x

سفير ألمانيا بـ«القاهرة»: لا أري حاليا أي آفاق تتيح المصالحة بين الأطراف بمصر ( حوار)

الجمعة 06-12-2013 22:51 | كتب: رانيا بدوي |
تصوير : نمير جلال

في حوار ساخن يشوبه بعض الانفعال من قِبَل سفير دولة ألمانيا الاتحادية في مصر «ميشائيل بوك» لم ينف لقاءاته بعدد من قيادات حزب النور مؤخراً بشكل سري، وكذلك لقاؤه بـ«عمرو دراج» و«محمد علي بشر»، القياديين بجماعة الإخوان المسلمين، وعلق على اللقاءات قائلاً إن ألمانيا تلتقى جميع القوى السياسية في مصر، بهدف التوصل إلى توافق بين الجميع.. وإلى نص الحوار:

■ لماذا تدعم ألمانيا الإخوان المسلمين على حساب الشعب المصري؟

- أنتم في مصر تتصرفون بنوع من العاطفة، ويجب على المرء أن يحدد ويميز بين الأبيض والأسود، وأن يفرق بين الانقلاب العسكري والثورة، نعم.. نحن نشعر بأن ما حدث في 30 يونيو هو رغبة شعبية في التحرر من نظام حكم الإخوان المسلمين، وهو تطور تاريخي سريع، لذا كانت الحكومة الألمانية في حيرة من أمرها من موقف الشعب المصري، ومع ذلك تقبلت إرادة الشعب المصري، وتفهمت رغبته في اقتلاع الرئيس من منصبه، فهذا الأمر يرجع إلى المصريين، ولكن يجب عليهم أن يعودوا سريعاً إلى طريق الديمقراطية والمسار الدستوري الصحيح، وقد عبر وزير الخارجية الألماني، أثناء رحلته الأخيرة في دول الخليج، عن أن مصر على الطريق الصحيح، ويجب أن تسعدوا بذلك.

■ لكنكم من أوائل الدول التي فرضت حظر السياحة إلى مصر، والأكثر تشدداً في الاتحاد الأوروبي، بل طالبتم بفرض حظر اقتصادى على مصر، كيف تفسر ذلك؟

- بالعكس، ألمانيا كانت من أوائل الدول التي رفعت حظر السياحة بمصر، وبدأ الألمان يتوافدون مرة أخرى للقاهرة، ونحن على اقتناع بأن المشاكل التي يعيشها المصريون الآن تتعلق بضعف الاقتصاد والرغبة في عودته إلى وضعه الطبيعي، ونعرف أن السياحة تعد المصدر الرئيسي للاقتصاد في مصر، ونحن لا نريد أن نضر بالسياحة المصرية.

وقد قمت بنفسي، ومازلت أبذل أقصى جهودي لرفع هذا الحظر بالكامل عن السفر إلى مصر، وقد قدم وزير السياحة المصري الشكر لى على هذه الجهود.

ولكن ضعي نفسك في مكانى، فبعد الثورة، رأينا حالات قتل كثيرة في الشارع، ولكم أن تتخيلوا أنني سفير في هذا البلد، وأنا مسؤول عن الرعايا الألمان في مصر، ولازم علي أثناء تلك الأحداث أن أوقف حركة السفر إلى مصر، ولكن حينما تحسن الأمن قليلاً قمنا برفع الحظر.

ورغم ما يقال في مصر عن أن ألمانيا دعمت الدكتور «مرسي» فإننا قمنا بنقد الرئيس، حين زار ألمانيا، نقداً شديدا في الصحافة الألمانية، ولم نجد هذا النقد لديكم وقتها، كما أن وزير خارجيتنا زار مصر، بعد عزل «مرسي» من منصبه، وهو دليل على تقبلنا الإرادة المصرية.

نحن نرى أن مهمتنا الكبرى وصول مصر لطريقها العملي السليم، فهناك الكثير من المسؤوليات التي تقع على عاتق الدولة أولها تحقيق الديمقراطية، فالشعب المصري عاقب الدكتور «مرسي» على عدم قيامه بدوره، وآمل ألا تقع الحكومة الحالية في نفس الأخطاء الشائعة، ونعلم أن مهمة القائمين على الحكم ليست سهلة، في ظل الأزمات الاقتصادية، وعدم توافر الرعاية الصحية والأمية وغيرها من المشكلات التي يجب أن ترى الحكومة المصرية حلولاً سريعة لها، فنحن نشعر بالقلق من تلك الأمور، ويجب على الشعب المصري أن يجد طريقه السليم نحو الديمقراطية، والتوصل لتوافق يوقف عنف الشارع.

■ كيف ترى تحميل الإخوان المسلمين أحداث العنف؟

- كثيرون يلقون باللوم على الإخوان المسلمين، ولكن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، ففي الشهور القليلة الماضية، سقط قتلي وضحايا كثر، لا أقول إن جميعهم من المتظاهرين الإخوان، إنما أيضاً كان هناك قتلي من الجيش والشرطة، فمن الذي يعوض عن تلك الأرواح؟!

