«نقلة حضارية عالمية».. بهذه الكلمات وصف العديد من مواطنى ومسؤولى وخبراء المرور فى المحافظة مشروع الموقف الجديد (ميناء الركاب البرى) بمنطقة محرم بك، عقب افتتاح الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، المرحلة الثانية من عملية تطويره خلال الأيام الماضية، خاصة وأنه أصبح – بحسب تأكيداتهم– إضافة جديدة لمعالم المحافظة، نظراً لما سيسهم به فى عملية تيسير الحركة المرورية داخل «الثغر»، بالإضافة إلى تسهيل حركة الربط بينها وبين المحافظات الأخرى، خاصة خلال فصل الصيف الذى يشهد توافد أعداد كبيرة من المصطافين إلى شواطئ الثغر.
واتفق المواطنون المترددون على «الموقف» ومجموعة السائقين الذين يعملون على الخطوط الداخلية والخارجية به على فاعلية هذه التحديثات، نظرا لكونها «حاجة حلوة» - بحسب وصفهم.
فى البداية، قال أحمد إبراهيم، أحد المواطنين، إن حالة الموقف تغيرت للأفضل بنسبة 100% خلال الفترة الماضية، خاصة وأنه تم الانتهاء من هذه التحديثات فى زمن قياسى لم يكن يتوقعه أحد، نظرا لوجود مجهودات مبذولة بشكل واضح من قبل أجهزة الأمن بالمحافظة فى الموقف من الداخل والخارج، من خلال تكثيف الحملات المرورية والتواجد الأمنى، ورفع جميع الإشغالات التى كانت موجودة فيه.
أما سلامة حسين، أحد المواطنين المترددين على الموقف، فيقول: «اللى يشوف الموقف من 3 أو 4 سنين يقول إنه مش ممكن هيكون بالشكل اللى هو عليه دلوقتى، لأنه كان مليان بالباعة الجائلين والإشغالات والبلطجية، وكانت الشوارع مش مرصوفة كويس، ومفيش خدمات، لكن دلوقتى الوضع حاجة تانية خالص».
وأضاف «حسين»: «أتردد بشكل يومى على الموقف أثناء ذهابى وعودتى من العمل، وأجد المواصلات متوفرة فى جميع الأوقات حتى المتأخرة منها، وكمان بقى فى أمان فى الداخل علشان الأمن والرقابة موجودة وبالتالى الوضع لا يختلف فى فترة النهار عن الليل».
وقال العربى عبدالمطلب، أحد سائقى خط العامرية، إن عملية التطوير نجحت فى القضاء على جميع الإشغالات و الباعة الجائلين الذين كانوا يتواجدون بشكل مكثف داخل الموقف قبل البدء فى تطويره، خاصة وأن الحالة التى كان عليها قبل التحديث لم تكن نظامية بالمرة – حسب وصفه – نتيجة انتشار الإشغالات وغياب الرقابة عليها.
وأضاف «عبدالمطلب»: «زمان قبل التطوير كنا مش عارفين نشتغل من السريحة لأنهم كانوا أكتر من الركاب والسائقين، لكن دلوقتى الوضع تغير ومفيش إشغالات وكل الخدمات والمرافق متوفرة فى الموقف، وده طبعا محدش كان يحلم بيه».
ووصف محمد خليفة، أحد سائقى خط القاهرة، الوضع الحالى داخل الموقف بأنه «أحسن من الأول بكثير»، نظراً لوجود رقابة أمنية مستمرة وتجهيزات حديثة ساهمت – بحسب تأكيده – فى القضاء على المشكلات التى كانت تحدث من قبل الباعة والبلطجية الذين كانوا يسيطرون على المواقف، مؤكداً: «من الآخر كده الوضع بقى حاجة تفرح وتشجع على الشغل بس ياريت يفضل على طول زى ما هو».
