x

سفير مصر في اليونان: أثينا متفهمة لـ«30 يونيو».. ورئاستها «الاتحاد الأوروبي» ستدعمنا (حوار)

الأحد 01-12-2013 19:46 | كتب: نادية سمير |

قال أحمد فؤاد البديوي، سفير مصر الجديد في اليونان، إن أثينا من أقرب الدول الأوروبية لمصر جغرافيا وتاريخيا وثقافيا، موضحًا أن مواقف اليونان وتحركات حكومتها بعد «30 يونيو» عكست هذه النظرة العميقة والشاملة للعلاقات بين البلدين.

وأكد «البديوي» أن اليونان عارضت تناول الاتحاد الأوروبي لشؤون مصر الداخلية بشكل سلبي، وأكدت ضرورة إتاحة المجال لمصر للقيام بالإصلاحات المطلوبة، مضيفًا أن العلاقات الثنائية في جميع المجالات تمر بمرحلة من التقارب الشديد.. وإلى نص الحوار:

■ بداية.. هل يمكن أن نقول إن هناك تغيرات طرأت في التوجهات السياسية للحكومة اليونانية إزاء مصر بعد «30 يونيو»؟

- اليونان من أقرب الدول الأوروبية لمصر جغرافيا وتاريخيا وثقافيا. مواقف أثينا وتحركات حكومتها بعد 30 يونيو عكست هذه النظرة العميقة والشاملة للعلاقات بين البلدين. تصريحات المسؤولين اليونانيين أكدت تفهمهم للأسباب التي دعت المؤسسة العسكرية إلى التدخل في الحياة السياسية، تلبية لمطالب الشعب والحفاظ على استقرار مصر، باعتبارها أحد أهم عوامل تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. كذلك نجد إدراك الجانب اليوناني للصعوبات والتحديات التي تواجه الحكومة المؤقتة وما تبذله من جهود لتحقيق الاستقرار، سواء الاقتصادي أو الأمني، لاستعادة المسيرة الديمقراطية في أسرع وقت ممكن.

■ ألم يكن إذا لليونان دور داخل الاتحاد الأوروبي في توضيح وجهه النظر المصرية بعد «30 يونيو»؟

- اليونان عارضت تناول الاتحاد الأوروبي لشؤون مصر الداخلية بشكل سلبي، وأكدت ضرورة إتاحة المجال لمصر للقيام بالإصلاحات المطلوبة، دون وصاية خارجية. كما حثت دول الاتحاد الأوربي على تقديم المساعدات اللازمة لمصر من أجل التعامل مع التحديات التي تواجه القاهرة. أما دورها في توضيح حقيقة ما جرى في مصر، فقد تخطى مؤسسات الاتحاد الأوربي إلى وكالات وأجهزة المنظمات الدولية المختلفة، إذ طالبت بإتاحة الفرصه كاملة للحكومة الانتقالية لتسيير بنود خريطة الطريق. كما قام نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية إيفانجيلوس فنزيلوس، بزيارة القاهرة مطلع شهر سبتمبر الماضي، لإبراز دعم اليونان ومساندتها للشعب المصري.

■ ماذا عن السفارة المصرية في اليونان.. هل عملت على شرح أبعاد الموقف في مصر لوسائل الإعلام والرأي العام الأوروبي بشكل عام؟

- من جهتنا، كنا نتواصل، ومازلنا، مع مختلف الجهات اليونانية بشكل مستمر من أجل شرح أبعاد الوضع في مصر، وإحاطتهم علما بتطورات تنفيذ خارطة الطريق، والإعراب عن تقديرنا لموقف الحكومة اليونانية وتطلعنا لاستمرارة خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن اليونان ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي اعتبارا من مطلع يناير 2014.

■ لكن نظرًا لعدم استقرار الأوضاع في مصر بعد.. هل شهدت العلاقات الثنائية أي تراجع في الآونة الأخيرة؟

- على العكس تماما، العلاقات الثنائية في جميع المجالات تمر بمرحلة من التقارب الشديد، الأشهر الـ 6 الأخيرة تحديدا شهدت حراكا سياسيا غير مسبوق، انعكس في تبادل زيارات على مستوي وزيري الخارجية، بين أثينا والقاهرة، كما شهدت تلك الفترة القصيرة عقد اجتماع للتشاور الثلاثي بين وزراء خارجية البدين مع قبرص، على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك.

وجرت مشاورات سياسية ثنائية على مستوى مساعدي وزير الخارجية في القاهرة يومي 11و12 نوفمبر الحالي، أعقبتها مشاورات ثلاثية مع قبرص من أجل صياغة خطة عمل لتعزيز التعاون الثلاثي في شتي المجالات، وتنسيق المواقف في الإطار اليورو-متوسطي. كما تم الاتفاق على عقد الجولة الثانية من المشاورات في اليونان خلال الربع الأول من العام المقبل إلى جانب توجيه الدعوة إلى وزير العمل والتأمينات الاجتماعية اليوناني لزيارة القاهرة لبحث تطوير التعاون العمالي بين البلدين. ووعد الجانب اليوناني خلال المشاورات الأخيرة باستئناف سداد مستحقات المصريين العائدين من اليونان في وقت قريب.

