قال أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، إن هناك تطمينات أمريكية بشأن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وجاء بيان الرباعى الدولى ليصنع الكثير من الزخم حولها، وأضاف أبوالغيط فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن مصر لم تترك الشعب أو القيادة الفلسطينية مؤكداً: علينا أن نخلص الشعب الفلسطينى من هذه المأساة الإنسانية، خاصة ونحن نرى الأرض الفلسطينية تتآكل يوماً بعد يوم.
وقال أبوالغيط: لا أعتقد أن سوريا وإيران ستعوقان المفاوضات ونأمل فى بناء موقف موحد فى صفوف الفلسطينيين وأن يتخلى الجميع عن المصالح الضيقة.
■ ما الذى تحقق على مسار المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة؟
- تلقينا تطمينات أمريكية، وجاء بيان الرباعى الدولى لكى يصنع الكثير من الزخم حول المفاوضات المباشرة. هؤلاء الذين يقولون «فلتقفوا فى أماكنكم ولتجلسوا» ربما يجلسون إلى نهاية البشرية ولا يحققون شيئاً. وهؤلاء الذين يقولون «لا تفاوض» عليهم أن يعيدوا تقييم المواقف وينظروا بصدق إلى إمكانياتهم لعل البعض يتصور أنه يستطيع الإمساك بعشرة آلاف دبابة لكى يهزم خصمه وليس لديه عشرة آلاف بندقية، لكى يبقى هكذا عليه أن يعمل وأن يناضل وأن يرفض، وفى نهاية المطاف لن يفرض شىء على الفلسطينيين وأمة العرب والأمة الإسلامية، وكل المجتمعات التى تبنى سوف تؤيد الفلسطينيين فى لغتهم.
«مصر لم تترك الشعب الفلسطينى أو القيادة الفلسطينية».. هذا هو ردى على الذين يقولون فلنبق هكذا، فليجلسوا وليعان الشعب، علينا أن نخلص الشعب الفلسطينى من هذه المأساة الإنسانية خاصة أننا نرى الأرض الفلسطينية تتآكل يوماً بعد يوم، هؤلاء الذين يقولون لنبق مائة عام قادمة سوف يستيقظ أحفاد أحفادهم لكى يجدوا أنه لا توجد قضية.
■ هل تعتقدون أن دمشق وطهران ستبقيان عائقاً أمام المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية ولعب دور فى إعاقة المفاوضات المباشرة؟
- لا أريد الإجابة عن السؤال بهذا الطرح. لا أعتقد أن الإخوة فى سوريا يعوقون أى شىء. الإخوة فى سوريا يستضيفون مجموعة من المنظمات والقيادات التى ترفض هذا النهج ولكننى أعلم أن سوريا على استعداد للمفاوضات مع إسرائيل.
فيما يتعلق بإيران سوف نلتقى وزير خارجيتها يوم 5 سبتمبر، حيث طلب زيارة مصر بصفتها رئيسة حركة عدم الانحياز وهناك اجتماع يعقد فى القاهرة يوم 6 سبتمبر يشترك فيه وزير خارجية إيران ووزير خارجية كوبا فيما يسمى «ترويكا عدم الانحياز»، وسوف نستوضح مواقفهم من هذه الجهة فى عملية السلام.
قمة عدم الانحياز سوف تعقد فى طهران 2012 وهناك اجتماع وزراء لدول عدم الانحياز فى نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة، ثم هناك اجتماع وزارى آخر فى مايو 2011 فى بالى بإندونيسيا بمناسبة مرور خمسين عاماً على قيام حركة عدم الانحياز.
■ وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير عبر عن أسفه لعدم وجود أوروبا فى المفاوضات المباشرة.. كيف تنظرون إلى ذلك هل بالفعل هناك إقصاء أمريكى؟
- لا أقول إقصاء أمريكى للدور الفرنسى والدور الأوروبى أقول هناك الرباعى الدولى، وفرنسا فى هذه اللحظة ليست جزءاً من الرباعى الدولى، لكن جزءاً من أوروبا. المفاوضات سوف تبدأ فقط فى إطارها الشكلى والإجرائى يوم 2 سبتمبر وسوف يكون الطريق طويلا وسوف تتاح الفرصة ليس فقط لأوروبا ولكن لكل أطراف الرباعى الدولى وأطراف عربية وأطراف دولية أخرى لكى تلعب تأثيرها، ولكن الشرط الأساسى لتحقق كل هذا، وأقول الشرط الأساسى لتحقق هذا، أن تظهر إسرائيل مصداقية والتزاماً وعملاً واستعداداً للتعامل مع الطرف الفلسطينى على قدم المساواة وعدم وضع أى عراقيل أمام هذه المفاوضات لكى تنطلق فعلا.