لابد من السعى لاقتلاع العنف من الشعب المصري، وربما يحدث ذلك من خلال المصالحة، وليس كل من يتعاطف مع الإخوان المسلمين هو بالضرورة سيئ.

صحيح أنا لست متجولاً في ربوع البلاد، ولكنني رأيت مظاهرات كثيرة غير سلمية وأخرى سلمية، ولكن أعتقد أن الأغلبية بين المتظاهرين سلميون.

■ من تعتقد إذن أنه يصنع العنف؟

- قمنا بمتابعة وفحص عدد كبير من مظاهرات وحالات العنف بمنتهى الموضوعية، حتى تتم معرفة الحقيقة، ورغم ذلك لم نتوصل إلى شيء، والأمر لا يتعلق بـ«رابعة أو النهضة»، إنما يتعلق بالسلبية التي سادت في السنوات الأخيرة، منذ أحداث ماسبيرو وغيرها، لذلك يجب تشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة ما يحدث.

■ هناك أقاويل تفيد بأن ألمانيا إحدى الدول التي تمول الإخوان مادياً في معركتهم ضد الدولة، فما حقيقة ذلك؟

- نحن نسمع كلاماً كثيراً عن هذا النوع من الحديث، لكن لا نتوقف عنده، لأنه غير صحيح بالمرة، لقد تعاونت ألمانيا بشكل طبيعي مع حكومة الدكتور «مرسي»، كنوع من دعم الشعب المصري، كما نتعاون مع الحكومة الحالية، وندعم أطرافاً أخري، هادفين بذلك مساعدة الشعب المصري في النهاية.

■ وهل دور السفير في أي دولة هو التعاون مع القوى السياسية الأخرى، وهل يجب أن تلتقى، كسفير، بالحكومة والمعارضة، وتدعم الاثنين في آن واحد؟

- نعم، هذا هو المفهوم الحديث للدبلوماسية الحديثة.

■ وهل هذا ما يبرر لقاءك مؤخراً بعدد من القيادات السلفية، خاصةً قيادات حزب النور؟

- قمت فى حقيقة الأمر بمقابلة بعض الأشخاص الذين انتخبوا ديمقراطياً، وكانوا أعضاء في البرلمان السابق، فهل تقصدين هؤلاء الأشخاص، ألم يكونوا مشاركين في وقت من الأوقات بالعملية السياسية؟! نحن نتقابل مع الجميع.

■ ماذا عن لقاء وزير خارجية ألمانيا سراً بالدكتور «عمرو دراج» والدكتور «محمد على بشر»، القياديين بالإخوان، وكذلك لقاؤك بهما بعد ذلك؟

- لقاءاتنا مع كل الأطراف تهدف إلى المساعدة في التوافق وتقريب وجهات النظر، فلابد من عقد حوار للوصول إلى حل، وعموماً لا أعرف إذا كان الإخوان مستعدين لتقديم تنازلات من أجل المصالحة أم لا، لكنني لا أري في وقتنا الحالي أي آفاق تتيح لنا التنبؤ بالمصالحة بين الأطراف.

■ لكن المصالحة شأن داخلي مرفوض من الشعب؟

- نحن نسعى إلى المساعدة، وإذا كنتم لا ترغبون في المساعدة، فلماذا تطلبون مساعداتنا في الجوانب الأخرى؟!

نحن نريد المساعدة فى تحقيق الأمن والاستقرار وخروج مصر من العثرة الاقتصادية، وعلى المصريين أن يسعوا لاجتذاب المستثمرين إلى بلدهم، ونحن نعلم أن هناك تطورات إيجابية حدثت في مصر، ونرى الخطوات التي تحدث في خارطة الطريق، ونتابع أيضاً ما يحدث فيما يتعلق بأن العملة المصرية قد زادت وارتفعت إلى شريحة أعلى، وأن الحكومة المصرية قامت باستصدار حزمة اقتصادية جديدة، وكلها خطوات تشير إلى أن هناك تطورات، وعندما يتعزز الأمن ستزيد الاستثمارات بشكل تلقائي، لأن المستثمر لا يمكن أن يلقى بماله في بلد لا يتمتع بالأمن، وعليكم أن تقنعوا المستثمرين الأجانب بألا يتركوا مصر، بعد أن غادرها عدد من المستثمرين، بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وعلى الحكومة وضع ذلك في الاعتبار، وأن تقوم بالعمل على اجتذاب الاستثمارات.

■ ماذا لو رشح الفريق أول «السيسي» نفسه رئيساً للجمهورية، وفاز فى الانتخابات، هل ستتعاون معه ألمانيا؟

- هذه انتخابات مصرية، وليس لى دور فيها، ولو انتخب الشعب الفريق أول «السيسى» بالتأكيد سوف نتعاون معه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية