جملة شهيرة قالها أحد المرشحين الرئاسيين الخاسرين إن «الكنائس مليئة بأنواع شتى من الأسلحة»، لا أحد يعرف على وجه التحديد هل كانت هذه الجملة تعبيرًا عن أفكار جماعية مغلوطة يرددها البعض أم أنه صاحب الفضل في انتشار هذه الفكرة، لأنها تكررت نصًا في أكثر من شهادة جمعتها «المصري اليوم» من أهالي قرية «البدرمان» المسلمين.
«مافيش بيت مسيحي مافيهوش سلاح» و«السلاح ده ما بيتلمش ليه» و«الكنيسة فيها سلاح» هذا ما قاله أحمد إسماعيل، 25 سنة، مقاول، أحد أصدقاء القتيل حمادة صابر، مضيفًا: «حمادة اتقتل، وصاحبي هاني مصاب، ونبيل وسليمان في حالة خطرة في أسيوط، كل ده ليه مش بسبب السلاح اللي في إيد المسيحيين؟».
في منزل بسيط آخر يدخل نساء متشحات بالسواد لتقديم واجب العزاء ورجال غاضبون تتعالى أصواتهم جميعا في وقت واحد فلا تفهم منهم شيئا إلا غضبهم المشترك.
حمادة صابر، سائق تاكسي يعمل في شرم الشيخ، والد لطفل صغير، والأخ الأكبر لأربعة إخوة أيتام لا يعرفون من هذه الدنيا إلا هذا الشاب الذي ينتظرون عودته كل أسبوعين من شرم الشيخ بالهدايا والنقود.
تجلس عمة القتيل تبكي ابن أخيها الذي كان في ضيافتها قبل الحادث مباشرة. تقول: «كان بيشرب كوباية الشاي عندي في البدرمان وفي إيده بسكوت، ولما سمع الدوشة وعرف إن فيه قلق، قام يشوف ليكون حد من أولادنا فيهم، راح مارجعش». تبكي عمته وتكمل: «راح لقضاه، مادريش غير والعيار جايله في راسه، وفي الطريق للمستشفى مات مالحقش يوصل».
في منزل يبعد خطوات عن منزل حمادة يجلس هاني جابر محمد، 38سنة، سائق ميكروباص، على سرير وحوله مجموعة كبيرة من شباب القرية ويقول: «كنت رايح مشوار في قبلي البلد سمعت زعيق، دخلت أشوف فيه إيه، يادوب لسة داخل حاولت أستخبى تحت بلكونة كانت في وش عم الواد اللي ضرب علينا النار، لقيت حمادة وقع جنبي وأنا أخدت خرطوش في رقبتي والأكتاف والبطن والذراع، ما درتشي بنفسي غير وأنا في مستشفى أسيوط».
جميع من أصيب في الحادث يؤكد أنه كان هناك بمحض الصدفة، وأنه لم يشترك مع والد الفتاة في الهجوم على منزل والد الشاب وأقاربه من المسيحيين.
فوزي فاروق توفيق، 35 سنة، معاون بيطري، مصاب بخرطوش في الكتف الأيسر والرقبة. يقول: «كنت مع هاني وفجأة لقينا ضرب نار من فوق البيت، وشفت نبيل الغفير وهو بيضرب النار، مع إنه كان ساعتها خدمة على مكتب البوسطة يسبها ويروح يضرب نار على الناس ليه».
يكمل فوزي: «الحكومة طلعت 6 أنفار مسيحيين عندهم سلاح آلي، لكن هربوا السلاح، لإمتى الكنيسة هايفضل فيها سلاح والمسيحيين يعيشوا وسطنا بالآلي، ومع ذلك ماحدش ولعلهم في شيء دول شوية عيال صغيرة هم اللي ولعوا في بيوتهم».