قالت وكالة الأنباء الفرنسية، الأربعاء، في تقرير لها، إن منطقة رفح الحدودية بين قطاع غزة ومصر تبدو «مقفرة»، إثر توقف نشاط الأنفاق بعد قيام الجيش المصري بهدم مئات منها، والتي تربط بين القطاع والأراضي المصرية عقب عزل الرئيس السابق، محمد مرسي، في 3 يوليو الماضي.
وأشارت وكالة الأنباء، في تقريرها الذي حمل عنوان: «غزة محاصرَة من جانبين: مصر وإسرائيل»، أن وضع القطاع أصبح مختلفا تماما عما كان عليه قبل سقوط مرسي، حيث كان بالإمكان طلب دجاج «كنتاكي» الشهير من مطعم في العريش ليتم توصيله عبر الأنفاق إلى القطاع، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وأشارت إلى أن عددًا قليلًا من العمال ينشغل بحفر أنفاق جديدة بالقرب من أنفاق مهجورة للمستقبل.
ونقلت الوكالة الفرنسية تساؤلًا عن شرطي تابع لحركة «حماس» في المنطقة الحدودية، طلب عدم الكشف عن اسمه: «هل هناك مستقبل للأنفاق؟ ليس مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، النائب الأول لرئيس الوزراء».
وأشارت الوكالة إلى ما رصده مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، إلى أن كمية الوقود الصناعي التي مصدرها مصر انخفضت من نحو مليون لتر يوميًا، في يونيو الماضي، إلى نحو 10 آلاف أو 20 ألف لتر في الأسبوع.
وتسبّب ذلك النقص بإغلاق محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع التي توفر 30% من احتياجات الكهرباء في الأراضي الفلسطينية، في نوفمبر، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء إلى 16 ساعة في اليوم، وتسبب في توقف إحدى مضخات الصرف الصحي في غزة، ما أدى إلى غرق الشوارع بالمياه العادمة.
ووفقًا لوكالة الأنباء، قال شريك في شركة «اليمامة» للتوصيل، هيثم الشامي، التي تولت إيصال دجاج «كنتاكي» من العريش في صحراء سيناء إلى الزبائن في غزة، إن تلك الفترة كانت «عصرًا ذهبيًا لن يعود».
وتابع «الشامي» أن هذه الخدمة لم تستمر أكثر من شهر واحد، لأن «حماس» قامت بمنعها لـ«أسباب صحية» باسم حماية المستهلك حتى قبل تدمير الأنفاق.
وأشار إلى أن الطلبيات تراجعت من 250-350 طلبية في اليوم إلى 500 فقط في الخمسة أشهر الماضية.
ويرى الاقتصادي الفلسطيني، الذي يدير مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية في القطاع ، عمر شعبان: «إننا، كأهالي غزة، أصبحنا الآن مجتمعًا برسم المساعدة فنحن نعتمد على المساعدات الإنسانية الدولية»، ولفت إلى أن «الحصار دمّر القطاع الإنتاجي الصناعي وحال دون أي صادرات من قطاع غزة باستثناء 5 أو 6 منتجات».
وتابع بقوله: «نحن لا نعاني بسبب نقص الأمطار أو الغذاء، هذه كارثة، بسبب الإنسان نحن رهينة لدى 4 خاطفين، أي إسرائيل و(حماس) والسلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي».
وكتب المفاوض الفلسطيني، محمد أشتية، في صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية ، في أكتوبر الماضي، أنه «في السنوات الأخيرة، حاولت بعض الأطراف الدولية إقناع العالم بأن الحلول تبدأ عبر إزالة حاجز عسكري أو السماح لصلصة (كاتشاب) و(مايونيز) بالدخول إلى غزة»، وتدارك «ولكن فلسطين بحاجة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكن لفلسطين فيها أن تصل إلى قدرتها الاقتصادية الكاملة».