طالب الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، الخميس، بـ«إشاعة منظومة الأخلاق، التي استقرت عليها العقول السليمة داخل المجتمع، من خلال التوعية والتعليم والتربية من أجل تقدم الدول ونهضة شعوبها».
وأوضح «عاشور»، في محاضرة ألقاها بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن «مقاصد الشريعة الـ5 ضرورية للإنسان من حيث مفهومها، لأن الحفاظ على الدين لا يقصد به دين الفرد، وإنما الدين الكلي للمجتمع والمجموع وكذلك في حق الحفاظ على النفس والعقل والعرض والمال».
وأضاف: «كما أن الإنسان هو محور الكون وعنصره الفاعل، فقد وجد للعبادة وهي تكليف مناطه العقل وليس العقل إلا في الإنسان»، مشددًا خلال محاضرته على «ضرورة أن يكون النموذج المكي في السيرة النبوية هو المعيار لإقامة المجتمع، من خلال التوعية والإعلام والتعليم والتربية والتثقيف، لأنه عندما تستقر الأوضاع في المجتمع يزداد منحنى العلم فيه مع مزيد من الأخلاق، التي تقي من المشاحنات والمنازعات، ونؤسس لإقامة الدولة، التي ينبغي أن ينظمها القانون، وبذلك نجمع بين ما هو اجتماعي وما هو قانوني جنائي لاستقرار المجتمع وحمايته».
كما تحدث «عاشور» عن «ظواهر المناخ الاجتماعي السقيم، التي تتمثل في الإساءة في فهم واستخدام مفهوم حرية الاعتقاد، مما قد يؤدي بالمجتمع أن يقع تحت مطرقة الإلحاد والتشدد والتكفير، وكذلك سوء فهم واستخدام مفهوم حرية الرأي والتعبير، مما يؤدي إلى هدم منظومة القيم، ومن ثم إثارة التنازع بين أطياف المجتمع وإشاعة الفوضى فيه».
وبيّن أن «علاج ذلك يكون بالحرية المسؤولة التي ينظمها الشرع من خلال عدة قواعد، كتقديم المبدأ على المصلحة عند التعارض، والمصلحة العامة على الخاصة، وقاعدة دفع الضرر»، موضحًا أن «كل تلك القواعد من شأنها أن تبني العقلية الصحيحة».