وأوضح محمد صالح الطاهر، وكيل لجنة النقل والمواصلات بالمجلس المحلى للمحافظة، أن عملية التطوير تم تنفيذها على مرحلتين بتكلفة إجمالية 116 مليون جنيه، الأولى تم الانتهاء منها فى شهر مارس عام 2009، والثانية تم افتتاحها قبل أيام قليلة، بالإضافة إلى المرحلة الثالثة التى سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة بتكلفة قدرتها المحافظة بحوالى 64 مليون جنيه.
وأكد «الطاهر»، أن بناء الموقف على مساحة 32 فداناً بسعة 6500 سيارة وتجهيزات حديثة ساهم فى تجميع نحو 90% من مواقف المدينة فيه، خاصة تلك التى كانت موجودة فى منطقتى محطة مصر و15 مايو بجوار محطة قطار سيدى جابر، مما يعد خطوة واضحة فى مجال تدعيم السياحة داخل المحافظة – حسب قوله.
وقال حمدى حسن، عضو مجلس الشعب، عن دائرة مينا البصل، إن افتتاح الموقف عقب تطويره سيمثل مظهراً حضارياً جيداً للمحافظة بأكملها، نظراً للطراز العالمى الذى تم اتباعه فى طريقة التحديث والذى تتميز به العديد من المواقف فى المدن الأوروبية.
وأضاف «حسن»: «التجربة جديدة على المحافظة ولن نستطيع تقييمها إلا بعد مرور فترة عليها، ولكننى أتوقع أنه بانتهاء التطوير سيتمكن الموقف من أداء دوره بشكل متكامل، خاصة فيما يتعلق بعملية تخفيف الضغط المرورى بشكل كبير على شوارع وسط المدينة والتكدس المرورى بها، فى الوقت نفسه الذى يربط فيه المناطق الحيوية والرئيسية بالمحافظة بالأقاليم المختلفة، لوقوعه بالقرب من محطة مصر، ومحطة قطار سيدى جابر، ومطار برج العرب.
من جانبه، قال اللواء محمد الجندى، رئيس حى غرب، إن الوضع الحالى الذى أصبح عليه الموقف ساعد على تجميع كل خطوط النقل البرى التى تربط المحافظة بغيرها من الأقاليم، بالإضافة إلى بعض خطوط أتوبيسات السفر الدولية وخطوط المواصلات الداخلية فى مكان واحد، مما أدى - حسب تعبيره - إلى التخفيف من مشكلة المواقف العشوائية وضبط الحركة المرورية فى شوارع المدينة.
واعتبر «الجندى»، مشروع الموقف أحد أبرز الحلول العلمية والعملية التى وضعتها المحافظة لمواجهة مشكلة الاختناقات المرورية التى تعانى منها خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأنه سيسهم فى تنظيم النقل الداخلى بها وحل مشكلة التكدس المرورى، وتسهيل حركة النقل بين المدينة والمحافظات المختلفة، خاصة وأن ما حدث فيه كان نتاجاً لخطة موضوعة ومدروسة منذ فترة طويلة.
وقال المهندس ندير محفوظ، مدير فرع شركة المقاولون العرب – المسؤولة عن تنفيذ أعمال التطوير – فى المحافظة، إنه تم تنفيذ أعمال التطوير على «أعلى مستوى» من المواصفات الهندسية والفنية، حيث تم تزويده بشبكة طرق دائرية لتسهيل عملية دخول وخروج السيارات والأتوبيسات. وأضاف «محفوظ»: «أعمال التطوير شملت تزويد الموقف بكاميرات مراقبة تليفزيونية فى جميع الطرق الداخلية والأسوار، وبوابات إلكترونية بالإضافة إلى دورات مياه وشبكة صرف صحى متكاملة وأخرى للإطفاء، فضلا عن إنشاء مبنى إدارى على مساحة 500 متر يشمل المكاتب الإدارية لمشروع محطات الركاب والانتظار ومنافذ (الكارتة)، وكذلك تم تخصيص منطقة لأتوبيسات النقل العام لنقل الركاب إلى وسط المدينة والعكس».
