x

فتوى: المسافر بالطائرة يفطر عند رؤيته غروب الشمس

الخميس 02-09-2010 01:34 | كتب: أحمد البحيري |
تصوير : حافظ دياب

سأل أحد المواطنين الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، حول التوقيت الذى يفطر فيه المسافر بالطائرة. مفتى الجمهورية: علق الشرع الشريف الإفطار والإمساك بتَبَيُّن الصائم غروبَ الشمس وطلوعَ الفجر، فقال تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ» [البقرة: 187]، وفى الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»، وفيهما أيضًا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ - فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»، وهذا كله يدل على أن العبرة فى الإفطار تحقق الصائم من الظُّلْمة إمّا حِسًّا برؤيته هو أو خبرًا بتصديق من يُعتَدُّ بإخباره فى ذلك، وكذلك الحال فى الإمساك، العبرة فيه بتحقق المكلَّف من طلوع الفجر الصادق إمَّا حِسًّا أو بإخبار من يُعتَدُّ بإخباره.

وأضاف جمعة: من المعلوم أن الإنسان كلما ارتفع عن سطح الأرض تأخر غروب الشمس فى حقه، وهذا مشاهَد لمن يقطنون الأدوار العليا، وذلك بسبب كُرَوِيّة الأرض، وحينئذٍ فمقتضى القواعد الشرعية أنه لا إفطار حتى تغرب الشمس فى حق الصائم نفسه.

وبناءً على ذلك: فالإفطار المعتبَر فى حق المسافرين بالطائرة إنما هو برؤيتهم غروبَ الشمس بالنسبة إليهم وفى النقطة التى هم فيها، ولا يفطرون بتوقيت البلد التى يُحَلِّقُون عليها، ولا التى سافروا منها، ولا التى يتجهون إليها، بل عند رؤيتهم غروب الشمس بكامل قُرصِها.

فإن طالت مدةُ الصيام طولاً يَشُقُّ مثلُه على مستطيع الصوم فى الحالة المعتادة فلهم حينئذٍ أن يُفطروا للمشقة الزائدة المركبة فى السفر وليس لانتهاء اليوم، وعليهم أن يقضوا الأيام التى أفطروها، وعلى ذلك فإن ما يقوله بعض قُوّاد الطائرات من الإفطار على ميقات البلد الأصلى أو البلد الحالى غير صحيح شرعًا.

وهناك حالة تغيب فيها الشمس ثم تخرج مرة أخرى من جهة المغرب لسرعة الطائرة، وهنا يفطر الصائم عند غيابها الأول ولا يلتفت لردها وعودتها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية