x

سليمان جودة فضائية سرية فى تركيا سليمان جودة الإثنين 16-12-2013 22:30


تقول جماعة الإخوان إنها أطلقت، أو سوف تطلق، قناة فضائية لها فى تركيا، وكما ترى أنت، فإننا فى أغلبنا لا نعرف عند الحديث عنها ما إذا كانوا قد أطلقوها فعلاً أم أنهم لم يخرجوا بها إلى النور بعد، بما يعنى ضمناً أن إطلاقها وعدم إطلاقها يستويان!

وربما نذكر جميعاً، أنهم كانوا يملكون قناة فى مصر، أثناء وجودهم فى السلطة، وكان اسمها «مصر 25»، وهو اسم ربما أيضاً يسمع به كثيرون بيننا، اليوم، للمرة الأولى، رغم أنها ظلت تنتحب وتلطم خديها على مدى عام أو أكثر، ومع ذلك فقد كان يشاهدها العاملون فيها، مع بعض جيرانهم بالكثير!

وقد راهنت من جانبى كثيراً على أن أضبط أحداً متلبساً بمشاهدتها، ولو عابراً، وكان رهانى مع نفسى يخيب فى كل مرة، لا لشىء، إلا لأن الإخوان بطبيعتهم فاشلون فى أى عمل جاد.. قد ينجحون فى إحداث فوضى لبعض الوقت، أو فى إطلاق صخب هنا، أو هناك، أو فى التشويش على أى عمل حقيقى، أو فى الصراخ والعويل، أو.. أو.. إلى آخر مثل هذه الأعمال الصبيانية.. أما أن تضبطهم، ولو مرة يتيمة لوجه الله، وهم يؤدون عملاً نافعاً أو مفيداً، فى أى مجال، أو أى اتجاه، فهذا هو المستحيل بعينه!

وإذا كانت إذاعة «مصر الحرة» زمان قد هزت شعرة واحدة فى رأس ثورة يوليو 52، فسوف تنجح قناتهم السرية فى أن تنال شيئاً من ثورة 30 يونيو!

وبما أن «المصرى اليوم» تنشر هذه الأيام مذكرات الراحل جمال البنا، شقيق حسن البنا، أول مرشد للجماعة، فإن الواحد منا لا يملك فى كل لحظة، وليس فى هذه اللحظة فقط، إلا أن يتذكر أنه كان قد قال يوماً عن الجماعة الإخوانية، إنها تبدو وكأن الله سبحانه وتعالى قد كتب عليها، مدى حياتها، منذ نشأت على يد شقيقه عام 1928، إلى عام 2013، ألا تتعلم، وألا تنسى!

ذلك أنها لو كانت تتعلم من تجربة لها عمرها أكثر من ثمانية عقود من الزمان، لكانت قد أدركت مبكراً، أنه من المستحيل بالنسبة لها، أن تفرض رؤيتها للدين على المصريين، الذين هم متدينون بطبعهم، وحين حاولت هى ذلك، طوال العام الذى حكمت فيه، كان مصيرها محزناً فى 30 يونيو، عندما خرج عليها الشعب المصرى، ليسقطها بيديه، وليقول لها بأوضح لسان إنها آخر من يصلح لحكم هذا البلد.

ولو كانت تتعلم شيئاً من تجربتها مع «مصر 25» التى تتمسح من خلال اسمها كما ترى، فى 25 يناير 2011، لكانت قد أدركت منذ وقت مبكر أن قناتها الجديدة مقضى عليها بالفشل، بالضبط كما فشلت قناتها السابقة، ولكانت قد وفرت على نفسها تبديد أموال التنظيم الدولى، فى مشروع ساقط قبل أن يبدأ، ولكانت قد أراحت واستراحت!

هذه جماعة تضخم جسمها، حتى صار عملاقاً، وضمر عقلها حتى أصبح فى حجم نملة، وكاد أن يختفى نهائياً، ولذلك، فهى فى حاجة إلى تأهيل عقلى تفهم منه أن وقوفها فى وجه المصريين، فى عمومهم، إنما هو انتحار كامل الأركان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية