x

سمير فريد الفنانون التشكيليون وهذه المبادرة العظيمة لترميم أيقونات كنائس مصر سمير فريد الجمعة 01-11-2013 23:36


عند الشدائد تظهر المعادن الحقيقية للبشر، وفى مواجهة اليمين الدينى السياسى المتطرف الذى أحرق عشرات من كنائس مصر باسم الإسلام، والإسلام منه براء، ولد حكيم آخر من أقباط مصر، بعد وفاة البابا شنودة، وهو البابا تواضروس، عندما قال: «لو احترقت كل الكنائس سوف نصلى فى المساجد»، وعندما عرض عليه قراءة مقاطع من الإنجيل فى طابور الصباح فى المدارس لم يوافق، وقال: «لن يكون هذا عدلاً»، فى إشارة إلى أن غالبية التلاميذ من المسلمين.

إنه بذلك يعبر عن جوهر المسيحية، وعن فهم صحيح وعميق لجوهر الإسلام تماماً مثل شيخ الأزهر، الشيخ أحمد الطيب، وكلاهما يعبران عن شخصية مصر الحضارية التى توصلت إلى التوحيد، قبل الأديان السماوية، وعن هذه الشخصية الحضارية يعبر أيضاً الفنان التشكيلى أحمد شيحة بمبادرته لدعوة الفنانين المصريين للتطوع لترميم أيقونات كنائس مصر التى احترقت، والتى استجاب لها الجميع، وهى الدعوة التى أطلقت، أمس، فى قلعة أزوز بسهل حشيش فى الغردقة، تحت رعاية وزارة الثقافة، وبحضور وزيرها الدكتور محمد صابر عرب، ومجموعة كبيرة من المثقفين المصريين الذين يدافعون عن الوطن، كما يدافع عنه الجنود والضباط فى معركة سيناء ضد الإرهاب.

أقيمت الليلة تحت عنوان «ليلة من أجل الإنسانية»، وهو اسم على مسمى بحق، فالمقاتل فى سيناء لا يدافع عن مصر فقط، وإنما عن كل الإنسانية ضد أعدائها الذين لا يقدرون قيمة الحياة فى تطرفهم الأعمى مثل كل تطرف، ولا يقل دور الفنان عن دور المقاتل، ولكن بفنه، وبموقفه الفكرى، وجمع الحضور بين أدباء مثل بهاء طاهر وإبراهيم عبدالمجيد، وممثلين مثل خالد صالح وإياد نصار، وسينمائيين مثل مجدى أحمد على، إلى جانب الفنانين التشكيليين والموسيقيين.

وتضمنت الليلة معرضاً لبيع لوحات 30 فناناً لصالح شهداء الكنيسة المصرية، وحفلاً موسيقياً لفرقة المبدع انتصار عبدالفتاح للإنشاد الدينى، وهى إحدى فرق وزارة الثقافة الموسيقية، تذهب إيراداته لصالح الشهداء أيضاً، وربما لن يهتم الإعلام بهذه المبادرة العظيمة قدر اهتمامه بالحفلات الصاخبة، ولكن الطبل الأجوف يحدث الضجيج الأعلى دائماً، وتبقى هذه الليلة تعبيراً راقياً عن موقف المثقفين المصريين، الذين طالما عملوا من أجل رفعة الوطن وتقدمه وازدهاره.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية