x

زي النهاردة.. وفاة شيخ الأزهر الـ22 شمس الدين الأنبابي 1 ديسمبر1896

الأحد 01-12-2013 08:00 | كتب: ماهر حسن |
تصوير : other

هو الإمام الشيخ شمس الدين بن محمد بن محمد بن حسين الأنبابي، الفقيه الشافعي، وهو منسوب إلى أنبابة «إمبابة حاليًا»، واكتسب لقبه منها بسبب قضائه فترة من حياته داخل شوارع المنطقة الشعبية، وتابع دراسته الأولى داخل إحدى مدارسها.

ولد «شمس الدين» بالقاهرة في 1824، وكان والده من كبار التجار، وورث عنه حب التجارة، وكانت له وكالة لتجارة الأقمشة وهي لا تزال موجودة بحي الغورية حتى الآن.

بدأ حياته بحفظ القرآن وبعض المتون، ثم بدأ دراسته بالأزهر وتتلمذ على كبارشيوخه مثل «الإمام الباجوري، والشيخ السقا، والبولاقي» وغيرهم، ولفت أنظار شيوخه، فأذنوا له بالتدريس بالأزهر والمدارس التابعة له، لما كان يمتاز به من العلم الغزير، ومن حسن الإلقاء وحلاوة وجودة وعمق التعبير وقوة الحجة، وكانت له حلقة كبيرة يتوافد عليها الطلاب والعلماء على السواء، ووصف بأنه كان خيِّرًا سمحًا يقابل السيئة بالحسنة، إلا لو كانت تمس الأزهر، ومعينًا للضعفاء والمحتاجين.

وعُيّن شيخًا للأزهر في الأول من ديسمبر 1882 أثناء الثورة العرابية، فكان بذلك الشيخ الثاني والعشرين من مشايخ الأزهر، وكان السلطان العثماني عبد الحميد، أنعم عليه برتبةٍ شرفيةٍ، ولم تطل مدته في المشيخة، وقدم استقالته على إثر أحداث ثورة عرابي، وسرعان ما صدر قرارٌ بتعيينه مرة ثانية شيخًا للأزهر وظلَّ به 9 سنوات، حتى استقال منه لظروفٍ صحية.

وكرمَّه «الخديو عباس» وأرسل إليه رسالة رقيقة يشكره فيها، وفي أثناء ولايته الثانية للمشيخة كان قد أنعم عليه «الخديو عباس» بالنيشان العثماني من الدرجة الأولى.

وعلى الرغم من أنه لم يكن مؤيدًا للحركة الإصلاحية التي كان يدعو إليها «المهدي العباسي والأفغاني والشيخ العروسي ومحمد عبده» وغيرهم، ويرى أنه ينبغي أن تكون الدروس في الأزهر، وفي المدارس التابعة له، مقصورة على العلوم اللغوية والدينية، فإنه لم يكن يرفضها تمامًا، وإنما كان يرى أنها من فروض الكفاية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الجميع، ومع ذلك فقد أفتى بجواز دراسة العلوم الحديثة وكان الشيوخ يحرمونها.

كان الشيخ «الأنبابي» تولى أمانة الفتوى في عهد «الشيخ العروسي»، والوكالة عنه في إدارة الأزهر، والفصل في قضاياه، ومنها توليه التدريس في الأزهر وغيره، وتعيينه رئيسًا لعلماء المذهب الشافعي بعد وفاة «الشيخ السقا».

وتتلمذ على يد الشيخ «الأنبابي» العديد من علماء الأزهر من بينهم «حسونة النواوي، وأبو الفضل الجيزاوي، وعلي الببلاوي»، و تولوا جميعًا مشيخة الأزهر، وغيرهم كثير.

وأصيب في أخر أيامه بـ«الشلّل»، مما أجبره على تقديم استقالته،  حتى توفى في 1 ديسمبر1896 عن عُمر يناهز 74 عامًا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية