ثلاث جوائز اقتنصها المخرج الجزائري مرزاق علوش خلال مشاركته في مهرجان أبو ظبي السينمائي، فبعد أن اختارته مجلة «فارايتي» للحصول على أفضل مخرج في الشرق الأوسط وهي الجائزة التي تمنحها المجلة سنويًا لأحد المخرجين العرب خلال المهرجان، واستطاع «علوش» اقتناص جائزتين من المهرجان بمشاركته في المسابقة الرسمية بفيلمه «السطوح»، وحصل الفيلم على جائزتي أفضل مخرج في العالم العربي وكذلك جائزة الصحافة الدولية كأفضل فيلم روائي، ورغم هذه الجوائز إلا أن الفيلم أثار العديد من الجدل بسبب الحالة «السوداوية» التي أظهر بها بلاده الجزائر.. عن تفاصيل هذه التجربة كان لنا معه هذا الحوار..
■ كيف ترى الجوائز التي نجح الفيلم في اقتناصها ؟
- بالتأكيد سعيد لأنها دليل على أنني نجحت في تقديم الصورة التي أريدها من خلال العمل وأيضًا جائزة مجلة «فارايتي» أرى أنها مهمة، خاصة أنها موجهة للمخرجين في الشرق الأوسط.
■ ولماذا اخترت أن يكون الفيلم صادمًا دون أن يحمل بارقة أمل ؟
- رغم أن البعض يرى ذلك إلا أننى أرى أن تعاملي مع الموضوع بهذا الشكل هو منتهى الأمل، لأن المواجهة في حد ذاتها إيجابية من وجهة نظرى بدلًا من أن ندفن رؤوسنا في الرمال، ومؤخرًا قرأت في الصحف عن انتشار العنف بأشكال مختلفة في المجتمع الجزائري، لذلك أرى أن اقتحامنا مثل هذه القضايا هو منتهى الإيجابية.
■ وإلى من توجه رسالتك ؟
- بالتأكيد للشعب الجزائري، لأنني لا أقدم أفلامًا للحكومات أو لنظام رغم أنني حزين جدًا لأن الجمهور في الجزائر لن يشاهد هذه الأفلام لعدم وجود دور العرض ونقتصر على عرض أفلامنا في مثل هذه المهرجانات أو مواقع الإنترنت لأن دور العرض غير موجودة، وأصبحت علاقتنا مع الجماهير من خلال السوق السوداء.
■ ولكن الجزائريين الذين شاهدوا الفيلم اعترضوا على ما تقدمه ؟
- لأن هؤلاء لديهم مشكلة، فهم يعرفون أن أحداث الفيلم حقيقية كما أنني صورته بالكامل في مواقع حقيقية، ولم يكن عندي ديكور واحد، ولكنهم لا يريدون أن يشاهد الأجانب مثل هذه الأعمال عندما نعرضها في محافل دولية، لأن معظم الجزائريين الذين يحضرون الفيلم يتعاملون معه كأنه مباراة كرة قدم يتمنون أن تنتصر فيها الجزائر، ولكنهم يشعرون بالصدمة بعد مشاهدة الفيلم، وعندما تقابلت معهم قلت لهم: «إذا كنتم ترون الجزائر جميلة ورائعة فلماذا هجرتموها وتعيشون هنا؟!»، فردوا: «نعلم أن كل ما عرضته موجود ولكننا لا نريد أن نراه».
■ البعض فسر الربط بين العنف والصلوات الخمس بإدانة للمجتمع الإسلامي ؟
- أنا بريء من ذلك تمامًا ولم أقصده مطلقًا ولكن عندما صعدت على الأسطح واستمعت إلى الأذان ووجدت أن ساكني الأسطح يتعاملون معه وكأنه عادة، حتى إنهم لا يهتمون بما يردده المؤذن لأنه من المفترض عندما يردد المؤذن «حى على ..» ننتفض ونستعد للصلاة أو حتى نردد وراءه أو على أقصى تقدير ننتبه لما يقول، ولكنني وجدتهم لا يتوقفون عن أفعالهم، سواء كانت سرقة أو قتل أو أي شيء آخر أثناء الأذان، وتعاملوا معه وكأنه شيء تقليدى ومعتاد، حتى عندما يذهبون للصلاة يوم الجمعة تشغلهم أمور «البزنس» عن أمور الدين، لذلك مشكلتي في هذا الفيلم ليست مع الإسلام، ولكن مع الناس التي تستعمل الإسلام بشكل خاطئ، لأنها ظاهرة منتشرة في المجتمع الجزائري الذي يكتظ بالعديد من الجهاديين.