أبدت السلطات الروسية مؤخرًا تخوفها من عودة مئات المقاتلين من أصل روسي الذين يقاتلون في سوريا، ووقّع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قانونا لسجن كل من يعودون من سوريا إلى البلاد، واعتبرهم تهديدا حقيقيا، وذلك خشية أن يكتسبوا خبرة عسكرية بعدها ينضموا للحركات المتمردة في داغستان وشمال القوقاز لإقامة «دولة إسلامية».
وبموجب القانون فإن التدريب «بهدف ممارسة نشاط إرهابي» عقوبته السجن 10 سنوات، أما عقوبة الانضمام لجماعة مسلحة في الخارج «تتعارض أهدافها مع المصالح الروسية» فهي 6 سنوات.
واعتبر محللون أن المقاتلين يحاولون شن هجمات خلال دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في فبراير العام المقبل في مدينة «سوتشي».
وقال أحمد خايبولاييف، عضو مجلس إحدى القرى: «هناك كتائب كاملة من أولادنا في سوريا، وقوات الأمن الروسية ألقت القبض عليهم 3 أثناء عودتهم إلى البلاد برا، وأثناء عبورهم الحدود من أذربيجان عائدين إلى داغستان لكن 5 تمكنوا من العودة مما يبين سهولة سفر الروس إلى سوريا، وفي ديارهم الآن يترقبون متى ستأتي قوات الأمن لتقبض عليهم».
وقدر جهاز الأمن الاتحادي الروسي عدد المقاتلين الروس في سوريا بـ«400» فرد، وقال نائب مدير الجهاز، سيرجي سميرنوف، في 20 سبتمبر: «سيعودون وهذا يمثل تهديدا ضخما».
وأغضبت مساندة روسيا بشار الأسد عبر إمداده بالأسلحة والدعم الدبلوماسي كثيرين من «بوتين»، وقال جبريل ماجوميدوف، وهو واحد من نحو 24 شخصا في «نوفوساسيتلي» درسوا في مدرسة دينية بدمشق: «مسلمو العالم يكرهون بوتين بسبب دعمه الأسد».
وحث زعيم المتمردين في القوقاز، دوكو عمروف، المقاتلين الروس على استخدام «أقصى قوة» لتخريب الأوليمبياد، وكرر مقاتلون في سوريا نداءه، ودعوا المسلمين في شمال القوقاز إلى الجهاد في ديارهم بدلا من الانضمام إليهم.
وشددت سوريا من الإجراءات الأمنية في مدينة «سوتشي» التي تستضيف الأوليمبياد، وعجل الرئيس الروسي بتعديلات على قانون مكافحة الإرهاب، لمحاسبة من يقاتلون في الخارج عند عودتهم إلى البلاد جنائيا.
وتشهد شمال القوقاز وداغستان أعمال عنف بشكل يومي، ويقول السكان إن 15 رجلا من مدينة «نوفوساسيتلي» وحدها قتلوا في حوادث تبادل إطلاق نار مع القوات الروسية في السنوات الأربع الماضية، وفي «نوفوساسيتلي» تحمل الجدران عبارات تؤيد المطالبين بالانفصال عن روسيا، الذين يقاتلون من أجل إقامة دولة إسلامية، ويقول قرويون إن 8 أشخاص من السكان البالغ عددهم 2000 نسمة ذهبوا إلى سوريا.