استقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الأحد، رئيس الوزراء التونسي السابق، رئيس حزب حركة نداء تونس المعارض، الباجي قايد السبسي، بعد يومين من لقاء بوتفليقة براشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، التي تقود الائتلاف التونسي الحاكم.
وقال التليفزيون الرسمي الجزائري إن «قايد السبسي أطلع الرئيس بوتفليقة على المساعي الجارية لتحقيق متطلبات المرحلة الانتقالية في تونس، من أجل تشكيل حكومة انتقالية في إطار المفاوضات الجارية».
كان «بوتفليقة» التقى قبل يومين مع «الغنوشي»، ودار اللقاء حول آخر تطورات الوضع السياسي في تونس الذي يتميز أساسا بمفاوضات حول تشكيل حكومة انتقالية غير حزبية، بحسب مصدر رسمي.
ويعد لقاء الرئيس الجزائري بزعيمي المعارضة والحكم في تونس، هو الثاني من نوعه في غضون شهرين حيث سبق أن استقبلهما في لقاءين منفردين في سبتمبر الماضي، لبحث الأوضاع في بلادهما.
وتحدثت وسائل الإعلام في البلدين عن وجود وساطة جزائرية لتقريب وجهات النظر بين المعارضة والحكومة، غير أن الجهات الرسمية في الجزائر وتونس نفت ذلك، مؤكدة أن «الأمر يتعلق بطلب نصح من الرئيس الجزائري بشأن طرق التعامل مع الأزمة الداخلية».
تشهد تونس أزمة سياسية، منذ اغتيال القيادي المعارض، شكري بلعيد، في 6 فبراير الماضي، زادت وتيرتها بعد اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو الماضي، حيث خرجت على إثرها مظاهرات تطالب الحكومة بالاستقالة وبحل البرلمان، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتزعمها كفاءات وطنية لا تترشح للانتخابات المقبلة.
وأعلن الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس والذي يضم الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، في 29 أكتوبر الماضي تعليق الحوار الوطني الذي انطلق في 25 من الشهر نفسه بعد فشل القوى السياسية في التوافق على اسم رئيس الحكومة المقبلة.
وكان رئيس حركة «نداء تونس»، الباجي قايد السبسي، اعتبر في تصريحات، السبت، أن «أحزاب الترويكا الحاكمة في تونس هي المسؤولة عن فشل الحوار الوطني».
وتتهم المعارضة الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس بالفشل وإطالة أمد المرحلة الانتقالية، فيما تتهم قيادات في الائتلاف أطرفا في المعارضة بالعمل على إفشال الثورة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير2011.