قال رجائى عطية، المحامى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه معنى بالإسلام والكتابة فى قضاياه منذ 50 عاماً، ما يصنفه على أنه أحد المفكرين المعنيين بالدراسات الإسلامية.
وأضاف عطية فى حلقة مساء أمس الأول، من برنامج «ضوء أحمر» الذى يقدمه الكاتب الصحفى، سليمان جودة، على قناة «دريم»، ودارت حول علاقته بالدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الراحل، أنه لا يتذكر كيف بدأت العلاقة بينهما، وقال: «كانت بداية العلاقة اتصال تليفونى لمعرفة رأيى فى أمر ما، وبلغ من فرط تواضعه أنه حينما اتصل عرض علىّ أن يأتى إلىّ، فقلت له: لا يا فضيلة الإمام هذا لا يجوز، وسآتيك حيث تريد، وانتقلت إلى مقابلته فى المشيخة الجديدة التى بنيت على أكتافه وظلت العلاقة تتوطد، وهو الذى رشحنى لدخول مجمع البحوث الإسلامية، ومن خلال ذلك أتيح لى على مدار سنوات أن أراه كثيراً وأن أتحاور معه، وأراه وهو يتحاور ويطرق الحجة».
وقال عطية رداً على سؤال عن الصداقة التى نشأت بينه وبين طنطاوى، وهو رجل قانون يفكر بعقله ويخاطب عقول الناس، بينما الأخير رجل دين يفكر بقلبه ويخاطب قلوب الناس: «ليس صحيحاً أن رجل الدين معنى فقط بالقلب، ولكنه يبتعد عن الدين إذا أسقط العقل من حسابه، فالتفكير فريضة إسلامية، والأديان لا تقوم على العواطف وكفى، وأنا أعمل بالمحاماة والتى يجرى فيها المزج الضرورى بين العقل والعاطفة، والحجة حينما تساق إلى القاضى لا تساق بمنطق قانونى جامد، إنما مخلوطة بالحياة والمشاعر الإنسانية، فالقرابة قائمة بين الدين والقانون، وبين الدين والفقه، وبين الفقه والمحاماة».
وعن مساحة العقل والقلب فى حياة الإمام الراحل قال عطية: «فيما يتصل بالقلب كان ودوداً شديد التواضع باراً لا أذكر أننى أرسلت إليه أحداً رقيق الحال إلا واستقبله فى مكتبه، وهذه التصرفات لا تصدر إلا من قلب كبير ومشاعر إنسانية، ولكنه حينما يتصدى لمهمة من مهام الدعوة أو الإفتاء نجد العقل حاضراً بقوة فالعاطفة إذا دخلت لن تساعد على الاهتداء إلى الرأى السديد فى الفقه أو الشرع».
وبرر عطية ما تعرض له الإمام الراحل من انتقادات بقوله إن البعض استكثر عليه أن يكون إماماً أكبر وشيخاً للأزهر، وقال: «وقد قرأت تصريحاً للشيخ القرضاوى فى إحدى الصحف قال فيه إنه كان يتمنى أن يكون شيخاً للأزهر، كما أن هناك من لا تعجبه الرؤية العاقلة فى بعض القضايا، ومن الممكن أن تكون رؤياه محل نظر لكن لا تستخف به ولا تهينه، لكن ما رأيته هو أنه كانت هناك صناعة استفزاز له وعن قصد، معالجة قصة الطالبة المنتقبة كان فيها استفزاز ومغالاة، وتم تصوير الأمر فى وسائل الإعلام بطريقة منفرة».
واعتبر عطية أن النقاب تراجع للثقافة والعقل بقوله: «كيف بعد 100 سنة من قاسم أمين، وهدى شعرواى يأتى من يقول إن وجه المرأة الدال على شخصيتها عورة، هذا تراجع فى العقل، وهناك من يدفعون الأمور فى هذا الاتجاه، وهناك اضطراب فى مجتمعنا يتمثل فى أحكام مجلس الدولة التى تؤيد وتعارض النقاب، رغم وجود حكم للدستورية العليا يؤكد أن النقاب ليس من الإسلام وأنه عادة».