وأوضح المهندس سمير الهوارى، رئيس مجلس إدارة الشركة المسؤولة عن تركيب المظلات فى الموقف، أنه تم تزويد الموقف، بنحو 46 مظلة لسيارات الميكروباص والأتوبيسات بمسطح 28 ألف متر بنظام(K-span) خلال المرحلتين الأولى والثانية، حيث يتميز هذا النظام – بحسب زعمه – بالعديد من المميزات والخصائص من أبرزها أنه يسهم فى تقليل التلوث البيئى، نظرا لما يحدثه من تيارات هوائية تخفف من حدة الحرارة فى فصل الصيف وتحمى الركاب من الأمطار فى فصل الشتاء.
وأكد اللواء شريف رشدى، مدير إدارة المواقف فى المحافظة، أنه تم الاتفاق مع إحدى شركات الأمن لتولى تأمين الأوضاع داخل الموقف، والحفاظ على النظام به ومنع حدوث تجاوزات من قبل بعض السائقين، بالإضافة إلى الاتفاق مع شركة نظافة متميزة، فضلا عن أن إنشاء نقطة الشرطة سيسهم فى القضاء على أى إشغالات أو باعة جائلين فى المنطقة المحيطة بالميناء – وفق قوله.
ولفت «رشدى»، إلى أن اللواء المحافظ عادل لبيب يدرس مشروعاً لإنشاء محطة سكك حديدية خلف الموقف الجديد، لتسهيل عملية نقل الركاب والعمال والموظفين الوافدين على المدينة من منطقة محرم بك مباشرة بالقطار إلى الساحل الشمالى ومدينة برج العرب والمناطق الصناعية الموجودة بها عن طريق خط قطار برج العرب الذى يتم تنفيذه حالياً.
وقال الدكتور على عبدالمنعم، الخبير الهندسى فى النقل والمرور، إن الموقف الجديد سيخدم المدينة بشكل كبير، حيث يجمع كل خطوط النقل البرى لمحافظات مصر إلى جانب بعض الخطوط الدولية المسافرة بالأتوبيسات، نظرا لتوافر جميع المواصفات الفنية والهندسية فيه – بحسب تعبيره.
وأضاف «عبدالمنعم»، أن موقع الموقف على الطريق السريع يجعله بعيداً عن تكدس وازدحام السيارات فى الطرق الرئيسية فى المحافظة، مع توافر كاميرات تليفزيونية للمراقبة، وبوابات إلكترونية للتحكم فى حركة الدخول والخروج للسيارات، بحيث تكون مرتبطة بغرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعة كاملة، لتأمين الموقف بالكامل والطرق الداخلية به وأسواره.
وأشار إلى وجود نظام صوتيات متطور سيتم العمل به داخل الموقف للإعلان عن مواعيد إقلاع ودخول الخطوط المختلفة للأتوبيسات خاصة أتوبيسات شرق وغرب الدلتا، كما تم إنشاء 3 دورات مياه حريمى ورجالى ومبنى خدمات للأتوبيسات لحجز التذاكر يحتوى على 13 مكتب حجز و5 مكاتب إدارية وكافيتريا، بالإضافة إلى تنفيذ شبكة صرف صحى بكامل الموقف والطرق الخارجية والمحيط الدائرى للموقف.
ولفت إلى أن احتواءه على 96 محلاً تجارياًَ وكافتيريا سيتيح الفرصة للركاب المترددين عليه فى انتظار وسائل تنقلاتهم وسفرهم دون عناء، فضلاً عن أن المظلات التى تم تزويده بها ستجعلهم يشعرون بالراحة أثناء جلوسهم على مقاعد الانتظار الموجودة أسفلها، نظرا لكونها مصممة وفق أحدث التصميمات العالمية فى هذا المجال.
وحول الاحتياطات الأمنية والمدنية التى تم توفيرها فى «الميناء»، أكد «عبدالمنعم» أن بناء موقع لنقطتى شرطة مطافئ، بالإضافة إلى المبنى الإدارى الذى تم تشطيبه وفقا لأحدث المستويات والمواصفات العالمية، سيخلق مزيداً من الأمان والتنظيم داخل جميع المحطات والخطوط الموجودة به، مما يؤهله لأن يكون واجهة حضارية جديدة للمحافظة أمام روادها وزوارها.