باعتبارها أياماً مفترجة، قرر عدد كبير من المواطنين أن يحيوها بطريقتهم من خلال زيارة للأولياء والأضرحة، ففى أكبر منطقة للمقابر فى القاهرة، وهى الإمام الشافعى، بدأ المواطنون يتوافدون كلٌ إلى مقابر ذويه، عدا مقبرة واحدة خلت من الزوار اللهم إلا بعض السائحين وذلك لأنها مقبرة أسرة محمد على باشا.
تقع مقبرة أسرة محمد على باشا، التى تتميز بالفن الرفيع وشكل قبابها المميز فى منطقة كانت قديما تسمى باسم «محمد على» وحاليا هى المماليك، فعلى الرغم من إثبات التاريخ سوء العلاقة بين محمد على والمماليك فإن البعض روج لفكرة أن مقبرة أسرته التى شيدها فى هذه المنطقة تضم مقابر 40 مملوكا ممن قتلوا فى مذبحة القلعة سنة 1811، إلا أن ذلك غير صحيح.
ترجع أهمية مقبرة الأسرة العلوية فى الإمام الشافعى إلى أنه يرقد فيها أفراد أسرة محمد على باشا وعلى رأسهم والدته، التى ترقد فى غرفة منفردة، وفى الصالة الكبرى يوجد قبر إبراهيم باشا وهو رخامى مزخرف بإبداع شديد ومكون من 4 طوابق مستطيلة تعلو إلى السقف، وطوسون باشا، الذى بنى لنفسه غرفة كاملة من النحاس الخالص عليه رسومات فريدة وبداخلها قبره، ولا تتوقف أهمية المقبرة على الأشخاص المدفونين فيها فقط وإنما على الفن الرفيع، الذى تحتوى عليه، خاصة النقوش والنحت والرسومات على الرخام.
إلا أن المقبرة تعانى من الإهمال والتصدعات والشقوق، التى تملأ القباب وأسقف الغرف، بالإضافة إلى إهمال قبر زوجة محمد على المصرية لكونه أقل القبور الموجودة فى الزخرفة والاهتمام، حيث دفنت زوجته فى قبر عادى ليس من الرخام المزركش كباقى قبور الأسرة، علاوة على عدم الاهتمام بتنظيف المقبرة، رغم كونها مزارا سياحيا يدخله مئات السائحين شهريا.
يشير محمد محجوب، مدير عام مناطق آثار مصر القديمة والفسطاط، إلى الأهمية الفنية لهذه المقبرة لما تحتويه من نقوش فريدة على الرخام والأسقف وكذلك قباب المقبرة الخارجية والداخلية وأكد أهمية أن يقوم المجلس الأعلى للآثار بحفظ وتسجيل هذه الفنون الموجودة فى المقبرة لأنه لم يعد هناك من ينقش وينحت الرخام بهذا الإبداع، وضرورة نشره ليستفيد منه النحات المصرى، خاصة أنه من الصعب تقليد مثل تلك الفنون مرة أخرى وبالتالى، فيجب تصويرها وتسجيلها ونشرها فى كتب الفنون.