عملان مختلفان يخوض بهما المخرج مجدى أبوعميرة سباق الدراما هذا العام، الأول واجهته مشكلات أجلت عرضه عاما كاملا، والثانى اعتقد البعض أنه تكرار لتجربته العام قبل الماضى فى «قلب ميت».
مجدى أبوعميرة بين «اغتيال شمس» و«بره الدنيا» وهذا الحوار:
■ يعتبرك البعض محظوظا بعرض عملين لك فى شهر رمضان، ما رأيك؟
- لا يوجد عملان، فمسلسل «اغتيال شمس» مؤجل منذ العام الماضى، وأهميته فى قضيته ويتناول قضية البحث العلمى وعدم الاهتمام بالعلم والعلماء، وكنت أتمنى أن يعرض بعيدا عن شهر رمضان، لأن هناك هجوماً للدراما فى رمضان، فهو مسلسل جاد وثقيل ويحتاج جرعة تركيز عالية وبه رسالة مهمة، و«بره الدنيا» فقط هو مسلسل هذا العام.
■ بالنسبة لاختيار الأبطال فى «اغتيال شمس»، هل فرضت عليك الشركة المنتجة أى أسماء؟
- لدىَّ مبدأ أن الدور بينادى صاحبه، ومثال ذلك فى مسلسل «الضوء الشارد»، الناس كلها استغربت من اختيارى ممدوح عبدالعليم لدور رفيع، فهو أبيض و«عينيه ملونة»، ولا احد يفرض علىَّ أى الأبطال.
■ لكن خالد زكى وصفاء أبوالسعود ليسا نجمى تسويق؟
- أدوارهما نادت عليهما، وخالد زكى نجم كبير ولم أر غيره فى الدور، وكان أمامى اختيارات تقليدية فى دور صفاء أبوالسعود لكننى قررت إسناد الدور لها، لأنها وجه جديد على الدراما التليفزيونية، وكان من المفترض أن يؤدى مصطفى شعبان دور ياسر جلال، لكن مصطفى حدثت بينه وبين مدينة الإنتاج الإعلامى أزمة، فتم اختيار ياسر جلال.
■ التصوير الخارجى فى «اغتيال شمس» تسبب فى أزمة، ألم يكن من الأفضل الاستغناء عن هذه المشاهد؟
- فى البداية كان من المفترض أن نسافر إلى روسيا، لكن تكلفة التصوير هناك مرتفعة جدا، فاخترنا أوكرانيا ولسوء الحظ تأجل السفر لظروف انتشار أنفلونزا الخنازير فى مصر وغلق المطارات، وعندما حددنا موعدا جديدا للسفر، تعرض خالد زكى لعضة كلب واضطررنا للانتظار حتى تنتهى الحقن لخوفه من استكمال العلاج فى أوكرانيا، وبعد تحديد موعد آخر للسفر، دخل الشيخ صالح كامل زوج الفنانة صفاء أبوالسعود لإجراء جراحة، فتم تأجيل التصوير، وفى النهاية رفض فريق التصوير السفر لأوكرانيا بعد أزمة فريق عمل فيلم «الديلر» هناك، وقررنا استبدال أوكرانيا برومانيا.
■ هل كان التصوير هناك ضروريا أم مجرد مسايرة لموضة التصوير خارج مصر؟
- أتفق معك على أن التصوير خارج مصر أصبح موضة أكثر منه ضرورة، وقد أبدع هذه الموضة أفلام السينما، لكن التصوير خارج مصر فى «اغتيال شمس» ضرورة فرضها علىَّ نص العمل.
■ لماذا وافقت على إخراج «بره الدنيا»؟
- «بره الدنيا» تعاقدت عليه بعد «قلب ميت» مباشرة، واستهوتنى الفكرة، خاصة أنها تتناول عالم المهمشين فى مصر.
■ لكنك كنت قد اتفقت مع المؤلف محمد صفاء عامر على مسلسل «حبيبى الذى لن أحبه» ثم اعتذرت، ما السبب؟
- تعاقدت فى البداية على «بره الدنيا»، وفوجئت بأن شريف منير انشغل فى فيلم «ولاد العم»، فاتفقت مع محمد صفاء عامر على مسلسل «حبيبى الذى لن أحبه»، على أساس أن «اغتيال شمس» سوف ينتهى تصويره قبل رمضان الماضى، لكن تعطل تصوير «اغتيال شمس» أكثر من مرة، وفوجئت بقطاع الإنتاج والمنتج تامر مرسى يرغبان فى تصوير «بره الدنيا»، وقتها أدركت صعوبة الموقف، واتصلت بالمؤلف محمد صفاء عامر واعتذرت له لكننى لم أنسحب، وأعرف أن صفاء زعلان منى، لكننى أحبه والعلاقة بيننا قوية ولا تتوقف على عمل.
■ هل اعتذارك عن المسلسل نهائى، أم من الممكن أن تعود لتصويره بعد رمضان؟
- لا أستطيع تحديد موقفى إلا بعد أن أصفى زعلى معه، بعدها سأقرر هل سأعود للمسلسل أم لا.
■ قيل إنك تراجعت عن تعاقدك على مسلسل «بره الدنيا» ثم وافقت بعد زيادة الأجر؟
- لم يحدث هذا لأنى تعاقدت على المسلسل قبل عامين.
■ ألا ترى أن موضوع المسلسل غريب على المشاهد؟
- أولا أنا معجب بالمؤلف أحمد عبدالفتاح، وتوجد بيننا كيمياء والموضوع يتحدث عن المهمشين، وأعتقد أن التجربة ستنجح.
