«أعتقد أن الله لن يتركنا نعانى الجوع والحاجة وأن له عبادا على الأرض يمدون يد العون إلى المنكوبين». بهذه العبارة بدأت «أم سلوى» كلامها عقب مشاهدتها لمسكنها وقد تحول إلى كومة من الرماد ودمره حريق أسفر عن إصابة ابنتها بكسور فى العمود الفقرى، افترشت الأرض فى مسطرد بكمية من الأحذية والشباشب – رخيصة الثمن - رضيت بالجنيهات التى كانت تتحصل عليها كل يوم ونجحت فى تجهيز ابنتها «هويدا» منذ 4 سنوات وزفافها إلى عريسها وبقيت «رقية» التى بلغ عمرها 24 عاما، اشترت لها جهاز العروسة، وضعته فوق الدولاب البسيط وتحت السرير الأشد بساطة فى شقتهم بالمنزل رقم 2 –بيت أحمد لاشين- من شارع السيدة زينب عزبة البكرى فى مسطرد.
قبل أيام تركت ابنتيها «هويدا ورقية» نائمتين فى المنزل ونزلت تفتش عن لقمة العيش وفى العاشرة والنصف صباحا، تلقت الخبر المشؤوم، أخبروها أن النيران تحرق شقتها، اندفعت إلى الشارع لتجد الجيران حول ابنتها الكبرى على الأرض والشقة تحولت إلى جدران سوداء، وكل ما كانت تحويه تحول إلى رماد وفحم. قالت الأم: حمدت الله أن ابنتى بخير والباقى على الله، أنا أعتقد أن لنا ربا لن يتركنا نجوع وأن رزقنا سيصلنا، صحيح أن ابنتى الكبرى –التى تقيم معنا لسفر زوجها- تحطم عمودها الفقرى، أثناء محاولتها الهروب من النار، وعفش أختها الذى ظللت «أحوش» فيه منذ سنوات، تحول إلى رماد، ولم يعد لنا بيت ننام فيه ولا عفشا نفترشه ولا ملابس –إلا التى نرتديها- لكن كل ذلك فداء لابنتى.
وطالبت حبيبة من السيدة سوزان مبارك والوزيرة مشيرة خطاب أن يكفلا الأسرة بالرعاية، فلم تبق سوى أيام على قدوم عيد الفطر المبارك، والناس تستعد له بشراء الملابس الجديدة و«عمل الكعك»، بينما هى وابنتاها لا يعلم حالنا إلا الله.