ربما لم ير الدكتور «زياد بهاء الدين»، نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولى، شهداء الجيش والشرطة فى «سيناء» وباقى المدن المصرية على يد عصابات الإرهاب المسلح حتى يعود «مرسى»!. ربما لم يتابع شراسة طلبة الإخوان فى الجامعات وتدميرهم للمبنى والمنشآت العامة، أو لم يخبره أحد بمجزرة «كرداسة» ومذبحة كنيسة «العذراء».. إلخ جرائم الإخوان الوحشية ضد الشعب الأعزل.
لو كان هذا واقعيا فقد نقبل دعوته للمصالحة مع تنظيم الإخوان «المحظور».. لكن هذا معناه أنه «مغيب» تماما عن مآسى الشعب المصرى على يد الإخوان!!. يقول «بهاء الدين»: (إن الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين يجب أن تسعيا للمصالحة لأن العملية السياسية الشاملة وليس الحملات الأمنية، هى التى يمكن أن تحقق استقرار البلاد). وأنا أسأله: لماذا لا تلتفت للاقتصاد المنهار، وهو دورك فى الوزارة، بدلا من الحديث عن «المصالحة» السياسية؟!. وهل فوضك الشعب المصرى لتصافح «الخيانة» وتطلب من «الجماعة» الانخراط فى العملية السياسية؟. هل حكومتك على استعداد لعودة «مرسى» للحكم، وإعادة تفعيل دستور 2012، لتقبل الجماعة الانضمام للإطار السياسى الأشمل؟. لقد قلت بنفسك إن «الجماعة» هى التى «تماطل» فى المصالحة، وتستمر فى عمليات الاستنزاف المجتمعى.. فأى تناقض هذا!!.
ألا تعلم يا دكتور أن «عاصم عبد الماجد» كان رائدا للمراجعات و«نبذ العنف»، ثم كشف عن وجهه الإرهابى دعما للإخوان.. وما حديث الجماعة عن «نبذ العنف» إلا «طق حنك»!!. حتى الدكتور «أحمد كمال أبو المجد» جمد مبادرته للمصالحة بين الجماعة والحكومة.
الدكتور «زياد» ينفى أنه من «الطابور الخامس»، فكيف تفسر دعوتك للمصالحة مع المرتزقة والميليشيات الإرهابية، وكيف ستسوق المبادرة سياسيا لأهالى الشهداء والمصابين ممن يطالبون بالقصاص؟. إن كانت حكومتك تبارك المصالحة، فأنا أقولها لك: نحن لا نصالح على «الدم»، لا نصالح عملاء «قطر» و«تركيا».. إلا إذا كنت مستعدا- يا دكتور- لتسليم 40 % من أراضى «سيناء» للفلسطينيين تنفيذا لاتفاقية «مرسى»!. لا تتحدث- مرة ثانية- باسم الشعب الذى ثار فى 30 يونيه، ولا يحق لغيرك- مهما كان منصبه- أن يطالبنا بالمصالحة.
فأغلبية الشعب المصرى مع «العزل السياسى» للجماعة.. فهل تملك الوقوف ضد الشعب؟!. لا تقلق، «الجماعة» ستخوض «الانتخابات البرلمانية» ليعودوا «مستقلين» إلى الحكم، و«الدستور» الجديد الذى يحظر قيام الأحزاب الدينية لن يحل حزبى «النور» أو «الحرية والعدالة».. هم ليسوا بحاجة إلى «المصالحة»، ربما كنت أنت من يحتاجها من باب «التجميل السياسى» أمام «الغرب»!.