x

المستشار أحمد مكي: الإعلام وراء فشل المصالحة.. ومستعد للشهادة في قضية مرسي (حوار)

الخميس 07-11-2013 18:15 | كتب: منير أديب |

وصف المستشار أحمد مكى، وزير العدل الأسبق، محاكمة الرئيس المعزول، محمد مرسى، بأنها محاكمة سياسية، مؤكداً أنه حتى إن كانت التهم جنائية فإن لها بعداً سياسياً، وقال فى حواره مع «المصري اليوم» إنه يعلم يقيناً أن «مرسى» برىء من تهمة قتل المعتصمين أمام قصر الاتحادية، وأنه كان يردد كثيراً أمام وزير الدفاع ووزير الداخلية وقائد الحرس الجمهورى عبارة «إلا الدم»، مشيراً إلى أنه ليس لديه مانع من تقديم شهادته أمام المحكمة على أحداث قصر الاتحادية لو طلبت هيئة المحكمة ذلك.

وإلى نص الحوار..

■ ما رأيك فى محاكمة الرئيس المعزول «مرسى»؟

- هى محاكمة سياسية بطبيعة الحال، حتى وإن كانت فى قضية تحريض على القتل، فمحاكمته لها تأثيرات سياسية، فكلمة تحريض كلمة عامة، ولم ينسب إليه أنه أمر بالقتل بشكل واضح وصريح.

■ هل شاهدت اللقطات التى تم بثها من الجلسة الأولى للمحاكمة؟

- هناك جهل بالعملية القضائية، فمن حق الرئيس السابق ارتداء الزى الذى يريده لعدة أسباب، منها أن قانون الإجراءات الجنائية لم يحدد ملابس خاصة بالمتهمين، وأعطى حقاً للمتهم بأن يمثل بأى ملابس، غير أن لائحة السجون التى حددت نوعية الزى الذى يرتديه لا تنطبق عليه، لأنه لم يكن مسجوناً حتى لحظتها ولو كان لعرف مكانه، ولكن كان متحفظاً عليه فى قاعدة عسكرية فى البحر، وبالتالى ارتداؤه لزيه مسلك طبيعى وعادى.

■ كيف ترى مقاطعة «مرسى» هيئة المحكمة أكثر من مرة وتأكيده على أنه مازال الرئيس الشرعى؟

- ظهر «مرسى» فى المحاكمة متماسكاً وحرص على توصيل رسالة سياسية ورد على محاكمته رداً سياسياً، كما ظهر بصحة جيدة داخل القفص، وهذا إن دل فإنما يدل على حسن المعاملة التى كان يعامل بها فى محبسه غير المعلوم، وهذا يحسب للسلطة القائمة، وإن كنا نرى أن من غير الجائز قانوناً التحفظ عليه فى غير الأماكن المقررة لذلك، كالسجون وأماكن الاحتجاز أو أن يكون مكان احتجازه غير معلوم.

■ كنت وزيراً للعدل فى عهد مرسى فما رأيك فى محاكمته فى قضية أنت شاهد عيان عليها؟

- كنت شاهد عيان على ما حدث فى قصر الاتحادية وعلى رد فعل الرئيس السابق، ويقينى أنه برىء من الاتهامات المنسوبة إليه.

■ لماذا لا تدلى بشهادتك فى القضية إذا كنت ترى أنه برىء؟

- كنت كثيراً ما أسمع الرئيس السابق، محمد مرسى، وهو يردد «إلا الدم» وحضرت اجتماعاً له مع الفريق عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، واللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق، فى ذلك الوقت وقائد الحرس الجمهورى، وأظن أن رئيس الوزراء، هشام قنديل، كان يحضر معنا نفس الاجتماع، وبدا الرئيس السابق متأثراً للغاية لوجود قتلى بين متظاهرى الاتحادية، وقال بالنص الواحد لكل الحاضرين «كل شىء إلا الدم»، وإذا طلبت منى المحكمة التقدم بشهادتى فلن أتأخر.

■ وما سبب حضورك هذا الاجتماع؟

- كنت طلبت لقاء الرئيس السابق، من أجل إبلاغه اعتراضى على الإعلان الدستورى لأنه يضر بنا، وطلبت منه حضور اجتماع مع مجلس القضاء الأعلى لتقديم تفسير مقبول للإعلان الدستورى.

■ أشرت إلى أن الرئيس المعزول لم يكن غاضباً من المتظاهرين، وهذا يخالف حقيقة ردود أفعال السلطة وقتها؟

- أنا أنقل ما كان يدور فى أروقة القصر الرئاسى، وانطباعات الرئيس وقتها، فقد كان يقول، لا توجد مشكلة فى غلق ميدان التحرير، فإذا كانت مساحته كيلو متر، فلا توجد مشكلة أن يكون كيلو متراً فى مواجهتى من مليون كيلو متر مربع هى مساحة مصر، وللتدليل على ذلك فأنا أعددت مشروعاً للتظاهر فى عهده لم يتعرض للاعتصام، وهذا الكلام قيل فى حضرة وزراء العدل العرب خلال اجتماع بالقصر الرئاسى وليس أمامى فقط.

■ كيف ترى دعوات المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين؟

- المصالحة ضرورة حتمية وملحة للانطلاق للأمام، كنا عقدنا مصالحة مع إسرائيل التى بيننا وبينها كوارث بل إننا ننسق معها، فإنه من الأولى أن نفعل ذلك مع الإخوان وهم أكبر فصيل سياسى فى الدولة ولا شك أنهم الأقوى تنظيماً على الساحة فهل يمكن أن تنجح الحكومة وهى فى خصومة مع أقوى الأحزاب السياسية تنظيماً؟، فسوف يأتى اليوم ويقبل فيه النظام الحالى بالمصالحة.

■ ومتى يأتى هذا اليوم؟

- يسأل فى ذلك القوات المسلحة.

■ وما أسباب فشل كل مبادرات الصلح؟

- لأنه لم تتوفر الإرادة لدى أطراف الخصومة من أصحاب الشأن أنفسهم بعيداً عن المزايدات الإعلامية.

■ هل هناك أسباب أخرى وراء فشل هذه المبادرات؟

- الإعلام وراء فشل كل المبادرات التى طرحت فى الفترة الأخيرة، حيث كان يلعب دوراً خبيثاً هدفه إفشال أى مبادرات صلح، فضلاً عن دور إسرائيل، فهى صاحبة مصلحة بأن ينشغل الجيش المصرى عن مهامه ويستنزف فى مشاكل سياسية قد تؤثر على تماسكه.

■ ما تعليقك على ما حدث بعد 30 يونيو؟

- أعتقد أنه كان من الممكن التوصل لحل سياسى للأزمة خاصة أن وزير الدفاع جزء من الحكومة، وبالتالى لابد من حل الأزمات داخل دائرة الحكومة، ومن ضمن الحلول المقترحة لذلك إجراء انتخابات مبكرة، وكنت من أنصار ذلك، وكان الأولى طرح القضية داخل مجلس الوزراء وليس داخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

■ كيف ترى المشهد السياسى حالياً؟

- لابد أن يوجد حل سياسى من خلال مصالحة وتكون القوات المسلحة طرفاً فيها، على اعتبار أنها القوة الحاكمة الحقيقية فحل الأزمات الاقتصادية لن يكون إلا بإنهاء الخصومات السياسية الموجودة على الساحة، والتى يقف الإخوان طرفاً فيها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية