x

نيللى كريم: كآبة «الحارة» جزء من كآبة المجتمع

الثلاثاء 24-08-2010 08:05 | كتب: نجلاء أبو النجا |
تصوير : اخبار

60 مشهدا فقط، هى مساحة الدور الجديد تماما الذى تلعبه نيللى كريم بإتقان فى مسلسل «الحارة»، ووافقت أن تكون أحد تروس عمل ضخم لا يعتمد على اسم نجم كبير ولا مخرج مخضرم، وراهنت على اختلاف الموضوع وجودة السيناريو.

«نيللى» فى حوارها مع «المصرى اليوم» تكشف عن تفاصيل شخصية «منى» ومغامرة البطولة الجماعية، وقرارها بالابتعاد عن التعامل مع بعض المخرجين، كما تحدثت عن دور البنت البسيطة الذى تتعمد تقديمه لكسر حصار دور البنت الأرستقراطية.

 

هل صحيح أن مسلسل «الحارة» كان مشروعا مؤجلا بينك وبين المخرج سامح عبدالعزيز والمؤلف أحمد عبدالله؟

- كان هناك أكثر من اتفاق بينى وبين سامح وعبدالله لكن بخصوص مشروعات سينمائية، وعند التفكير فى مشروع مسلسل «الحارة» رشحانى لأحد الأدوار ووافقت وتعاقدت حتى قبل قراءة السيناريو لأن هذا الثنائى أثبت أنه متميز وبالتأكيد لن يرشحانى لدور غير جيد.

كنت مرشحة لعدة أدوار فى المسلسل، لكنك اخترت دور «منى»، ابنة بائع المخدرات، لماذا؟

- فعلا عرض علىّ «سامح» المسلسل بالكامل لأختار أحد الأدوار النسائية، وكنت حائرة بين أكثر من دور، لكن دور «منى» كان الأكثر جاذبية بالنسبة لى لأنه جديد تماما ولم أقدمه من قبل، وقد تعاطفت مع هذه الفتاة المعدمة التى تحمل هم عائلتها وأشقائها الصغار وتضطر لتوزيع المخدرات وهى مجبرة.

فى الفترة الأخيرة تختارين أدواراً شعبية آخرها دورك فى فيلم «واحد صفر»، هل تتعمدين ذلك؟

- لا أنكر أننى تعمدت كسر حصار الفتاة الأرستقراطية الذى وجدت نفسى فيه، وتعمدت أن أختار أدوارا مخالفة لنيللى الحقيقية، أدواراً أستطيع فيها أن أظهر دون مكياج وبملابس لا يمكن أن أرتديها فى حياتى لأحدث صدمة للمشاهد، وبذلك أفرض نفسى كممثلة دون أى عوامل مساعدة، وفى بداياتى قدمت دور الفتاة القروية الجاهلة فى فيلم «سحر العيون»، وكان لابد أن أجدد ثقة الناس فى قدرتى على تقديم كل الطبقات الاجتماعية، وأحب أن أوضح أن الشكل والماكياج آخر اهتماماتى، ففى حياتى الطبيعية لا أضع «ماكياج»، وبالتالى، لا يفزعنى ظهورى على الشاشة دونه، وكل ما يهمنى الدور ومصداقيته.

هل يوجد تشابه بين دورك فى مسلسل «الحارة» ودورك فى فيلم «واحد صفر»؟

- رغم أن الدورين شعبيان ومعدمان تقريبا فإنهما مختلفان تماما، وربما دور «منى» أكثر سوادا وكآبة من دورى فى «واحد صفر»، فمسلسل «الحارة» بأكمله يعكس واقعاً كئيباً وأسود، وقد حذرنى بعض أصدقائى من كآبة الحارة وسكانها، لكننى كنت شديدة الاقتناع بالدور لأن الحياة خارج الحارة كئيبة أيضا، وقد تكون الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعيشها الفقراء فى الحارات تجعل أكبر همهم الحصول على 20 جنيها ليشتروا قوت يومهم، أما الناس خارج الحارة فهمومهم تتمثل فى الفقر والبطالة والتعليم، أى أن الجميع فى حالة اكتئاب.

شخصية «منى» فى «الحارة» موجودة فى الواقع، فهل قابلت شخصية مثلها للتحضير للدور؟

- حتى لو كان الممثل بعيداً عن تلك الطبقة، فإنه يراها يوميا حوله فى أماكن مختلفة مثل إشارات المرور وطبقة البوابين أو عمال الجراجات، لذلك رأيت شخصيات كثيرة فى الواقع تشبه «منى»، كما ساعدتنى الكتابة المحكمة جدا من أحمد عبدالله التى أضفت تفاصيل مبهرة للشخصية من الداخل والخارج.

مساحة الدور لا تتجاوز 60 مشهدا، كما أن المسلسل لا يوجد فيه بطل أو نجم، هل أثر ذلك على قبولك الدور؟

- لم أتردد لحظة فى قبول الدور، ولم أسأل فى البداية عن عدد المشاهد ولا المساحة لأننى لا أهتم بأن يقول الناس: «نيللى عاملة بطولة من الجلدة للجلدة» بقدر ما يهمنى أن أقدم دورا يعجبنى وبه مساحة تمثيل وليس عدداً كبيراً من المشاهد، و«الحارة» تجربة جماعية متميزة، سر قوتها وتفردها فى التنوع فى الشكل والأبطال والتفاصيل، والناس تحتاج هذه النوعية من المسلسلات لأنهم ملوا من سيطرة النجم على العمل.

ما تفسيرك لسقوط قاعدة النجم الأوحد للعمل، وإعجاب الناس بالمسلسلات التى يلعب بطولتها عدد كبير من الممثلين؟

- الانتصار الآن ليس للنجم بقدر ما هو انتصار للعمل الجيد والسيناريو والديكور والإنتاج، والتجربة العملية أثبتت ذلك، فنجد أكثر الأعمال نجاحا هو «الجماعة» و«الحارة» رغم أنهما لا يعتمدان على البطل أو اسم النجم، بل على السيناريو والحوار والديكور والملابس، والظاهرة اللافتة للنظر هذا العام أن الناس تقيم المسلسلات بناء على إعجابها بمستوى التصوير، فصورة الفيديو القديمة أصبحت لا تروقهم، وهذا يدل على زيادة الوعى والتذوق الفنى، والناس أجمعت على الصورة التى أبدع فيها وائل درويش فى مسلسل «الجماعة»، وصورة مسلسل «أهل كايرو» لنانسى عبدالفتاح، وصورة «الحارة» لجلال زكى.

ما رأيك فى عدد المسلسلات الذى يعرض؟

- توجد حالة من التشتت بسبب كل هذا العدد من المسلسلات، وأثق أن الناس فى النهاية تنتقى بعض الأعمال لمتابعتها، والظاهرة الصحية الوحيدة هى التنوع الكبير فى المسلسلات، فهناك الكوميدى والتراجيدى والاجتماعى والخفيف والثقيل والسياسى والصعيدى وهذه هى أهم فائدة.

ما سبب اتجاه نجوم السينما إلى الدراما، وهل له علاقة بأزمة السينما؟

- لا أعتقد أن السينما تمر بأزمة بقول صناعها، فهناك أفلام وإنتاج، وتخفيض عدد الأفلام لظروف اقتصادية ليس معناه الادعاء بأن هناك أزمة ترتب عليها اتجاه نجوم السينما للدراما.

لكن نجوم السينما يشترطون أجورا ضخمة ومساحات أدوار كبيرة فى الدراما؟

- الموضوع فى النهاية تحكمه معايير السوق والعرض والطلب، وبالنسبة لى، لا أفكر فى البطولة ولا الأجر الكبير، ورغم أن ما أرفضه من بطولات قد يقبلها غيرى وينجح، فأنا لا أندم أبدا لأن هناك إحساساً يحدد حكمى على الأعمال ويوجهنى، كما أننى لن أكون سعيدة إذا حصلت على معظم ميزانية العمل وتحملت بطولته وخرج ضعيفا بلا فائدة.

رغم اشتراكك العام الماضى فى مسلسل «هدوء نسبى» إخراج شوقى الماجرى، فإن الجمهور لم يشعر بوجودك تليفزيونيا إلا هذا العام فى مسلسل «الحارة»، لماذا فى رأيك؟

- أعترف بأن كثيراً من الناس لم يشعر بمسلسل «هدوء نسبى» لأنه ظلم فى العرض فى مصر، ولم يحظ بالدعاية الكافية، لكن هذا لا ينفى احترامى لهذا المسلسل بل أعتبره من العلامات فى حياتى الفنية، أما «الحارة» فعمل مصرى مليون فى المائة وتحقق له من الدعاية قدر جيد.

ما صحة قرارك بعدم التعامل مع أى مخرج غير محترف فى أعمالك المقبلة؟

- فعلا، هذا قرارى لأننى تعبت من التعامل مع مخرجين يجيدون الكلام المنمق والمصطلحات الثقيلة وفى النهاية، يخرج العمل أقل بكثير من كلامهم، ولم يعد لدىّ حماس لأعطى فرصاً لمخرجين يريدون التجريب، لذلك قررت مقاطعة كل هؤلاء واختيار مخرجين لهم رؤية وتجربة ووجهة نظر استطاعوا تنفيذها على أرض الواقع، ولذلك تعاونت مع سامح عبدالعزيز فى «الحارة» لأنه صاحب تجربة مميزة فى السينما، وبعد فيلمى «الفرح» و«كباريه» استحق ثقة الجميع.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية