x

المتحدثة باسم «حماس»: مرسي لم يكن يصلح رئيسًا.. وباسم يوسف إعلامي محترف (حوار)

السبت 23-11-2013 20:11 | كتب: مريم محمود |
تصوير : other

لم تكن المفاجأة في تعيين الإعلامية والكاتبة، إسراء المدلل، متحدثة رسمية باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ترجع لصغر سنها فقط، فهي لم تتجاوز الرابعة والعشرين من عمرها، ولكن المفاجأة الأكبر كانت في عدم انتمائها للحركة، ورغم ذلك فمهمتها نقل وجهة نظر «حماس» إلى الغرب.

وتكشف إسراء المدلل لـ«المصري اليوم» أسباب رفضها في البداية منصب المتحدث الرسمي لحركة حماس، ورؤيتها لوضع المرأة الفلسطينية، وما يحدث في مصر حاليًا.

 ■ كيف ترين تجربتك كأول متحدثة رسمية في حكومة حماس؟

لست أول امرأة في حكومة حماس، فهناك وزارة لشؤون المرأة، والعديد من العاملات والناشطات، لكن لا شك أن تولي امرأة هذا المنصب خطوة إيجابية جدًا من حكومة حماس، وبالنسبة لي العمل الصحفي في غزة كان خطيرًا، ولا أمان فيه، وبالتالي انتقالي من مهنة صعبة لتولي مهمة أصعب منها ليس بالشىء الغريب، خاصة أنني أم ومطلقة ولاجئة فلسطينية تعاني مثلما يعاني الباقون.

 لماذا استغرق تفكيرك في قبول المنصب عامًا كاملًا؟

في البداية رفضت، ليس لكون المنصب رسميًا، ولكن لأنني مرتبطة كثيرًا بالشاشة، وكنت أنظر إلى الكاميرا بشغف، وبالتالي كان حلمي دائمًا أن أمارس مهنتي فى إعداد وتقديم البرامج، ولكني حاليًا في مهمة أكبر، لذلك لم أحزن لترك وظيفتي من أجل العمل كمتحدثة رسمية باسم حماس.

 كيف استعددت لتسلم مهام منصبك الجديد؟

أحضر نفسي منذ شهر نفسيًا، وبالنسبة للمهارات والقدرات فأنا إعلامية، وأمارس عملي أمام الكاميرا منذ 3 سنوات، لذا قطعت أكثر من نصف الطريق، وحاليًا أستعد للحصول على دورات في السياسة والدبلوماسية، والقانون الدولي الإنساني، وأعتبر نفسي في مرحلة تطوير ودراسة وبحث وقراءة، فعلىّ أن أكون دقيقة، كما أركز بشكل كبير على الاتفاقيات والبنود القانونية، وبما أنني لا أنتمى لحركة حماس فيجب علىّ معرفة أيديولوجية الحركة لكي أستطيع التحدث باسمها.

 كلامك يدل على إدراكك صعوبة المهمة لتغيير صورة حماس لدى الغرب كحركة إرهابية، فكيف ستغيرين هذه الصورة؟

أنا لاجئة فلسطينية، وأحمل قضية، وحياتي جزء لا يتجزأ من حياة الشعب الفلسطيني، فأنا أمثل وجه المرأة الفلسطينية، فهل وجهي يدل على أنني إرهابية؟، هل تعتقدين أن «حماس» عندما تدافع عن شعبها يكون هذا إرهابًا؟، »حماس» حاليًا تدافع عن نفسها فهل هذا إرهاب؟، القانون الدولي يمنحنا الحق في أن ندافع عن أنفسنا، بينما تأتي إسرائيل المجرمة الأولى، لتسلبنا هذا الحق، والصورة الفلسطينية لدى الغرب تحتاج توضيحًا أكثر من التغيير، فأنا أدعو أي شخص لديه صورة مغلوطة أن يأتي ويعيش في المخيم، ويرى بنفسه، فالإعلام الإسرائيلي يعمل ليل نهار لتزييف الصورة، ولكن أقول للجميع إن أصحاب الحق هم أصحاب الحقيقة، وبالتالي لا أجد صعوبة في ذلك.

هل كان تعليمك في الخارج سببًا في وصولك لمثل هذا المنصب؟

بالطبع، ولكن ليس فقط لإتقاني اللغة، فقطاع غزة معروف بأنه متعلم جدًا، ونكاد لا نجد شخصًا واحدًا غير متعلم في المخيم، لكن تعليمي في الخارج أثر على فهمي للثقافة الأوروبية، وكيفية توصيل الرسالة ومضمونها، وبالتالي كان من المهم جدًا الانفتاح الثقافي وطريقة توجيه الخطاب بالمنطق والحجة، فضلًا عن أن السفر مفيد جدًا في ذلك، فإن لم أذهب إلى الغرب لما كنت بهذه العقلية المنفتحة، فأنا أنظر إلى إسرائيل حاليًا بشكل مختلف، ومن هذا المنطلق لن أورط نفسي في العديد من المواقف السياسية، فأنا لي مواقفي الخاصة، ولن أنطق سوى بما أنا مؤمنة به.

 أليس غريبًا أن يتم اختيارك وأنت غير منتمية لحركة حماس؟

 لست منتمية لـ«حماس» أو أي فصيل سياسي آخر، فأنا لا أؤمن بالأحزاب، ولكني أحترم كل الأحزاب الفلسطينية، أنا فلسطينية لاجئة، وهمي توصيل القضية الفلسطينية للعالم.

هل كنتِ ستقبلين بمنصب مشابه في حكومة رام الله؟

كنت سأقبل ذلك في حكومة وحدة وطنية وفقط، ولن أزيد على ذلك.

حكومة حماس تمنع الصحفيين من التعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، فما موقفك من ذلك؟

هناك الكثير من الآراء حول هذا الموضوع، ولكن مهما اختلفت الآراء علينا اتباع السياسة الموجودة والمعممة على الجميع، والإعلام الإسرائيلي أثبت للجميع أنه غير موضوعي، وأنا لا أعترف بهذا الإعلام، بغض النظر عن أنه لا يخدم سوى أهدافه بقلب الحقائق بشتى الطرق.

 ما رأيك في أداء حكومة حماس في قطاع غزة؟

ربما أداء حكومة حماس يقيم بعدة أوجه، واختلف من بداية الحكم وحتى الآن إلى الأفضل طبعًا، لأن هناك خبرة اكتسبتها حكومة غزة، فقد انتقلت الحركة من الميدان إلى السلطة، وأخذت وقتًا طويلًا حتى تتعلم، وتجيد مهارة الإدارة والسلطة والفن التشريعي، فتجدين مثلًا كفاءات قليلة، وهناك أخطاء فردية كثيرة جدًا كانت في الحركة والحكومة تحديدًا، ولن أتحدث عن الحركة، لأنها تعمل في المقاومة والدعوة بشكل كبير، فمثلًا هناك الكثير من الاعتصامات والاحتجاجات في ميدان الجندي المجهول الشبيه بميدان التحرير، ومنذ أيام قليلة قمعت الشرطة مظاهرة وهذا شىء غير مبرر، ودائمًا يبررون تلك الأعمال بالأخطاء الفردية، وهذا غير مسموح، والشعب لديه الكثير من الشكاوى تتعلق بالحرية، فالحرية مقيدة في قطاع غزة.

 وهل هذا التقييد بسبب الحكومة ؟

أعتقد أن الثقافة المجتمعية هي المقيدة للحريات، فعلى سبيل المثال هناك فرص كثيرة أمام المرأة لكي تحتل مناصب حكومية كثيرة، فـ«الأنروا» التابعة للأمم المتحدة بها مديرات، وهناك 5 محافظات في غزة يترأسها رجال ما عدا أمي المديرة التعليمية في رفح، فلماذا ليس هناك غيرها، فذلك لا علاقة له بالحكومة، بل له علاقة بالثقافة المجتمعية، فالمجتمعات العربية ذكورية وتضع المرأة في مكان محدد لها.

ولكنكِ أشرت إلى إن الشرطة قمعت المظاهرة؟

المبرر أنها لم تحصل على تصريح من الشرطة، ولكن أنا متأكدة أن «حماس» كانت ستوافق.

 ■ نشأتِ في مصر، فما رأيك في الأوضاع الحالية، خاصة بعد «30 يونيو»؟

دائمًا أقول إنني أتمنى العيش في مصر، لأن مصر منبر للفن والأدب والموسيقى والحياة، وهي بالفعل أم الدنيا، ولكن ما يحدث في الإعلام المصرى شىء مؤسف، فأنا لا أنتمي لأي حزب سياسي، ولست «إخوانية»، لكنني أرفض بشدة كل ما يحدث ضدهم من انتهاكات واعتقالات وشتائم وأذى، وأتمنى أن تكون الفترة المقبلة أفضل، ولكن أخشى أن يبقى الوضع على ما هو عليه، لأن المظاهرات مستمرة، وأكاد لا أجد محافظة في مصر ليس بها مظاهرات ترفع «شعار رابعة»، فكيف أكذب ما أرى؟ أنا لا أختلف مع أي مؤسسة، ولكن أشكل قناعاتي من منطلق الأخلاق، إذا أنت مخرب للبلد فأنت مرفوض، أما إذا كنت تحمل ما تحمل من أفكار ومعتقدات، وتميل إلى مصالحة الآخر والإعمار فأنا معك.

في أيام رمضان كنت لا أنام، وأتابع الأخبار وأبكى، فهل الذين كانوا يفعلون ذلك يهودًا أم عربًا، فما حدث هو انقلاب عسكري واضح جدًا، فالحياد غير مقبول في وجود العنف، وأنا ضد العنف الموجود في مصر من أي طرف، وعندما ذهبت إلى مصر في عهد مرسى لم يكن هناك أمان، وكانت هناك بلطجة، ولم يكن هناك حتى شرطى واحد، وأنا شخصيًا لم أكن راضية عن وصول محمد مرسي للرئاسة، وربما تختلف الحكومة في غزة عني في ذلك.

 وما وجه اعتراضك على وجود مرسي رئيسًا لمصر؟

لأنه صعب جدًا أن تأتي بأحد لم يكن في السلطة ليصبح رئيس دولة، فضلًا عن أنه أتى بالفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزيرًا للدفاع، ألم يكن يدرك تاريخه وهو الذي نشأ منذ طفولته على أفكار جمال عبدالناصر، وعلى نهج العسكرية.

 قد يكون الإعلام في «حماس» مستفزًا لقطاع كبير من الناس في مصر، فهل أنت مهتمة بتغيير هذه الصورة؟

التغيير في هذا الوقت صعب، لأنه يوجد طرف غاضب، وأرى كم الغضب والعنف والحقد، وكم التزييف والمخاطبة غير المهنية في الإعلام الذي أصبح سلطة أولى في مصر تحرك كل شىء، كما أننى لم أكن سعيدة أبدًا بالإعلام في عهد مرسي مثلما كان يحدث من جانب قناتي «الرحمة والناس»، وأعترض على كثير مما يأتي فيهما، والإعلامي المفضل لدي هو «باسم يوسف»، فأنا من متابعيه، وذهبت إلى الاستوديو الخاص به، فهو رجل ذكي جدًا وإعلامي محترف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية