قام معهد «ستوتش» البرازيلى للرياضة والترفيه، بعمل دراسة ميدانية بحثية، حول ظاهرة شغب وعنف الملاعب، وهو الأمر الذى يشغل بال البرازيليين، خاصة مع بدء العد التنازلي لاستضافة بلاد «السامبا» نهائيات كأس العالم 2014، حيث تبرز تلك الظاهرة الخطيرة مخالبها القبيحة في ملاعب البرازيل منذ فترة طويلة، وتسعى الدولة للحد منها بشكل حاسم قبل انطلاق فعاليات المونديال المقبل.
وأجرى المعهد تلك الدراسة قبل حوالي ثلاثة شهور «الفترة ما بين 25 أغسطس و30 سبتمبر الماضيين»، إلا أن اندلاع الشغب في مباراة «كروزيرو وباهيا»، شجع الصحف البرازيلية في مينيرو، على نشر نتائج تلك الدراسة كاملة، لرفع درجة الاستعداد الحكومي في مواجهة تلك الظاهرة، والتنبيه والتحذير من استمرار هذا الانفلات، خاصة أن أحداث الشغب بدأت من قِبَل أنصار الأول بعد هزيمته «2-1»، رغم ضمانه الفوز باللقب قبل انتهاء المسابقة، مما حرمه من الاحتفال بشكل كبير باللقب الغائب عن خزينته منذ عقد كامل، وأقيمت المباراة الأحد الماضي، في إطار الجولة رقم 37 من الدوري البرازيلي.
وشملت الدراسة عينة من الجماهير بلغ عددها 8112 مشجعًا لـ18 فريقا، بينها فريقان يلعبان في الدرجة الثانية هناك، وأكد ما يقرب من 85% من الجماهير في العينة المقصودة أن السبب في انتشار ثقافة العنف والتخريب وشغب الملاعب هو «روابط المشجعين.. أو الألتراس»، الذين ينتظمون في تشجيع فرقهم بشكل ثابت، ويحتكون مع أقرانهم في الأندية الأخرى، مما يؤدي في النهاية إلى مزيد من العنف والدماء.
بينما كان رأي 9% فقط ممن أجريت عليهم الدراسة، أن الإجراءات الأمنية والشرطية المتعسفة أحيانًا هي السبب في انتشار ثقافة العنف في ملاعب كرة القدم والرياضات الأخرى، في حين أن أسبابا أخرى مثل «إدارات الأندية، وإدمان المخدرات، وتردي مستوى التعليم، وحتى اتحاد الكرة البرازيلي» لم يصل إجمالى نسبتها في الدراسة إلى 5%.
وتراوحت أعمار المشجعين المختبرين في تلك الدراسة البحثية بين 16 و60 عامًا، ولم تتعد نسبة هامش الخطأ، وهي نسبة علمية في مثل تلك الأبحاث 1.1%، وهو ما يزيد الدقة في نتائج تلك الدراسة بحسب المقاييس العلمية والعالمية.
وتعليقًا على نتائج تلك الدراسة، قال إدواردو كارليزو، أحد خبراء القانون الرياضي في البرازيل، أمين لجنة قانون الرياضة والمجلس الاتحادي لنقابة المحامين البرازيلية: «إنه يجب تشديد العقوبات على روابط الجماهير المشاغبة، لأن قانون 2010 جَرَّم عنف جماهير الكرة خارج أو داخل الملاعب، ولكن الأيام تثبت أن العنف يتزايد ولا يتناقص لأن العقوبات ضعيفة».
وأضاف «كارليزو»: «أعتقد أن ضعف العقوبات وانعدام الرقابة والتنسيق بين الجهات الأمنية، من جهة، والسلطة القضائية من جهة أخرى، كلها أسباب ساهمت في تفاقم تلك الظاهرة المؤسفة، ونحن بحاجة ماسة لخطط أكثر كفاءة وصرامة، لمكافحة العنف من قبل الجهات الحكومية مع تشديد العقوبات القانونية».