لقى 9 أشخاص بينهم 5 أطفال مصرعهم فى انهيار عقارين بمنطقة السلخانة بالمنصورة مساء أمس وأصيب 14 آخرين تم استخراجهم جميعا من تحت الأنقاض.
تلقى اللواء محمد طلبة، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من قسم أول المنصورة يفيد انهيار عقارين متجاورين فى 11 مساء، ووجود العشرات من السكان تحت الأنقاض.
انتقل لمكان الحادث مدير الأمن، واللواء حاتم زكريا، مفتش الداخلية، وعدد من قيادات المديرية، وقوات الدفاع المدنى برئاسة العميد أسامه شعبان، وبمشاركة 10 سيارات إسعاف، وتشكيلات من المطافئ، وتم قطع الكهرباء والغاز عن المنطقة.
وأكدت تحريات المباحث برئاسة اللواء مصطفى باشا، مدير المباحث، أن العقار الأول مكون من 4 أدوار بهم 7 شقق، ويقطنه نحو 27 شخصا، والعقار الثانى مكون من 3 أدوار، ويقطنه 5 أشخاص فقط، وباقى الشقق به خالية.
وتمكنت قوات الدفاع المدنى بعد ساعة واحدة من انهيار العقار من استخراج أربع مصابين أحياء من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى ثلاث جثث، بينهم جثة الطفلة شروق محمد السيد السروجى (13 سنة) التى كانت تزور أولاد خالتها، واستمرت عمليات البحث عن الأحياء والجثث حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد.
وبعد 3 ساعات من البحث تمكنت القوات من إنقاذ إحدى السيدات حية، وتدعى مرفت عزت محمد (40 سنة) والتى ظلت تتحدث من تحت الأنقاض للضباط لمدة ساعة كاملة حتى تم استخراجها، وبعدها بنصف ساعة تم إنقاذ كريمة أحمد على (24 سنة) كما تم استخراج جثة إيمان أبو المجد محمد (35 سنة) وهى تحتضن ابنها عبد الرحمن طارق السيد (8 سنوات) والذى تمكنت القوات من إنقاذه من تحت الأنقاض وتبين أن الأم كانت تحميه بجسدها أثناء الانهيار، بينما لم يتم استخراج جثة طفلتها جانا (40 يوم) حتى الساعة 7 صباحا وتم استخراجها باستخدام الكلاب البوليسية.
وبعد 6 ساعات من البحث تم العثور على الطفل إبراهيم محمد السيد المرسى (12 سنة) واستمرت عملية إنقاذه ساعة ونصف، وبعدها بنحو ساعة تم العثور على جثة ليلى محمد نجيب وشهرتها سماح (23 سنة) وهى تمسك بيد طفليها أحمد إبراهيم محمد الهجرسى (3 سنوات) وشقيقته الكبرى ذكرى (5 سنوات).
وتمكنت قوات الأمن من استخراج جثة الأم ثم إنقاذ ابنيها احمد وذكرى ولقيت الطفلة مصرعها عقب وصولها المستشفى، بالإضافة لاستخراج جثة ابن عمهما محمد عبده الهجرسى (10 سنوات).
ومن المنزل الثانى تم استخراج جثة السعيد مصطفى أحمد (55 سنة) بعد ساعة من الانهيار كما تم إنقاذ ابنه محمد (25 سنة) وظلت القوات تبحث عن حفيدته سهيلة أيمن (12 سنة) حتى الساعة الثانية صباحا وتم استخراج جثتها على بعد مترين من جثة الجد.
وأثناء عمليات البحث سقطت 3 سيدات من أقارب المتوفين مغشيا عليهن وتم نقلهن إلي المستشفى للعلاج، بينما وقف عدد كبير من الشباب وهو يبكى ويرددوا «حسبى الله ونعم الوكيل».
وأكد شهود عيان أن العقار الأول والخاص بعائلة الهجرسى انهار فجأة بعد حدوث صوت فرقعة مرتفعة، وأدى انهياره حتى سطح الأرض إلى انهيار المنزل الثانى المجاور له، وبه مخبز للخبز البلدى، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من عمال المخبز تحت الأنقاض.
وقال طارق محمد السيد وهو يبكى «أنا كنت فى طريقي للزرقا، وتركت زوجتى تعبانة شوية، لأنها ولدت من حوالي أربعين يوم، فجالى تليفون يقولى الحق بيتكم وقع ومراتك وعيالك تحت الأنقاض، فرجعت زى المجنون فلقيت جثة مراتى وهى لسه والده من أربعين يوم، وعرفت أن أولادي عبد الرحمن ونبيهة كانوا خارج البيت بيلعبوا لكن ابنتي جانا اللى لسه مولودة ماتت تحت الأنقاض».
تم نقل المصابين إلى مستشفى المنصورة الدولي، والجثث إلى مشرحة المستشفى، وتجمهر عدد من الأهالي أمام المستشفى، وحاولوا اقتحامها للاطمئنان على ذويهم، وفرضت مديرية الأمن طوقا أمنيا داخل المستشفى لمنع الاحتكاك.
وأكد الدكتور امجد الدرينى، مسئول الاستقبال أن المستشفى استقبل 14 مصابا من ضحايا انهيار العقارين، بالإضافة إلى 9 جثث أخرى تم دخولهم مستشفى المشرحة.
وأشار الدكتور مجدى العوادلى مدير المستشفى إلى أن حالة المصابين مستقرة وتم السماح بخروج أربعة منهم بعد أخذ العلاج المناسب.
حرر محضر بالواقعة وأحيل لنيابة أول المنصورة للتحقيق وأمر المستشار أحمد البدوى المحامى العام لنيابات جنوب المنصورة بالتصريح بدفن الجثث وتسليمها لذويها بالإضافة لاستدعاء رئيس حى غرب ومدير الإدارة الهندسية ومدير إدارة التنظيم للتحقيق معهم فى الواقعة.
انتقل اللواء سمير سلام، محافظ الدقهلية، والدكتور أيمن رجب، وكيل وزارة الصحة، لمكان الحادث، وقرر المحافظ إخلاء أربع منازل مجاورة وفحصها هندسيا لبيان مدى تأثرها بالانهيار.
وأكد المهندس السعيد عبد المعطى رئيس حى غرب أن المنزلين تم بناؤهما منذ أكثر من 50 سنة، وأن المنزل الأول المكون من 4 طوابق والذي انهار أولا، لم تصدر له أى قرارت إزالة، بينما المنزل الثانى صادر له قرار إزالة، وقام السكان الطعن عليه أمام محكمة القضاء الإداري.
وكشف عبد المعطى عن إصدار 3 قرارات إزالة لمنازل مجاورة ولم يتم تنفيذها بسبب طعن الأهالى عليها أمام المحكمة مما يعرض حياة سكانها للخطر.