أضرب الآلاف من عمال الصيانة والسائقين والموظفين في مترو الأنفاق لمدة 24ساعة عن العمل اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على اعتزام شركة «ترانسبورت فور لندن» القائمة على تشغيل مترو الأنفاق شطب 800 وظيفة تشمل وظائف لأفراد في المحطات و مكاتب التذاكر، بينما كافح ملايين اللندنيين من أجل الوصول إلى أعمالهم عبر الطرق والزوارق والدراجات حيث أدى الإضراب إلى إغلاق جزء كبير من شبكة مترو الأنفاق في المدينة.
وقالت نقابة عمال السكة الحديد والنقل البحري والمواصلات إنها تدعم الإضراب بشكل قوي، وإن خدمة النقل سوف تعمل بشكل محدود جداً، في حين أعلنت شبكة النقل في لندن إن بعض القطارات سوف تعمل على 6 من خطوط مترو الأنفاق في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، لافتة إلى أنه من المقرر إنهاء الإضراب غداً الأربعاء.
وتستقبل شبكة مترو الأنفاق في لندن، التي تعد الأقدم في العالم أكثر من 3 مليون رحلة، و أكثر من نحو 3.5 مليون شخص يومياً، وهو الأمر الذي أدى إلى اكتظاظ الحافلات، لدرجة دفعت المسئولين إلى تسيير 100 حافلة إضافية، و10 ألاف رحلة عبر نهر التايمز، إلا أنه لا يزال هناك توقعات باستخدام الآلاف من الأشخاص خدمات قوارب إضافية على نهر التايمز، في حين لجأ آخرون إلي استخدام الدراجات أو المشي أو البقاء في منازلهم.
وانضم زعيم نقابة «ار ام تى» القوية، «بوب كرو» للإضراب في محطة «كينج كروس»، معتذراً للركاب عن "الإزعاج"، إلا أنه قال إنه لن "يذرف دموع التماسيح" على الإضراب، بينما قال المتحدث باسم مترو أنفاق لندن ، «مايك براون» إن سكان لندن سوف يواجهون بعض " الصعوبات"ولكن المدينة ليست مشلولة ومازال بوسع المواطنين التنقل".
وأكدت مصادر صحفية أن الإضراب سيتبعه بعد 3 أشهر، تحركاً مشتركاً بين نقابة عمال النقل البري والبحري، ورابطة رواتب عمال المواصلات، احتجاجاً على نية السلطات طرد 800 من العاملين في مكاتب التذاكر وإدارة المحطات في إطار ترشيد النفقات.
ويقول خبراء الاقتصاد إن كلا من الإضرابات الأربعة المقررة سيكلف الاقتصاد اللندني 50 مليون جنيها أي أكثر من 300 مليون دولار في المجمل
ويأتي هذا الإضراب، عقب معركة كلامية بين عمدة لندن، «بوريس جونسون»، ونقابات العمال التي تتهمه بالنكوص عن وعده الانتخابي بألا يمس أعضاءها في وظائفهم، ويأتي أيضاً بعدما وجه العمدة تحذيراً نارياً من العواقب الاقتصادية "الوخيمة"على العاصمة قبل الأثر"الكارثي" الذي سيحدثه خفض الإنفاق الحكومي العام المزمع على بنية المواصلات التحتية للمدينة.
وقد أدى إضراب عمال قطارات مترو الأنفاق، إلى امتلاء فنادق العاصمة الصغيرة والمتوسطة و الفاخرة عن آخرها بالعمال والموظفين الذين يعتمدون بشكل كامل على المواصلات العامة في تنقلهم بين المنزل والعمل، إذ شهدت تلك الفنادق ارتفاعاً غير مسبوق في حجوزات الغرف منذ انهيار المفاوضات بين عمال مترو الأنفاق وإدارتها، وتأكد بالتالي أن العمال ماضون في تهديدهم بالإضراب.