■ نعم هذا على مستوى تطلعات البلدين للعمل المشترك، لكن العلاقات الاقتصادية الفعلية.. ألم تتأثر؟

- هناك فرص كبيرة للارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية الحالية، وحجم التبادل التجاري الفعلي بين البلدين، وزيادة حجم الاستثمارات، فبالرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلدين، إلا أن اليونان لا تزال رابع أكبر مستثمر أوروبي في مصر، بإجمالي استثمارات تصل إلى 1,5 مليار يورو، موزعة على نحو 130 مشروع في قطاع الصناعة والبنوك والخدمات والتشييد والبناء والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. في العام الماضي، بلغ حجم التبادل التجاري 800 مليون يورو، ويميل الميزان التجاري لصالح مصر بفائض يبلغ 100 مليون يورو.

هذا العام، ارتفع حجم التبادل التجاري بنحو 16% / مقارنه بالفترة نفسها من العام الماضي، ونسعى قريبا إلى تنشيط هذا المجال وإلى تعزيز التعاون بين مينائي الإسكندرية وبيريوس، بحيث يكون كل منهما مركزا لتوزيع صادرات البلد الآخر، بما يتيح للصادرات المصرية النفاذ إلى أسواق شرق أوروبا والبلقان.

كذلك قام مؤخرا وفد من جمعية شباب رجال الأعمال المصريين بزيارة أثينا من أجل توسيع آفاق التعاون بين منظمات الأعمال في البلدين وتدشين مشروعات استثمارية جديدة.

■ ماذا عن تنشيط السياحة اليونانية إلى مصر؟

- نحن نشارك في جميع الفعاليات والمعارض السياحية والثقافيه في اليونان بهدف الترويج للمقاصد السياحية المصرية، والسفارة نجحت في إعادة تشغيل رحلات شركة الطيران اليوناني AEGEAN إلى القاهرة، اعتبارا من موسم أعياد الميلاد المقبلة، وهو ما يعكس ثقة السائح اليوناني في استقرار الأوضاع في مصر.

الشعب اليوناني مرتبط بمصر، والجالية اليونانية في مصر مهمة وتاريخها عريق على مدار القرنين الماضيين، بالإضافة إلى البعد الديني المتمثل في تواجد البطرياركية اليونانية في الإسكندرية ودير سانت كاترين في جنوب سيناء.

لذلك، توجد مشاورات مستمرة بين البلدين للترويج لكل من مصر واليونان في جولة سياحية واحدة وخاصة للسياحة الوافدة للمنطقة من الدول البعيدة جغرافيا كأستراليا والصين واليابان وكندا، وهو ما يسهم في تنشيط القطاع السياحي في البلدين، خاصة أن البلدين يتمتعان بمزايا سياحية تسمح بالتكامل بينهما.

■ يقودنا الحديث هنا إلى الجالية المصرية.. كم عددهم في اليونان؟ وكيف ترى أوضاعهم الاجتماعية؟

- لا يوجد رقم رسمي محدد بشأن عدد أبناء الجالية المصرية في اليونان، شأن معظم الجاليات في الخارج، يرجع ذلك إلى إحجام كثير من المصريين المغتربين عن تسجيل أنفسهم في مقر السفارة، رغم جهودنا في التواصل معهم وتسجيلهم دون تحصيل أي رسوم.

إلا أن التقديرات بالنسبة لعددهم تتراوح بين 20 و 25 ألف مصري ينتشرون في جميع أرجاء اليونان.

ويتواجد أغلبهم في العاصمة وضواحيها ويعملون في الصيد والتشييد والبناء والأعمال الحرفية. وتسعى السفارة مع السلطات اليونانية إلى تقنيين أوضاع من لا يحمل منهم إقامة شرعية.

■ ما هي أحدث إحصائيات عدد المعتقلين المصريين في السجون اليونانية؟

- وفقا لبيانات وزارة العدل اليونانية، يوجد 83 مسجونا مصريا في 13 سجنا يونانيا، معظمهم محبوسون بتهم تسهيل ونقل هجرة غير شرعية وإتجار في البشر والمخدرات، وتقوم السفارة بإيفاد بعثات قنصلية بشكل دوري لزيارتهم، كانت آخر زيارة لهم في أكتوبر الماضي قام خلالها وفد من القنصلية بزيارة سجن «خيوس».

وتتابع السفارة عن قرب تطور المحاكمات والاطمئنان على تمتعهم بكافة حقوقهم ومتابعة طرق معاملتهم في السجون.

■ مع ذلك، هناك توتر بين بعض أفراد الجالية المصرية وبين السفارة.. هل هناك توجه للتقرب منهم؟

- لا يوجد أي توتر بين السفارة وأي من المصريين، فالسفارة تقف على مسافة واحدة من جميع أبناء الجالية، دون النظر لانتماءاتهم السياسية أو الفكرية.

السفارة علي تواصل دائم ومستمر مع الجميع في إطار المودة، كما أن مكتبي دائما مفتوح أمام من يرغب في التواصل وعرض شكواه أو مقترحاتة، السفارة ملتزمة بتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة لأبناء الجالية دون استثناء وعلى مدار الساعة.

وأود أن أشير إلى أنه تمت زيادة عدد ساعات استقبال المواطنيين في القسم القنصلي، وعلى فترتين صباحية ومسائية، بهدف تحقيق سرعة إنجاز معاملاتهم المختلفة، كما تم أيضا زيادة عدد الزيارات الدورية لتجمعات الجالية من أجل التعرف على مشكلاتهم عن قرب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية