انطلقت بالكويت، الإثنين، أعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة، وسط إجراءات أمنية مشددة، بمشاركة 71 وفدًا لدول عربية وأفريقية ومنظمات دولية، بحضور 34 رئيس دولة، و7 نواب رؤساء، و3 رؤساء وزراء، فيما تمثل باقي الدول بمستويات أقل، وترأس الوفد المصري في القمة الرئيس المؤقت، عدلي منصور.
ويرأس القمة التي تُعقد تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار»، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وتستمر فعالياتها لمدة يومين، وتركز على عدد من الملفات الاقتصادية والتبادل التجاري والاستثمار بين الجانبين، كما يصدر عنها بيان خاص بالقضية الفلسطينية.
وتوالى وصول قادة ورؤساء الوفود المشاركة في القمة، التي تُعقد في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث انتشرت قوات الأمن بكثافة في المواقع المحيطة بمواقع ومقار إقامة الوفود.
وتبذل مصر خلال القمة جهودًا مكثفة لإقناع الدول الأفريقية بالتراجع عن قرارها الخاص بتجميد مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي، إضافة إلى بحث أزمة سد النهضة والعلاقات مع دول حوض النيل.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«المصري اليوم» أن القاهرة بالتنسيق مع الكويت وعدد من دول الخليج الداعمة لخارطة الطريق، تبذل جهودًا حثيثة لإقناع الدول الأفريقية بتغيير موقفها من النظام الجديد في مصر والاعتراف به والعمل على إلغاء قرار الاتحاد الأفريقي الخاص بتجميد مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي.
وأوضحت المصادر أنه يجرى ترتيب لقاءات ثنائية بين الرئيس المؤقت عدلي منصور وعدد من قادة الدول الأفريقية، لمحاولة تقريب وجهات النظر وإقناعهم بدعم خارطة الطريق، كما يجرى الترتيب لعدد من اللقاءات مع قادة دول حوض النيل.
وأجرى وزير الخارجية نبيل فهمي، عددًا من اللقاءات الثنائية، الأحد، على هامش الاجتماعات الوزارية للقمة العربية الأفريقية التي تنطلق في الكويت، الثلاثاء، مع كل من رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، الدكتورة نكوسازانا ديلاميني زوما، ووزراء خارجية السودان، علي كرتي، ونيجيريا، فيولا أونوليري، ووزير خارجية جيبوتي.
وتطرق لقاء «فهمي» مع «زوما» إلى قرار الاتحاد الأفريقي بتعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد، وذكر المتحدث باسم الخارجية أن «فهمي» أوضح موقف مصر من قرار تعليق مشاركتها في أنشطه الاتحاد الأفريقي، مؤكدًا أنه «بالرغم من رفضنا للقرار إلا أنه لا يوثر على انتماء مصر لأفريقيا والتزامها بالدفاع عن قضايا القارة ومصالحها».
وأضاف المتحدث أن «زوما» أعربت خلال اللقاء عن تمنياتها لجهود الحكومة في تنفيذ خارطة الطريق واهتمام الاتحاد الأفريقي باستقرار الأوضاع وعودتها إلى طبيعتها وأن الاتحاد يتابع الموقف في مصر عن كثب، وأن الجميع يأمل في عودة مصر لاستئناف دورها الحيوي في الاتحاد في أقرب وقت.
فيما ركز اللقاء بين وزير الخارجية ونظيره السوداني على المفاوضات الفنية الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين حول سد النهضة الإثيوبي.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن «فهمي» أحاط نظيره السوداني بتطورات الأوضاع الداخلية والتقدم الذي تم إحرازه في إعداد مشروع الدستور، وقد أشار الوزيران إلى ضرورة قيام مجلس السلم والأمن الأفريقي بمراجعة قراره في ضوء التطورات الإيجابية، وأكد الوزير السوداني أنه سيتناول هذا الأمر خلال اتصالاته مع الدول الأفريقية.
كما التقى «فهمي» بوزيرة الدولة للشؤون الخارجية النيجيرية، فيولا أونوليري، وأكد حرص مصر على تعزيز العلاقات بالدول الأفريقية، واستعرض زياراته في الفترة الأخيرة بعدد من دول حوض النيل وغرب أفريقيا.
وأشارت الوزيرة النيجيرية إلى أهمية التعاون بين مصر ونيجيريا في ضوء الدور المهم الذي تقوم به كلتاهما إقليميًا ودوليًا، ودورهما المحوري في خدمة قضايا السلم والأمن والتنمية في أفريقيا، كما تطرق الوزيران إلى العديد من المجالات التي يمكن التعاون فيها، مثل الزراعة والبنية التحتية والطاقة.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، أن هناك توافقًا «عربيًا- أفريقيًا» ظهر في المناقشات الوزارية والتحضيرية للقمة «الأفريقية- العربية» الثالثة بالكويت على إحداث انطلاقة عملاقة للتعاون الاقتصادي والتنموي خلال المرحلة المقبلة في جميع المشروعات، خاصة في مجالات الطاقة والنقل والمواصلات والاتصالات والزراعة وتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح وتصديرها إلى أوروبا لسنوات طويلة، بما يعود بالفائدة المالية الكبيرة على دول القارة.