تراجع الإنتاج المباشر من المسلسلات التليفزيونية التى تنتجها مدينة الإنتاج الإعلامى هذا العام إلى 4 أعمال فقط، أثار العديد من علامات الاستفهام فى سوق الإنتاج الدرامى، خاصة أن معظم منتجى القطاع الخاص لايزالون يعتبرون مدينة الإنتاج أكبر صرح اعلامى وأقوى جهة إنتاج فى مصر.
الأمر لم يتوقف على تراجع الإنتاج من حيث الكم فقط، فربما يعوض ذلك بمشاركة المدينة القطاع الخاص فى 5 أعمال أخرى، لكن المشكلة أن أعمال المدينة تشهد هروب النجوم، وكذلك المخرجين فقد اعتذر مؤخرا 3 مخرجين عن عدم إخراج 3 أعمال تنتجها مدينة الإنتاج الإعلامى.
«المصرى اليوم» حاورت يوسف عثمان مستشار الإنتاج الدرامى بالمدينة للوقوف على أسباب تلك الأزمة:
■ ما تفسير وصول صرح إعلامى كبير مثل المدينة إلى إنتاج 4 أعمال فقط هذا العام؟
- هذا التراجع فى الكم فقط وليس الكيف، وسببه، ضعف قدرة السوق على استيعاب كم كبير من الأعمال فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، التى لا تزال تلقى بظلالها على السوق الفضائية إلى الآن، ونحن جهة ليست حرة، نحن نخضع للمحاسبة ولا يجب أن نغامر مغامرة غير محسوبة العواقب، فالمنتج الخاص إذا غامر وخسر فلن يحاسبه أحد، وسيعوض خسارته لاحقا.
■ لكن أكثر من منتج خاص ضاعف إنتاجه هذا العام، وهذا يؤكد أن السوق تستوعب أكثر، فلماذا لم تفعل المدينة ذلك؟
- الفارق بين مدينة الإنتاج والمنتج الخاص هو أن المدينة لا تأخذ بالمنطق التجارى وحده، وإنما تراعى جودة النص ومدى احتياج المشاهدين المصرى والعربى للموضوع الذى يناقشه المسلسل، كما تعد دراسة جدوى للعمل ومنافذ تسويقه قبل بدء التصوير، بينما المنتج الخاص لا يهتم إلا بالجانب التجارى فقط، ويبنى استراتيجيته على هذا الأساس.
■ هذا ليس مبرراً لضعف الإنتاج، فالجانب التجارى مهم ولا يمكن إهماله؟
- نحن كمدينة إنتاج نشارك القطاع الخاص فى 5 أعمال أخرى هى «منتهى العشق» و«ريش نعام» و«ماما فى القسم» و«مملكة الجبل» و«نجيب الريحانى»، وهذا يمثل تشغيلاً لطاقاتنا، ويعنى أن شعار مدينة الإنتاج الإعلامى سيكون على تترات 9 مسلسلات هذا العام، 4 منها إنتاج مباشر والباقى إنتاج مشترك.
■ معظم هذه المشاركات ضعيفة ولا تتعدى نسبتها 50%، كما أنها تبدأ بمبادرة من المنتج الخاص، فما تعليقك؟
- ليس عيبا أن تبدأ عملية الشراكة من عند المنتج الخاص، ونحن ككيان كبير لا نسعى لمشاركة منتجى القطاع الخاص، المنتج الخاص هو الذى يطلب منا، ونحن لا نوافق إلا على الأعمال التى تتفق وسياساتنا، أما بخصوص نسبة المشاركة فهى لا تتعدى 50% فعلا، وهذا ليس عيبا، لأننا نأخذ النسبة نفسها من الربح بعد أن يحقق العمل إيرادات من تسويقه.
■ لكن مشاركة المدينة فى مسلسل «ماما فى القسم» لا تتعدى 15%؟
- هى فعلا 15% لكنها بناء على طلبنا، فنحن لم يكن فى نيتنا أساسا المشاركة فى هذا المسلسل، لكن المنتج صفوت غطاس عرض علينا المشاركة بهذه النسبة، وسنأخذ بالنسبة نفسها ربحاً من إيراد المسلسل، وهذا لا يؤرق المدينة فى شىء لأن نسبة مشاركتنا ليست سيولة وإنما خدمات إنتاجية منها استديو للتصوير وديكورات وأماكن تصوير مفتوح.
■ لماذا تأخرتم فى تصوير «اختفاء سعيد مهران»، رغم التعاقد مع المخرج سعيد حامد منذ فترة؟
- بمجرد أن اعتذرت المخرجة شيرين عادل عن عدم إخراج العمل، تعاقدنا مع سعيد حامد، لكنه سافر إلى السودان وسيعود خلال أيام لمواصلة التحضير، كما أن المخرجين المساعد والمنفذ يعاينان أماكن التصوير وتفريغ النص أثناء غيابه، وأتوقع أن يبدأ التصوير قبل يوم 10 من مارس المقبل، وأحب أن أوضح أن هذا هو المسلسل الوحيد الذى لم نبدأ تصويره من بين أعمال الإنتاج المباشر، لأننا بدأنا خلال الأسبوعين الماضيين تصوير 3 أعمال ننتجها بشكل مباشر هى «أكتوبر الآخر» و«رجل من هذا الزمان» و«بابا نور».
■ هروب كبار النجوم من العمل مع مدينة الإنتاج أصبح ظاهرة تحدث، فما تفسيرها؟
- إذا كنت تقصد أكبر 5 أسماء من نجوم الدراما، فأنا اتفق معك، وأضيف لمعلوماتك أننا كمدينة إنتاج سعداء بهذا الهروب، لأن هؤلاء لم يظلوا فنانين، وإنما حولوا أنفسهم إلى سلعة بسعيهم وراء الملايين دون النظر للموضوع ذاته، لدرجة أن بعضهم يتعاقد مع المنتج الخاص ويأخذ عربون تعاقد قبل أن يتحدد النص الذى سيقدمه أساسا، وهذا النهج لا نحبه، نحن كمدينة إنتاج نعتبر النص الجيد هو الأساس، وبعده نحدد المخرج الأكفأ ثم يأتى فى المرتبة الثالثة فريق التمثيل بما فيه البطل.
■ تردد أيضا أن بعض المخرجين يهربون من العمل مع المدينة ويعملون مع المنتج الخاص، ما السبب؟
- الحالة الوحيدة التى هربت منا هذا العام هى شيرين عادل، وهذا لا أعتبره هروبا بل فسخ عقد وارد أن يحدث مع أى جهة إنتاج عامة أو خاصة.