على عكس توقعاته وربما حلمه بأن تكون الوظيفة وش السعد عليه، لم يذق طارق عباس طعم السعادة، فمنذ تعيينه فى إحدى شركات توزيع الدواء فى الإسكندرية ضمن فئة الـ5٪ للمعاقين وحالته الصحية تزداد سوءاً، فخلال 7 سنوات، هى مدة عمله فى الشركة، أصيب بالتهابات فى الخلايا العصبية للطرفين مما أعاق حركته كاملة. طارق لم يشعر باليأس وظل يبحث عن وسائل علاجية تدفعه لممارسة حياته بشكل أقرب إلى الطبيعى بعد إصابته لكنه اكتشف أن 150 جنيهاً، راتبه الشهرى من الشركة التى يعمل بها، لا تكفى للعلاج فى ظل تشدد المسؤولين فى التأمين الصحى فى صرف كل الأدوية التى يصفها الطبيب له، حيث يكتفون ببدائل فى بعض الأحيان ويقللون الكمية فى أحيان كثيرة - حسب قوله - وهو ما دفع طارق للتفكير فى وسيلة أخرى لزيادة دخله، وهداه تفكيره إلى شراء سيارة «مينى باص» لتوصيل الركاب للأماكن القريبة، وتكبد طارق مرارة الأقساط الشهرية المطلوبة منه، لكنه وقع فى مشكلة أخرى عندما سن محافظ الإسكندرية «قانون الحضانة» للسيارات الخاصة الصغيرة التى توصل الركاب، وهو ما أوضحه طارق: «قانون الحضانة يجعل السيارة تظل فى حيازة المحافظة لمدة لا تقل عن أسبوعين، ثم تغرم بعدها صاحب السيارة 500 جنيه، وهو ما يزيد من مشاكلى»، طارق حاول الحصول على شقة مستقلة له ولزوجته بعيداً عن «بيت العائلة» فتقدم بأوراقه إلى محافظة الإسكندرية قبل ثلاث سنوات لكنه لم يجد منهم رداً ولم يوفروا له شقة من بين الشقق المخصصة للمعاقين، وحين تقدم بالشكوى إلى المسؤولين أجابوه: «إنت اللى زيك بقالهم عشر سنين ماخدوش شقق.. هتيجى إنت تاخدها بالسرعة دى».