x

روبرت فيسك: العجائز يبقون فى السلطة فى مصر والمجتمع كسيح والفساد متوطن

السبت 06-03-2010 00:00 |
تصوير : other

ما الذى يجعل «العجائز» يبقون فى السلطة فى مصر؟ وما الذى يجعل متوسطى الأعمار يريدون السلطة فى بلد مجتمعه «كسيح وتتزايد فيه الطائفية والقوة البوليسية الوحشية والفساد المستوطن، والذى يتفاقم بسبب نظام انتخابى، يعتبر على نطاق واسع مشوباً بالتزوير؟».

استهل الكاتب البريطانى البارز روبرت فيسك، مقاله فى صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس بهذين السؤالين، وأجاب عنهما بالقول: «معظم المصريين لا يعتقدون أن الرئيس حسنى مبارك خالد حتى ولو كان يمسك بتلابيب السلطة وهو فى سن الـ81.

وأضاف فيسك فى مقاله تحت عنوان: «متحدى مبارك لا يستطيع أن يعتمد على سباق نزيه» قائلاً: «حتى الفراعنة اعتقدوا بأن حياتهم سوف تستمر فى العالم الآخر.. لكن محمد البرادعى الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية يقول الآن إذا كانت هناك انتخابات نزيهة العام المقبل فإنه قد يترشح لمنصب الرئيس».

وأكد فيسك أن أداة الشرط «إذا» كلمة كبيرة فى السياسة المصرية، غير أن البرادعى «المبجل» لا يبدى أى إشارة لتقدير مدى «قوة» فرصه.

وأشار فيسك إلى أن البرادعى دعا إلى تعديلات فى الدستور المصرى وإنهاء قوانين الطوارئ، ويجب عليه أن يدرك أن حسنى مبارك لن يعبأ بمثل هذه الأنباء.

ورأى فيسك أن المشكلة الحقيقية لا تكمن فى فرص البرادعى بطبيعة الحال، ولكن فى سن مبارك، قائلاً إن الرئيس ينفى سعى جمال إلى رئاسة البلاد ولكن صعود الابن المطرد فى الحياة السياسية المصرية يوحى بخلاف ذلك.

وتوقع فيسك أن تكون هناك خلافة ثانية فى العالم العربى، إذا ورث جمال عرش أبيه، موضحاً أن الخلافة الأولى كانت سورية عندما تولى بشار الأسد الحكم بعد وفاة والده وتحقيق بعض التعديلات الطفيفة فى قواعد حزب البعث.

ولفت إلى أن عمر سليمان، رجل المخابرات البارز فى نظام مبارك والذى انهمك فى مفاوضات مستمرة مع حركة «حماس» بشأن مستقبل غزة، لم يعبر على الإطلاق عن اهتمامه علانية بمنصب الرئاسة.

وأضاف: «فى الوقت نفسه، ظل البرادعى طوال الأسبوع الماضى يتحدث عن شباب مصر والإنترنت كأدوات للتغيير وذلك خلال الحوارات التى أجرتها معه وكالات الأنباء، كما تحدث عن ائتلافه الجديد الذى يسمى بـ«الجبهة الوطنية للتغيير» قائلاً إن الناس يتحدثون عن جميع الأمور وقد يلجأون إلى عصيان مدنى ما لم يكن هناك تغيير.

وأكد فيسك أن حركة «كفاية» المعارضة لم تستطع الحصول على دعم كاف من الشباب فى شوارع القاهرة، حيث تعرض بعض أعضائها من الفتيات للاعتداء على يد ضباط الشرطة السريين، متسائلاً: «ما الفرصة التى يملكها البرادعى؟».

وقال فيسك: «الإنترنت يخضع لرقابة صارمة من ضباط الأمن، فى حين أن البرادعى لن يسعى للحصول على دعم من أمثال باراك أوباما».

وأشار إلى أن كثيراً من المفكرين المصريين يتشككون الآن بأن الحكومات المصرية «الشائخة الفاسدة» مسؤولة بشكل جزئى عن النزاعات الطائفية المتزايدة بين المسلمين والأقباط والتى تسوغها الحكومة بالطبع كنزاعات داخلية لا علاقة لها بالدين منبهاً إلى أن ما سماه «اغتراب المسيحيين وتزايد «الأسلمة» فى البلاد أمر يتعين التصرف حياله».

ولفت إلى أن أسامة الغزالى حرب، رئيس تحرير مجلة «السياسة الدولية» بمؤسسة الأهرام، يرجع التوترات الطائفية إلى «الانقلاب العسكرى» فى 1952 عندما كان الضباط الأحرار المصريون يتمتعون بعلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث أشار إلى أن الضرر الكبير الذى وقع للكيان السياسى المصرى لاحقاً عندما وصف السادات نفسه بـ«رئيس مسلم لدولة مسلمة».

وقال فيسك: «لكن البرادعى لديه مشكلات أخرى، موضحاً أن بعض ساسة المعارضة فى مصر يعتقدون أنه لم يبذل جهداً كافياً للحيلولة دون غزو العراق ويتهمونه بأنه يريد أن يلعب دور حامد كارزاى فى «مصر جديدة موالية لأمريكا»، بل إنهم يشيرون إلى ضرورة محاكمة «البرادعى» الفائز بجائزة نوبل بسبب فشله فى وقف الاحتلال الأمريكى للعراق.

ونقل فيسك عن البرادعى قوله إنه يسعى إلى إيجاد علاقة بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإصلاح السياسى، وأنه «إذا انتقلت إلى نظام ديمقراطى، فإن كل شىء سوف يكون فى موضعه».

وتساءل فيسك: «لكن لماذا يتعين على فريق مبارك «الأب والابن» أن يسعى إلى تغيير النظام؟».

وقال إن أيمن نور، منافس مبارك السابق، تعرض للسجن بتهم التزوير التى أكد نور أنها كاذبة، مضيفاً: «ربما يكون حبس البرادعى أمراً يتصف بمزيد من الصعوبة ولكنه قد يجد «الديمقراطية» فى مصر عملاً «أكثر إرهاقاً» من مراقبة إيران.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية