سلطت وسائل الإعلام الألمانية الضوء على تطورات قضية وفاة الطبيبة المصرية تيسير زيد، فى مستشفى «شاريتيه» الشهير فى برلين، أثناء جراحة لإنزال جنينيها المتوفيين، فى أحشائها، الأسبوع الماضى وتم احالتها إلى الطبيب فولفجانج هاينريش مدير قسم الولادة فى مستشفى «شاريتيه» يأتى الاهتمام الألمانى المتزايد بالقضية، بعد بدء تحقيقات الادعاء العام، فى اتهام زوج المتوفاة للمستشفى بالإهمال، الذى تسبب فى الوفاة.
قال مارتن شتلتنر المتحدث باسم الادعاء الألمانى فى برلين إنه يتم التحقيق فى القضية، الاثنين الماضى بعد قرار بدء إجراءات الطب الشرعى، لكن لم يتم التأكد حتى الآن من أسباب الوفاة.
من جانبها، اهتمت وسائل الإعلام الألمانية بالقضية وبيان السفارة المصرية حول الحادث ووقوفها بجانب زوج الضحية، ثم نقل جثامين د. تيسير وجنينيها الثلاثاء الماضى إلى القاهرة ثم دفنهم فى مصر، مشيرة إلى علم وزارة الخارجية الألمانية بتفاصيل القضية ومتابعتها عن كثب، إلا أنها لم تر وجود داع للتدخل فى الأمر.
وقالت المتحدثة باسم مستشفى شاريتيه «شتيفانى فنده» إنه «أمر غير واضح تماما» ما الذى أدى لوفاتها، إذ لم يظهر الفحص الأولى للطب الشرعى سبب الوفاة، وإن كان تبين أن الجثة خالية من الأمراض الوبائية.
وفى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم» أشار السفير المصرى فى ألمانيا رمزى عزالدين إلى أن المدير العام لمستشفيات شاريتيه «كارل ماركس أينهويبل» اتصل به مؤكدا له أن النتيجة النهائية لتقرير الطب الشرعى تحتاج عمل مزرعة تستغرق 10 أيام تقريبا، وأبلغه أنه على استعداد للقاء الزوج د. أحمد فى أى وقت لشرح جميع الإجراءات له وهو ما تعذر لسفره بمصاحبة جثامين زوجته وجنينيه، وختم البروفيسور «أينهويبل» حديثه، مؤكدا أن المستشفى مصر على أن تأخذ العدالة مجراها مهما كانت النتائج وأنه لن يكون هناك أى تستر على أى تقصير إن تم التحقق منه.
وكان الباحث المصرى أحمد عمارة الذى يحضر رسالة الدكتوراه فى الهندسة فى جامعة برلين التقنية قد روى فى التحقيقات ما سبق وأكده فى مقابلة خاصة مع «المصرى اليوم» من إصرار الأطباء على إجراء ولادة طبيعية لزوجته رغم وفاة جنينيها فى أحشائها قبلها بعدة أيام، رغم أنها رفضت ذلك وطالبت بإنزالهما عبر عملية قيصرية، وأشار إلى تزايد الألم 3 أيام ونصف بينما اكتفى الأطباء بالمسكنات وأدوية تحفيز الطلق الصناعى، حتى ساءت حالتها بشدة مع إنزال الجنين الأول يوم الخميس 19 أغسطس ثم تدهورت تماما مع إنزال الجنين الثانى لتنزف بشدة حتى توفيت مساءً.
وفى المقابل أبدى مستشفى الشاريتيه فى بيان له أسفه للوفاة المأساوية للدكتورة تيسير، وتعازيه لعائلتها، وأكد البيان عدم اكتشاف أدلة حتى الآن على وجود ذنب للمستشفى فى حادثة الوفاة.
وأشارت صحيفة «برلينر مورجن بوست» إلى رواية تدور فى قسم الولادة فى شاريتيه عن احتمال أن يكون سبب الوفاة هو حدوث «انسداد فى مجرى السائل الأمينوثى» (الذى يحيط بالجنين أثناء الولادة)، ينتج عنه تسرب السائل إلى مجرى الدم لدى الأم، مما يؤدى إلى حدوث نوع من التسمم، ينتهى بتوقف القلب فجأة عن النبض وحدوث فشل متعدد لدى أجهزة الجسم .