أثارت محاولة الزعيم الليبى معمر القذافى إقناع مئات الشابات باعتناق الإسلام، خلال زيارة لإيطاليا، عاصفة من الغضب داخل إيطاليا، امتدت إلى الفاتيكان الذى اعتبر أن تصريحات ومواقف القذافى تعد مساسا واستفزازا لمشاعر المسيحيين، وقد تخلق توترا وحساسية بين المسيحيين والمسلمين.
وعبر أحد القادة اليمينيين الكاثوليك، وهو جوفاناردى، عن سخطه وغضبه مما قام به القذافى قائلا: «لا يجب أن نقبل بما فعله القذافى، فلا يعقل أن يذهب البابا إلى ليبيا ليطالب المسلمين هناك باعتناق المسيحية».من جانبه، قال روكو بوتيجليونى، رئيس الحزب المسيحى الديمقراطى المعارض: إن القذافى هدف من خلال إدلائه بهذه التصريحات حول الإسلام إلى الإيهام بأنه لا كرامة فى الغرب، وبأن أوروبا لا تؤمن إلا بالمال، داعيا الزعيم الليبى إلى ضمان حرية دينية حقيقية فى بلاده.
وأضاف بوتيجليونى: «إذا ذهبت لطرابلس ودعوت الليبيين للتحول إلى المسيحية، أراهن أننى لا يمكن أن أعود بعدها قطعة واحدة».
وأعرب النائب الأوروبى، ماريو بورجيزيو، عضو رابطة الشمال، حليفة برلسكونى، عن قلقه «من تصريحات القذافى التى تظهر مشروعه الخطر لأسلمة أوروبا»، داعيا الحكومة الإيطالية إلى التنبه من القذافى و«فلسفة بائع السجاد» التى يعتمدها، فى إشارة إلى العقود الضخمة التى تشكل أبرز أهداف زيارته إلى إيطاليا.من جهته، رأى رئيس حزب الخضر الإيطاليين، أنجلو بونيللى أن استقبال الزعيم الليبى معمر القذافى فى إيطاليا «مثير للخجل».
ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية عن بونيللى قوله: «يبدو أن إيطاليا أصبحت مستعمرة ليبية، فالاستقبال الذى يليق بالأبطال الذى حظى به الرئيس الليبى يصيبنا بالقشعريرة، ويجعلنا نحمر خجلاً».
وتساءل بونيللى: «هل سيمتلك برلسكونى أو أحد الوزراء بعض الكرامة لسؤال الديكتاتور الليبى عما حدث للمهاجرين الذين أعيدوا إلى بلاده بحراً، والمحتجزين فى معسكرات الاعتقال الليبية نتيجة للاتفاقية بين بلدينا؟». وكان القذافى قد فاجأ الجميع حتى رئيس الوزراء الإيطالى والفاتيكان بالتصريحات والمواقف التى عبر عنها أمس الأول أمام 500 فتاة إيطالية اجتمع بهن فى الأكاديمية الليبية الإيطالية بروما، حيث دعاهن إلى اعتناق الإسلام بعد أن شرح لهن بعض تفاصيل عنه وعن المرأة المسلمة، مؤكدا لهن أن أوروبا ستكون جميعها مسلمة.
وحاول برلسكونى التخفيف من حدة الغضب التى أثارتها تصريحات القذافى، بالقول: «ما قام به صديقى يبقى فقط فولكلورا». ووصل القذافى الأحد الماضى إلى روما فى زيارة بمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية صداقة ليبية إيطالية فى 30 أغسطس 2008 فى بنغازى شرق ليبيا، أنهت خلافا حول الحقبة الاستعمارية. جاء ذلك بينما أعلن القذافى أمس أن «ليبيا وتدعمها إيطاليا تطلب من الاتحاد الأوروبى 5 مليارات يورو سنويا على الأقل» لـ«وقف» الهجرة غير الشرعية.