شهد ميدان التحرير خلال الذكرى الثانية لشهداء شارع محمد محمود، مشادات كلامية تطورت إلى مشاجرة بالأيدي بين مؤيدي الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وبين أعضاء حركة «6 إبريل» جبهة «أحمد ماهر»، ومجموعة من شباب «الاشتراكيين الثوريين» بسبب الهتافات التي رفعتها «6 إبريل» تطالب بـ«إسقاط حكم العسكر».
وهتف مؤيدو «السيسي» ضدهم قائلين: «لا رئيس غير السيسي»، و«السيسي رئيسي» ما أدى إلى التدافع ناحية شارع محمد محمود، وحدثت حالة من «الكر االفر» حتى تدخل بعض أفرد الشرطة مرتدين الزي المدني لاحتواء الموقف والتفريق بين الطرفين.
وشهد ميدان التحرير حضورًا ملحوظًا من شباب القوى الثورية والحركات الاحتجاجية، وتواجدًا أمنيًّا مكثفًا، خاصة على مداخل ميدان التحرير من اتجاهي ميدان عبدالمنعم رياض، وقصر النيل.
وعلق شباب القوى الثورية مجموعة من اللافتات أمام شارع محمد محمود، مكتوبًا عليها: «حدود مصر الثورة مع دولة ميدان التحرير المحتلة»، وأخرى مكتوبًا عليها «عيش- حرية - تطهير الداخلية»، و«خاص بالثوار ممنوع دخول إخوان - عسكر - فلول» وتحمل توقيع حركة «مينا دانيال».
وردد المشاركون فى الفعالية هتافات: «الله يا الله.. حررر مصر من الطغاة.. مش ماشيين مش ماشيين.. جايين نجيب حق الشهيد»، و«القصاص القصاص.. مفيش رحيل من غير قصاص».
ورصدت «المصري اليوم»، مجموعة من الأجواء الاحتفالية، منها وضع مجموعة من باقات الزهور على ناصية الشارع باتجاه الدائرة الحجرية، وأيضًا إحاطة مدخل الشارع بالمتاريس الحديدية والأحبال البلاستيكية لمنع دخول السيارات، والدراجات البخارية، ورفع أعلام مصر على جميع جنبات الميدان، إضافة إلى انتشار الباعة الجائلين في محيط الدائرة الحجرية وعند مداخل شارع طلعت حرب وباب اللوق.
كما تم رصد تواجد نحو 12 سيارة ربع نقل مدهونة باللون «البيج» مكتوب عليها «طوارئ» أمام المبنى الرئيسي للحزب الوطني المنحل، وفي الدائرة الحجرية تجمع المئات من أعضاء الحركات والقوى السياسية ورفعوا لافتات تأييد للفريق أول عبدالفتاح السيسي تطالبه بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، مكتوبًا عليها: «إرادة الشعب فوق الجميع»، و«كل سنة وأنت طيب يا سيسي يا زعيم المصريين الجديد». و«طهر حرر اضرب.. كل الشعب معاك يا موحد القلوب».
وشهد شارع «قصر العيني» تواجدًا أمنيًّا مكثفًا لقوات الشرطة لتأمين المباني والمؤسسات الحكومية، في مقدمتها مجلسا الشعب والشورى ووزارتا التضامن الاجتماعي والإسكان، وانتشارًا مكثفًا لمدرعات تابعة لوزارة الداخلية تحيطها الفرق القتالية أمام مبنى مجلس الشعب وفي اتجاه شارع قصر النيل مع ميدان التحرير، كما اصطف مجموعة من أعضاء حركة «مينا دانيال» لمحاولة منع مختلف المركبات من دخول الميدان.
وقال محمود مراد، عضو «6 إبريل» لـ«المصري اليوم»: «عامان على رحيل إخوتنا وأصدقائنا في شارع عيون الحرية ولم يتم القصاص لهم»، موضحًا أن «وزارة الداخلية على علم تام بمرتكبي المذابح في الأحداث الأولى والثانية، وتمتنع عن معاقبة الجاني، ولم تكتفِ بذلك بل تسعى لإثارة غضب شباب الثورة باعترافها رسميًّا بسقوط ضحايا ومصابين فى الأحداث الأولى والثانية وتقدمت بالتعازي لأسرهم، ولذلك فإن الدم لن يأتي إلا بدم»، بحسب قوله.