■ وهل أنت راض عن تسويقه؟
- هذا موضوع خاص بالشركة، لكننى كمخرج طموحى أن يعرض المسلسل على محطات كثيرة، لأنى بذلت فيه جهداً جيداً، وهو يعرض على 3 قنوات بالتليفزيون والراى وart.
■ هل ظهور المخرجين الشباب فى مصلحة جيلكم؟
- ظهور المخرجين الشباب يفرحنى جدا، وسعيد جدا بأن مساعدين الإخراج معى أصبحوا مخرجين، وسعيد جدا بنجاح شيرين عادل وأحمد شفيق، وهذا ليس جديدا، فقد اكتشفت حنان ترك فى «المال والبنون» وميرنا وليد فى «ذئاب الجبل» ومنى زكى وسمية الخشاب فى «الضوء الشارد» وأحمد زاهر وحلا شيحا وأحمد رزق فى «الرجل الآخر»، ومنة شلبى ومى عز الدين فى «رد قلبى» وأخيرا أحمد عز فى «ملك روحى».
■ لماذا لا توجد بطلة فى «بره الدنيا»؟
- تحدثت مع هند صبرى لتكون بطلة مع شريف منير، فاعتذرت لظروف مسلسلها «عايزه أتجوز»، ووقعت فى معضلة أستعين بنجمة أم بوجه جديد، فقررت الاستعانة بنسرين إمام.
■ لكنك رشحت وفاء عامر للدور وتعاقدت معها بالفعل؟
- لم أتفق معها لاداء دور نسرين، بل كانت ستؤدى دور شيرين، وآيتن كانت ستؤدى دور إنجى وأعتذرت آيتن لانشغالها بمسلسل «الدالى»، وبعد أن اتفقنا مع وفاء سافرت إلى لندن لظروف مرض ابنها، وللأسف كنا بدأنا التصوير، ولم نستطع الانتظار.
■ لماذا استعنت بنفس فريق «قلب ميت»؟
- أولا لم يكن فى نيتى الاستعانة بأى منهم، والمخرج فى الآخر ممكن «يتزنق والممثلين قليلين»، ويوجد ممثلون لا يمكن الرهان عليهم، والعمل مع شركة إنتاج واحدة ليس مشكلة، فقد سبق وعملت مع العدل جروب 5 سنوات، أما المؤلف فكلما عملت مع مؤلف كلما اكتشفت مناطق جديدة عنده، ويكفى نموذجا أسامة أنور عكاشة مع إسماعيل عبدالحافظ فقد عملا سويا فى عشرات الأعمال.
■ هل تعتقد أن الدراما المصرية استردت عرشها خلال السنوات الأخيرة؟
- أعتقد أن هذا حدث بقدر ومنذ العام الماضى، وأرحب جدا باتجاه مخرجى السينما إلى الدراما، لكن يجب أن يكون لهم كرامات.
■ أنس الفقى سبق أن قال إن الدراما ثروة قومية، ما رأيك؟
- الدراما هى التى تؤثر فى المجتمع وتوجهه، وأتذكر أن أحد مفكرينا الكبار قال إنك إذا ألفت كتابا وعملت عليه «مسلسل»، سيؤثر المسلسل أكثر مما يؤثر الكتاب، وأعتقد أن الدراما المصرية هى التى توجه المشاهد العربى.
■ هل التليفزيون المصرى هو السبب فى هذا الزحام الدرامى؟
- ليس صحيحا، الأزمة بدأت مع إنتاج عدد كبير من المسلسلات، وأتحدى أى مشاهد يستطيع متابعة كل هذا الكم من المسلسلات، والسبب فى ذلك هوس المنتجين بإنتاج 4 مسلسلات فى العام، وهذا كم كبير جدا على السوق المصرية والعربية.
■ كيف ترى سوق الدراما هذا العام؟
- سوق متخبطة.
■ وكيف ترى حال لجنة تطوير الدراما التى أسسها أسامة الشيخ؟
- أتمنى أن الاجتماعات التى حدثت بين أسامة الشيخ وعدد من صناع الدراما أن تؤتى ثمارها فى تطوير الدراما، وهو اقترح أن يكون هناك سنويا عمل ضخم لكاتب محترم ومخرج متمكن يتم الاهتمام به، وبدلا من إنتاج 60 مسلسلا فيهم السيئ والجيد، ننتج عدد قليل عالى الجودة.
■ من المسؤول عن الفوضى الدرامية الموجودة الآن؟
- فى رأيى الإعلانات، طبعا هى مهمة جدا، لكن للأسف هى المتحكمة فى سوق الدراما المصرية.
■ وهل الإعلانات هى السبب فى رفع أجر النجم أيضا؟
- النجم عرض وطلب، وعندما يجد منتجاً يدفع له ما يريد لن يرفض، والمنتج لن يدفع للنجم ما يطلبه إلا إذا كان «كسبان»، وهذا أثر على الصناعة لأبعد حد، وللأسف هى مشكلة ليس لها حل، لأن التكلفة تضيع فى أجور النجوم، ولا يتم الإنفاق بشكل جيد على العمل، وسبق أن طالب الراحل أسامة أنور عكاشة بأن يحصل المؤلف على أجر مماثل للنجم وأتمنى أن يحدث هذا، لكن الدراما الموجودة هى دراما النجم ولن تسمح بذلك.
■ هل تعاقدت على عمل للعام المقبل؟
- اخترت مسلسلاً من الآن، تأليف أحمد عبدالفتاح وإنتاج قطاع الإنتاج.