تواصلت الخلافات داخل الجماعة الإسلامية بين غالبية أعضائها ومجلس قيادتها، ما أدّى لحدوث انقسامات شديدة بالمحافظات، بسبب استمرار مجلس «شورى الجماعة» في دعم «الإخوان»، والقبض على عدد كبير من شباب وأعضاء الجماعة الإسلامية بتهمة ارتكاب أعمال عنف.
وقالت مصادر بالجماعة الإسلامية، رفضت ذكر اسمها، إن الخلافات والانقسامات تزداد يومًا بعد الآخر، وأوضحت أن قيادات «الإخوان» تلعب دورًا كبيرًا في إشعال هذه الخلافات، بسبب رفض غالبية الأعضاء المشاركة في المظاهرات، التي تدعو لها «الإخوان» في ميادين مصر وجامعاتها.
وأضافت المصادر أن المظاهرات منحت «الإخوان» غطاءً سياسيًا للعنف، وهو ما دفع عددًا كبيرًا من قيادات الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية لطرح رؤية مختلفة، والتهديد بتقديم الاستقالة إذا استمر عصام دربالة، رئيس الجماعة في دعم «الإخوان».
وقال محمد صبرى، عضو الجماعة الإسلامية، إن الجماعة تشهد انقساما بين قياداتها وشبابها، بسبب إصرارهم على المشاركة في مظاهرات «الإخوان» في ظل استمرار الاعتقالات، التي يتعرض لها أعضاء الجماعة، وأشار إلى أن شباب الجماعة دعوا القيادات إلى فكرة التنازل عن الشرعية الدستورية بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد أن باتت مستحيلة، مقابل وقف الاعتقالات والملاحقات الأمنية، بالإضافة لوقف المشاركة في مظاهرات «الإخوان» حقنا للدماء، ومنعا للانجرار إلى العنف.
وطالب خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، بوقف الخروج للشوارع، وعدم دعم «الإخوان» حال استمرارها في الدعوة للمظاهرات، خاصة عقب أحداث مقتل 11 جنديا بالجيش في شمال سيناء و3 من ضباط الشرطة خلال الأيام الماضية، موضحا أن حقن الدماء الآن أهم من أي مطالب أو مناصب، وأهم من عودة الشرعية، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن رؤيته «شخصية ولا تعبر عن رؤية الحزب أو الجماعة».
وقال «الشريف» إن الوطن تسيطر عليه أجواء الانتقام، ويسوده الانقسام والاستقطاب، ما يتطلب من الجميع خلع الرداءات الحزبية والانتماءات السياسية، والجلوس على مائدة الحوار، مضيفا: «لسنا ملائكة فوق الخطأ، يجب أن يكون هناك أسبوع هدنة بين جميع الأطراف تتوقف فيها الملاحقات الأمنية والاعتقالات من جانب السلطة، ويجمد التحالف الوطني لدعم الشرعية خلاله المظاهرات».
وفي المقابل، انتقد المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية تصريحات «الشريف»، وقال إنه يعمل مستشارًا إعلاميًا لحزب البناء والتنمية، وليس متحدثا رسميًا باسم الحزب أو الجماعة، واعتبرت تصريحاته مُعبرة عن وجهة نظره الشخصية، وليست رؤية الحزب أو الجماعة الإسلامية، التي يعبر عنها من خلال البيانات الرسمية، أو عن طريق متحدثيها الإعلاميين الرسميين.
وقال الدكتور علاء أبوالنصر، أمين عام حزب البناء والتنمية، إن هناك هجمة شرسة تتعرض لها الجماعة، ولابد من التأكيد على أننا لا نسير في ركاب الإخوان، ولا ندعم فصيلا بعينه، فرؤيتنا ومواقفنا مختلفة عن الإخوان، وانتقدناهم كثيرا.
وأضاف «أبوالنصر» لـ«المصرى اليوم»: «لا نساند الرئيس المعزول أو الجماعة، لكننا نساند المبادئ، ونؤيد المسار الشرعي الدستوري والديمقراطي»، موضحا أن عودة الشرعية الدستورية لا تعني عودة مرسي، وهناك مسارات عديدة يمكن طرحها بمجرد الموافقة على التفاوض.