x

الاحتلال يكثف مداهمات منازل حى سلوان ويعتقل 300 طفل ويخضعهم لتحقيقات قاسية

الأحد 05-09-2010 22:05 | كتب: إيناس مريح |
تصوير : أسوشيتد برس

لم تكن صورة ذلك الفتى الفلسطينى، الذى تبول لا إرادياً من الذعر وهو بين يدى جندى إسرائيلى حالة فردية، فتلك الصورة التى ذاع صيتها وانتشرت فى جميع وسائل الإعلام تعكس حقيقة مؤلمة يعانى منها أولئك الأطفال.

يومياً، تتناقل وكالات الأنباء تقارير حول اعتقالات إسرائيل للشبان الفلسطينيين فى مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية، لكن «جمعية حقوق المواطن» فى حيفا أصدرت مؤخراً تقريراً رصدت فيه انتهاكات الشرطة للأطفال لاسيما فى حى سلوان، الكائن فى القدس المحتلة.

 

فخلال الأشهر الستة الماضية فقط، داهم الاحتلال منازل الحى بشكل مكثف، واعتقل قرابة 300 طفل بتهمة «رشق الحجارة»، وأخضعهم للتحقيقات، الأمر الذى تسبب ـ ولايزال ـ فى اضطرابات نفسية لديهم، وبحسب التقرير، فإن أبرز ألوان المعاناة التى يتكبدها هؤلاء الأطفال يتمثل فى الأرق والتبول اللا إرادى، فضلاً عن تراجع تحصيلهم الدراسى. يقول مراد شافع، أحد أبناء حى سلوان: «أحياناً يتم اعتقالهم الساعة 3 فجرا، وتأخذهم الشرطة إلى أقبية التحقيق.. الحديث هنا ليس عن أبناء الـ18 عاماً.. بل عن فتية»، ويوضح: «تدخل قوات الشرطة فى منتصف الليل ترافقها الكلاب للبيوت، وتعتقل الأولاد، وأحياناً يتم الإفراج عنهم بكفالة مالية قدرها 5000 شيكل».

ووفقاً لتصريحات المحامية نسرين عليان، من جمعية حقوق المواطن، «لا يحق توقيف أطفال فى منتصف الليل.. بل بحسب القانون، يحق للوالد مرافقة ابنه خلال التحقيق، لكن الشرطة الإسرائيلية كثيراً ما لا تطبق هذه القواعد، وإن فعلت، تمنعهم من الحديث.. وهو ما يسبب حالة نفسية صعبة لدى الأطفال».

وأضافت المحامية: «تقريباً كل طفل فلسطينى فى حى سلوان تعرض للاعتقال، خلال مواجهات مع رجال الحراسة الخاصة بالمستوطنين فى الحى.. فى وقت لم يتم فيه أبداً اعتقال أى مستوطن، أو طفل لمستوطن، أو أحد حراس المستوطنين، بسبب إطلاقهم النار صوب البيوت الفلسطينية فى الحى».

ومع هذا يؤكد سكان سلوان أنه بالرغم من «محاولات الترهيب» فإنهم لا يخضعون بل يزدادون قوة، ويقول شافع: «كل هذه الاعتقالات لا تؤثر فى رغبتى فى البقاء فى القدس، وكلما حاولوا إيذاء أطفالى أكثر، كان إصرارى أكبر.. لا توجد أى فائدة من الضغط الذى تمارسه الشرطة الإسرائيلية، وكل هذه الاعتقالات لا توقف إلقاء الحجارة، لأن نفس الأطفال الذين يتعرضون للتحقيق والاعتقال يزدادون إصراراً، ويواصلون إلقاء الحجارة على ركب المستوطنين».

ويوضح شافع: «المشكلة مع المستوطنين وليست مع اليهود، ويجب على المستوطن أن يخرج من القدس، فإذا أرادت الشرطة وقف الحجارة عليها أن تخرج المستوطنين.. جدى وأبى عانيا فى القدس، وأنا أعانى هنا، لكنى سأربى ابنى على الصمود أمام المعاناة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية