يتشدد البعض فى التعامل مع الزوجات فى نهار رمضان، لدرجة تصل إلى حد عدم المصافحة أو الملامسة، وسأل أحد المواطنين الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، عن حكم الشرع فى تقبيل الزوجة فى نهار رمضان ومدى جواز ذلك؟ فأجاب: تقبيل الزوجة بقصد اللذة مكروهٌ للصائم عند جمهور الفقهاء، لِمَا قد يجر إليه من فساد الصوم.
وأوضح جمعة: وتكون القبلة حرامًا إن غلب على ظنه أنه يُنْزِل بها، ولا يُكرَه التقبيل إن كان بغير قصد اللذة كقصد الرحمة أو الوداع، إلا إن كان الصائم لا يملك نفسه، فإن ملك نفسه فلا حرج عليه، لحديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ كَانَ أمْلَكَكَمْ لإِرْبِهِ» متفق عليه.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِى صلى الله عليه وآله وسلم عَنِ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ، فَرَخَّصَ لَهُ، وَأَتَاهُ آخَرُ فَسَأَلَهُ، فَنَهَاهُ. فَإِذَا الَّذِى رَخَّصَ لَهُ شَيْخٌ وَالَّذِى نَهَاهُ شَابٌّ. رواه أبوداود.وفى رده على سؤال حول الاحتلام فى نهار رمضان وهل يفسد الصوم، أكد جمعة أنه لا يفسد الصوم، وقال: الصيام عبادة من العبادات التى اختص الله تعالى نفسه بمعرفة ثواب فاعلها دون غيره. والإنسان يعتريه النسيان والخطأ والنوم،
والله سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم، ومن رحمة الله تعالى بخلقه أن رفع عنهم إثم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، وبين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القلم يرفع عن النائم فى حديثه الشريف «رفع القلم عن ثلاثة عن الصبى حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق» من هذا نبين أن النائم مرفوع عنه القلم فلا يؤاخذ بما يفعله أثناء نومه والصائم الذى احتلم أثناء صومه فى نهار رمضان لا إثم عليه ولا قضاء عليه.