حمَّل عدد كبير من نجوم الرياضة والخبراء بوب برادلي، المدير الفني للمنتخب الوطني الأول، مسؤولية ضياع حلم المونديال، بعد أن دفع المنتخب ثمن أخطائه في كوماسي، والتي أسفرت عن هزيمة مذلة بالستة، وكذلك في مباراة العودة بالقاهرة، رغم الفوز بهدفين مقابل هدف.
واتفق الخبراء على أن اللاعبين قدموا عرضًا طيبًا لرد الاعتبار للكرة المصرية، فيما طالب البعض مجلس جمال علام بالاستقالة، وترك المسؤولية لمن هو أقدر على العمل ورسم خارطة مستقبل للكرة المصرية وبناء جيل من اللاعبين يستعيد الأمجاد.
واعتبروا تألق حازم إمام أحد أهم مكاسب المباراة، فضلًا عن المظهر الحضاري للجماهير وإرسال رسالة إلى العالم مفادها «مصر آمنة».
وقال أيمن يونس، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، إن مصر خسرت التأهل لكأس العالم، وهو أمر لم يكن مفاجئًا بعد الخسارة المذلة في كوماسى إلا أنها حققت العديد من المكاسب في مباراة العودة أبرزها رد الاعتبار بالأداء القوي والرجولي للاعبين، فضلًا عن كتابة حازم إمام شهادة ميلاده كلاعب دولي، خاصة أنه كان كلمة السر في التألق، ومعه حسام غالي وأحمد فتحي اللذان شعر الجميع بنبضات قلوبهما من شدة الحماس، والأمر نفسه بالنسبة للمقاتل عمرو زكي.
وأضاف: «أثبت الفراعنة أن ما حدث في كوماسى انتكاسة نتيجة لأخطاء بوب برادلي، المدرب الفاشل الذي دفع الشعب المصرى ثمن أخطائه بتبديد حلم التأهل للمونديال، فتكررت الأخطاء في لقاء الإياب، ووضح انعدام رؤيته الفنية بالدفع بكهربا رغم قلة خبرته، فضلًا عن فشله في إحداث التجانس بين اللاعبين وتوظيفهم بصورة خاطئة، وهو ما تسبب في عدم ظهور محمد صلاح وأبوتريكة بمستويهما».
وطالب «يونس» وزارة الرياضة بتعديل موعد انتخابات اتحاد الكرة لتقام عقب انتهاء تصفيات كأس العالم حتى تتم محاسبة الاتحاد «الفاشل»، بدلًا من انتظاره تقديم استقالته، وأكد أن مجلس «علام» متواضع ورغم وجود كفاءات إلا أن الغالبية لا تعرف لماذا تجلس على الكراسي.
وأكد طارق يحيى، المدير الفني للمقاصة، أن الكرة المصرية دفعت ثمن التخطيط العشوائي، سواء على المستوى الفني من الأمريكي بوب برادلي أو على المستوى الإداري من اتحاد الكرة، وعدم إعداد الفريق في ظل الأجواء التي مرت بها الكرة المصرية.
وأوضح «يحيى» أن الكرة المصرية لن تنصلح إلا إذا ابتعدت المصالح الخاصة عن اختيارات الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، وقال: «المرحلة المقبلة تحتاج إلى المدرب الوطني».
وامتدح محمد يوسف، المدير الفني للأهلي أداء المنتخب الوطني، وقال إنه قدم مباراة جيدة أمام غانا في ظل الظروف المحيطة به، وأضاف: «لعبنا المباراة بشكل جيد ولكن نتيجة المباراة الأولى كانت حاسمة، فقد ضغطنا على المنتخب الغاني بشكل كامل، خاصة في الشوط الأول، وأثبتنا أنه ليس بالقوة الكبيرة التي تصورها البعض لكي يفوز علينا بستة أهداف في كوماسي، ونجحنا في إحراز هدفين ولكن الإحباط الذي تسلل للاعبين نتج عنه الهدف الأخير لبواتينج».
وأضاف «يوسف»: «المكاسب التي خرجنا بها في هذه المباراة كثيرة تتمثل في عودة الثقة ولو بشكل بسيط كما أننا كسبنا احترام الجماهير، وقبل ذلك كسبنا احترامنا لأنفسنا بعد الثأر من غانا ولو بنتيجة أقل، ويجب أن تكون هذه المباراة نقطة انطلاق للمرحلة المقبلة، لكي نستعد بشكل جيد لبطولة كأس العالم 2018 والمقررة في روسيا، لأن مستوى غانا ليس وليد اللحظة، ولكنه نتيجة عمل وإعداد منذ عدة سنوات لكي يصل لهذا المستوى ويتأهل للمونديال للمرة الثانية على التوالي».
وقال أنور سلامة، المدير الفني السابق للمنتخب الوطني، حققنا من المباراة ما كنا نريده وهو الفوز على منتخب غانا لرد الاعتبار، وشخصيًا أرى أن المنافس لم يقدم أداءه المعهود، ولعب بتحفظ شديد لكي يخرج من المباراة بسلام، دون أي إصابة تؤثر عليه في المرحلة المقبلة التي يستعد فيها لكأس العالم، بدليل أن لاعبي غانا تجنبوا الالتحامات القوية طوال الشوطين.
ورفض «سلامة» تحميل «برادلي» المسؤولية الكاملة فيما حدث، وقال متسائلًا: «لو كان المدرب وطنيًا هل كانت الأمور ستتغير؟ لا أعتقد، لأنه هناك فارقًا كبيرًا في المستوى والإمكانيات بين المنتخبين، فضلًا عن الظروف الصعبة التي تعاني منها الكرة المصرية، وهناك أخطاء لا شك لبرادلي، ولكن مساعديه يتحملونها لأن برادلي سمعته التدريبية جيدة جدًا، ووصل من قبل لنهائي كأس القارات وصنع كرة قدم قوية في أمريكا».
وأضاف «سلامة»: «المهم أننا قدمنا أداءً جيدًا وأحرزنا هدفين وأضعنا أهدافًا كثيرة، والمنافس فريق قوي جدًا، وسنتابعه في المونديال وواثق بأنه سيكون مفاجأة كبيرة، كما كان في 2010، ونحتاج في الفترة المقبلة لعودة النشاط لأن ما مرت به مصر في آخر عامين أدى لعودة كرة القدم لدينا 10 سنوات للخلف، ويجب على وزير الرياضة أن ينظر الآن لمشكلات الكرة المصرية نظرة جديدة للبناء وإعادة الانطلاق، لأن الفهلوة لن تعيد للكرة المصرية سمعتها ويجب عليه الاستعانة بالخبراء لوضع خطط مستقبلية، فهو ليس دوره فقط حل مشكلات الأندية أو البحث عن ملعب لإقامة مباراة».