين أحد روؤساء مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي

كان ألكسي كوسيجن، رئيسًا لوزراء الاتحاد السوفيتي، لخمس فترات، امتدت من 15 أكتوبر 1964 إلى 23 أكتوبر 1980، وهو مولود في 20 فبراير 1904، في سانت پطرسبورج «لينينجراد سابقًا»، وفي 1919 شارك وهو مايزال صبيًا في الحرب الأهلية التي وقعت في روسيا بعد انتصار الثورة الاشتراكية.

بعد انتهاء الحرب عاد «كوسيجن» إلى مسقط رأسه، والتحق بمدرسة مهنية ثانوية في 1924، ثم عين مدربًا في الفرع السيبيري للاتحاد التعاوني للمستهلكين، وفي 1927 انضم إلى الحزب الشيوعي، ثم أصبح رئيسًا لدائرة التخطيط في مركز عمله، ومع توجه الاتحاد السوڤييتي إلى التطوير السريع للصناعة انتسب لمعهد لينينجراد للنسيج، وتخرج فيه عام 1935، وبعد 3 سنوات من العمل كمهندس نسيج في مصنع بليننغراد، أصبح مديرًا له بسبب كفاءته الإدارية والإنتاجية.بدءًا من 1938 شهد نجم «كوسيجن» صعودًا سياسيًا ووظيفيًا سريعًا بدعم من أندريه جدانوف، أمين منظمة الحزب في لينينجراد، فتسلم رئاسة اللجنة التنفيذية لمجلس السوڤييت في لينينجراد «رئيس بلدية»، وفي 1939 عُين في منصب مفوض الشعب لصناعة النسيج «وزير»،

كما انتخب عضوًا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وأثناء الحرب العالمية الثانية أشرف على عمليات إجلاء السكان من لينينجراد أثناء حصار الألمان لها.بين عامي 1948 و1953 شغل «كوسيجن» مناصب رفيعة عدة، منها وزير مالية الاتحاد السوڤييتي، ووزيرًا للصناعات الخفيفة، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وعضوًا احتياطيًا، ثم عضوًا كاملاً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي، إلا أنه بعد وفاة «ستالين» في 1953، وتسلّم «مالنكوف» قيادة الحزب والبلاد، أُبعد عن رئاسة الحزب «وهي الهيئة التي حلت محل المكتب السياسي»، كما أبعد عن منصبه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء.

في يونيو 1957 في عهد نيكيتا خروشوف، أعيد «كوسيجين» إلى رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عضوًا احتياطيًا، كما أعيد تعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء السوڤييتي، وفي هذه الفترة انكب على القضايا الاقتصادية بإشرافه على هيئة التخطيط، ووضع برامج عديدة لتطويرالصناعة الاستهلاكية، وفي أكتوبر 1964، ساند بقوة الحملة التي قادها ليونيد ليونيد بريجنيف، ضد سياسات «خروشوف»، في اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، والتي أدت إلى إزاحة «خروشوف» عن جميع مناصبه، وعين «كوسيجين» بعدها رئيسًا لمجلس وزراء الاتحاد السوڤييتي، وأصبح عضوًا في الترويكا «القيادة الثلاثية»، التي ضمّت كلًا من بريجنيف «أمين عام الحزب»، وبودجورني «رئيس الدولة»، وكوسيجين «رئيس الوزراء».

لكن نفوذ كل من «بودجورني» و«كوسيجين» أخذا في الانحسار أمام تصاعد نفوذ «بريجنيف»، وازدياد صلاحياته، وقد تقاسم «بريجينيف» و«كوسيجين» السلطة بالتساوي تقريبًا لعدة سنوات، فكان «كوسيجين»، رئيسًا للوزراء، والمسؤول الإداري الأول في الحكومة السوفييتية، إلا أنه في أوائل السبعينيات من القرن العشرين، أصبح «بريجينيف» الزعيم الأقوى، وبحلول 1977 فرض سيطرته على الحكومة والحزب، وظل كلاهما يعملان معًا رغم فقد «كوسيجين» لسلطاته.عندما كان «كوسيجين» رئيسًا للوزراء عمل على تنمية الصناعة الخفيفة في الاتحاد السوفييتي، وفي 1965 بدأ برنامجًا يستهدف صرف أرباح مالية لمديري المصانع والمزارعين الذين يظهرون امتيازًا في عملهم، وعمل أيضًا من أجل تحسين الروابط التجارية مع الدول الغربية، وأصبحت هذه السياسة جزءًا مهمًا من الأهداف طويلة الأجل للاتحاد السوفييتي سابقًا، وأدت هذه الإصلاحات إلى تحسن واضح في الصناعة والزراعة، انعكس في وفرة البضائع في السوق الداخلية، وارتفاع مستوى المعيشة لجميع العاملين.

على مستوى السياسة الخارجية انتهج «كوسيجين» دبلوماسية هادئة وحازمة، وبرز كشخصيةً دولية ناجحة في معالجة بعض الأزمات الدولية الحساسة كالنزاع الهندي الباكستاني، ومعالجة الأزمة السياسية التي نشأت مع حكومة «دوبتشيك» في تشيكوسلوفاكيا، كما عقد اجتماع قمة مع الرئيس الأمريكي «جونسون».استقال «كوسيجين» من منصب رئاسة الوزراء في أكتوبر 1980، لأسباب صحية، إلى أن توفى زي النهاردة 18 ديسمبر 1980.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية