x

أيمن الجندي جنيفر لوبيز المفترية أيمن الجندي الأربعاء 30-10-2013 21:14


دعونا نهرب من غم السياسة إلى المرح والروقان. بالأمس شاهدت فيلم «الخطة البديلة»، بطولة جنيفير لوبيز.

الفيلم يدور حول حسناء لا تستطيع إقامة علاقات عاطفية صحيحة مع الرجال. هى فى الحقيقة عاجزة عن الثقة بهم. لكنها فى قرارة نفسها أنثى طبيعية تتوق للأطفال وتكوين أسرة. فى لحظة يأس قررت أن تصبح أما باللجوء إلى التلقيح الصناعى من متطوع مجهول، يأسا من إقامة علاقة حقيقية مع رجل. وفى مجتمع مفتوح كالمجتمع الأمريكى، لا توجد مشكلة فى أن تكون أما عازبة! لا توجد مشكلة أن تخضع للتلقيح الصناعى! لا توجد مشكلة فى مناقشة الأمر مع صديقاتها وزملائها!! يبدو أنه لا توجد أى مشكلات فى أمريكا!!

هذه باختصار عقدة الفيلم. فتخيل شعورى بالدهشة حينما قارنت بين طريقة تفكيرهم وطريقة تفكيرنا. فى بلادنا الأم غير المتزوجة تجلب العار لأهلها! وتنتحر أو تُنحر أيهما أقرب. فهل نحيا، نحن وهم، على نفس الكوكب؟!

وبرغم غرابة العقدة، صدق أو لا تصدق، الفيلم إنسانى وعذب ويمس القلب مباشرة. بل وضبطت نفسى أبتسم دون إرادة معظم الفيلم. من فينا لم يتحرك قلبه وهذه الحسناء تخرج من عيادة الطبيب بأمل جديد فى أن تصبح أما؟ تسير وكأنها تخطو! وتخطو وكأنها ترقص! وترفع وجهها فى سعادة غامرة للسماء الممطرة. تفتح كفيها وقلبها للمطر المنهمر. وتداعب وليدا فى عربة الأطفال فتبتعد به أمه مسرعة.

لكن الأقدار كانت ترتب لقاء بينها وبين رجلها المنتظر فى اليوم نفسه. الحب كان على مسافة خطوات كان ينبغى أن تقطعها. فى تفاصيل رحلة الحب الكثير من الفرح. آه من روعة الحب الأول. والفستان الجميل الذى ارتدته ويحاول استدراجها أنها ابتاعته خصيصا من أجله، وتراوغ هى حتى لا تعترف! والمفاجآت الصغيرة التى تجعل الحياة أجمل.

لكن تبقى مشكلة صغيرة. هى لم تخبره حتى الآن بموضوع الحمل والتلقيح الصناعى. ليتها لم تتسرع ووثقت فى أقدارها. صعب على المرأة أن تصارح رجلها بأنها حامل من غيره، حتى لو كانت فى أمريكا.

لكن تأتى اللحظة المناسبة وسط عاصفة من الحب والتدليل وبهجة الاكتمال الأول. حينئذ ينصرف الحبيب غاضبا.

لكن الحب له أحواله. وله قبضة قاهرة تعتصر القلب وتجعله يعود صاغرا. أنت حامل؟ فليكن. حامل فى توأمين؟ يا للسعادة! لا تعرفين لهما أباً؟ سأكون أباهما يا حبيبتى.

الشىء المستفز وفوق الاحتمال أننا نُفاجأ بأن جنيفير لوبيز المفترية تفتعل معه المشاكل وتتهمه بأنه ليس مرحبا بما يكفى بالتوأم فى بطنها. هواجس عدم الثقة فى الرجال عاودتها. وأنها لتلومه وتؤنبه لأنه لا يبدو لهما متحمسا.

شرعت أضرب كفا على كف. لو كانت هذه المرأة المفترية فى مصر لفتح حبيبها بطنها بمطواة وشنقها بالحبل السرى. وشرعت أفكر فى نساء مصر الصابرات، المكسورات الخاطر دائما، اللواتى يتحملن الأهوال من أجل الأسرة، وربنا على المفترى.

لكن أمريكا فى النهاية تلقى بسحرها. وينتهى الفيلم- صدق أو لا تصدق- بخطوبتهما بعد أن تضع حملها.

الفيلم أخاذ حقا برغم كل المآخذ الأخلاقية. هذه هى روعة السينما وخطورتها، التسلل الهامس إلى النفس حتى تألف بالتدريج ما ينافى تقاليدها. هل هذا ما يسمونه الغزو الناعم؟!

وإذا أردت أن تعبر عن استغرابك- يا عزيزى القارئ- فأرجوك لا تشد شعرك! وتذكر أن هذه هى أمريكا!!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية