قال رجائى عطية المحامى إن انتخاب شيخ الأزهر ليس هو الحل للنهوض بدور الأزهر لأنه لا يوجد انتخاب فى مصر، فحينما تتحدث عن الانتخاب لابد أن تكون ثقافة المجتمع متقبلة للفكرة، وحينما تبخل بالانتخاب على عميد الكلية والمعهد والمحافظ فهذا المنظور سيدعوك إلى عدم الترحيب بانتخاب شيخ الأزهر.
وأضاف فى الجزء الثانى من حديثه عن علاقته الوطيدة بشيخ الأزهر الراحل الدكتور سيد طنطاوى فى برنامج ضوء أحمر، الذى يقدمه الكاتب الصحفى سليمان جودة على قناة دريم: نستطيع أن نقول إن الانتخاب له محاسنه وعيوبه والتعيين له محاسنه وعيوبه، فإذا أردنا أن نرد الأمور إلى الإصلاح فنردها إلى حسن الاختيار أو حسن الانتخاب أو حسن التعيين وكلاهما وارد، وأنا لست من أنصار مصادرة الانتخاب وفى الوقت نفسه لابد من وضع ضوابط ومعايير للترشح وأن ينتخب شيخ الأزهر من هيئة كبار العلماء وهى موجودة ومجمع البحوث الإسلامية نفسه هيئة كبار علماء، ولكنى مع ذلك أقول ان التعيين هذه المرة أو المرات السابقة قد أصاب هدفه فالدكاترة الطيب وطنطاوى وجاد الحق وعبد الحليم محمود وشلتوت أئمة كبار من الطراز الأول.
وأضاف عطية إنه دار بينه وبين الدكتور طنطاوى نقاش حول دور الأزهر، واتفقا على أن المؤسسة الدينية تحتاج إلى دعم لكى تقوم بالدور الذى تتمناه لنفسها وعلى سبيل المثال فقد قام الأزهر بطبع عمل كبير للعسقلانى كلف الأزهر ميزانية ضخمة ثم أدى سوء التوزيع أو توارى قدرة الناس على الشراء إلى توقف حركة البيع فبيع الكتاب بثمن زهيد بما يساوى طبعه وتجليده، وطرح الأمام الأكبر هذا فى مجمع البحوث الإسلامية وطرح على أعضائه شراءه للمساهمة فى حل الأزمة. وتابع: أذكر هذا الموقف لكى أقول ان الأزهر محتاج لدعم حقيقى لأنه قائم بمهمة كبيرة وأنت حينما تدعم المؤسسة الدينية الوسطية المستنيرة فأنت تغلق الباب أمام خفافيش الظلام.
وأشار رجائى إلى آراء طرحت فى السفارات المصرية تفيد بأن الدعاة القائمين على الدعوة فى الخارج ليسوا على المستوى وقلت: انظروا لما يفعله المبشرون فالمبشر يتعلم كيف يعطى حقنة، وكيف يكشف ويسعف ويعمل تنفس صناعى فأنت حينما تتعلم هذه الأشياء تخدم الرسالة التى تقوم بها، والداعية يجب أن يكون مؤهلاً تعليمياً واجتماعيا ومعرفيا ويلم بمجموعة من القدرات التى تجعله يتواصل مع المحيط الذى فيه لأن هذا التواصل جزء من قدرتك على أداء الرسالة التى تقوم بها.
وعن الأجواء المتاحة حاليا وهل تسمح بتقديم الدعم الذى يساند دور الأزهر كمؤسسة دينية معتدلة قال رجائى: أنا أرى أن هناك أولويات وان لدينا مشاكل كثيرة وطموحاتنا تصطدم بهذه الأولويات وحين التخطيط لابد من وضع أولويات فلابد من وضع التعليم فى المقدمة، والمؤسسة الأزهرية جزء من التعليم والتنوير.
وعن علاقة الدولة عموما بشيخ الأزهر سواء د. طنطاوى أو غيره وحيث إن شيخ الأزهر معين فى موقعه وهل يؤدى ذلك إلى انتقاص الرسالة التى يجب أن يؤديها لأن ولاءه سيكون للذى عينه أجاب رجائى: قرأت حوارا للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يقول فيه: إن شيخ الأزهر جزء من الدولة لأنه رئيس المؤسسة الدينية فى الدولة وليس معنى هذا أنه يعيش بولائه للحكومة فهو جزء من الدولة وليس جزءاً من الحكومة، وهناك فرق بين الإثنين، فالدولة هى الحكومة والمعارضة والتاريخ والحضارة والحكومة هى الحكومة القائمة على إدارة الحكم فشيخ الأزهر ليس تابعا للحكومة ونظام الأزهر لا يجعله تابعا.
وعما يزعجه فى علاقة المسلم بربه قال رجائى: اتساع الفوارق بين أهل الثروة وعامة الناس، فهذا يدفع الناس إلى السخط والتطرف، مشيرا إلى تنازل 40 ملياردير أمريكى عن نصف ثرواتهم لإقامة توازن فى المجتمع.